الاثنين، 19 يناير 2015

فراشتان صينيتان

كانت إمبراطوية عظيمة في يوم من الأيام، ثم تراجعت في فترة من الزمن، وها هى عائدة بقوة مرة أخرى!
نعم أنها الصين اللتي أتحدث عنها، البلد التى لها حضارة وتاريخ أمتد لأكثر من 5000 آلاف سنة، الحضارة الغنية بموروثاتها الثقافية والتاريخية. اليوم سنتعرف على أحد تلك الموروثات الثقافية، والتى تتمثل في أسطورة قديمة، ولكنها تعكس مدى قدرة هذا الشعب على التخيل والإبداع، فيمكنك أن تضيف قصة جديدة من قصص الحب إلى جانب "روميو وجوليت"، "قيس وليلة" إلخ من قصص الحب المشهورة التى تعرفها.
يحكى أن فى قديم الزمان كان هناك فتاة جميلة وذكية تدعى جو ينغ تاى. وكانت تلك الفتاه ترغب فى التعلم كما يفعل الصبيان، ولكن فى ذلك الوقت كان التعليم محرم على الفتيات، ولكنها صممت على التمسك بحقها في التعليم، فترجت والديها أنا يسمحا لها؛ ولأنهما يحبونها حبًا شديدًا سمحا لها أن تذهب، بشرط أن ترتدى زى الصبيان.
وفي أثناء الدراسة تعرفت على شاب حسن الخلق كان يدعى ليانغ شان بو. شاب واسع العلم والمعرفة، وكانا دئمًا ما يتناقشان ويلعبان سويًا، حتى أصبحا صديقان حميمان.

ومرت 3 سنوات في لمح البصر، وحان موعد العودة إلى المنزل، وفى تلك الفترة كانت جو ينغ تاى قد وقعت في حب ليانغ شان بو، وعلى الرغم من أن ليانغ شان بو كان لا يعرف أن جو ينغ تاى فتاة، ولكنه كان مرتبط بها بشدة.وفى الطريق اسخدمت جو ينغ تاى جميع أنواع التلميحات لكى يفهم لينتغ شان بو أنها فتاة، ولكنه لم ينتبه في النهاية. وفيما بعد اخبرته جو ينغ تاى أن لديها أخت يمكنه أن يتزوجها. وعندما زار ليانغ شان بو جو ينغ تاى، فهم أنها فتاة، وأدرك مدى حبها له، ولكن أراد أن يزوجها والديها لشخص أخر لا تحبه، فرحل ليانغ شان بو، ثم سرعان ما أصيب بمرض خطير ومات، من شدة شوقه لها.

عندما علمت جو ينغ تاى بموت الشخص التى عشقته، حزنت حزنًا شديدًا، وعلى الرغم من أنها كانت مجبرة على الزواج من شخص لا تحبه، إلا أنها ذهبت لزيارة قبر ليانغ شان بوه في يوم زفافها، وعندما وصلت إلى هناك، هطل المطر فجأة، وفتحت المقبرة، فقفزت فيها جو ينغ تاى، وأغلقت المقبرة مرة أخرى. وبعدما هدأت العاصفة، رآى الناس فراشتان تطيران بجانب المقبرة؛ فاعتقدوا أنهما جو ينغ تاى وليانغ شان بو.




تنوية: إن هدف الكاتب من سرد مثل تلك الأساطير هو التعمق في معرفة الشخصية الصينية وثقافتها وطريقة تفكيرها ونظرتها للأشياء وأنه لا يهدف من قريب أو بعيد إضعاف إيمان أحدًا من القراء حيث أن الكاتب ممن يدينون بالإسلام وذلك تجنبًا للخلط بين الأمور.


ترجمة وتقديم: مي عاشور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق