لا يكفي أن يكون العمل صالحا حتى يكون صالحا. ليس
السلوك هو المعنى. قد يكون السلوك والمعنى على طرفي نقيض. لعبة الأضداد تزعزع كلّ
الأركان واليقينيات. ترى، تصدّق عينيك فتقع في الفخّ. تقول وانت تهزّ رأسك. لقد " افتكرت"
كذا ولكن سرعان ما تكتشف ان " افتكارك" ضالّ، وساذج لأنه اعتمد على
العينين. و"الخدع البصرية" مصطلح يجب ان لا يغيب على العين.
هذا ما تقوله حكاية في كتاب احمد امين الكاتب
النهضوي " الشرق والغرب"، وهو يرسم افعال وردود افعال الشرقيين والغربيين.
(يمكن ان تجد الكتاب على موقع المصطفى في صيغة PDF. ) . وما
يرويه احمد امين هو من مشاهداته ، يقول:" واذكر اني رأيت الترام مرّة وبجانبي
جلس ضابط انجليزيّ، وامامي عامل مصري، فلما وقف الترام في احدى محطاته اراد العامل
ان ينزل من ناحية الشمال، فامسك الضابط الانجليزي برجله ليمنعه، فظننت بحكّ النظر
الشرقيّ انه يمنعه من النزول من الشمال رأفة به وخوفا من ان يصاب بأذى، فشكرته على
صنيعه فقال: لست اقصد هذا، وانما اخشى ان ينزل من الشمال فيصدمه ترام آخر، فيتعطل السير، ولا اصل الى المكان
الذي اقصده في الوقت الذي يجب ان اصل فيه!".
القصد ينسف ظنّ أحمد
أمين، وينسف معنى المشهد.
يصير المشهد الواحد مشهدين.
العين لعوب وكذوب تريك السراب على هيئة الشراب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق