حرف الياء الذي نكتبه بالعربية ليس حرفا واحدا وانما
هو حرفان. يستغرب البعض حينم اقول ذلك، ولكني مضطر ان اقول ذلك وانا اعلم مادة علم
الاصوات واتناول صفات ومخارج الحروف العربية. والتعامل مع الحركات لا يخلو من
طرافة في اللغة العربية. حين اقول لطلابي ان الحركة حرف يستغربون، ولا يخطر ببالهم
ان الفتحة والضمة والكسرة هي حروف، وان الياء والواو حركات احيانا. يشعرون ان حدود
الاشياء بدأت بالارتجاج. كيف لا يكون الحرف حرفا ولا تكون الحركة حركة. ما معنى الحركة؟
ولماذا اختار العرب هذه التسمية؟ اعتبر التسمية موفقة. لأن الحركات هي التي تحرك
الحروف. حيث لا حركات تبقى الحروف جامدة في مطرحها لا تتحرّك. كنت قد قرأت منذ
فترة ان العرب اختاروا استخدام الحبر الاحمر، بداية، لكتابة الحركات او رسم
الحركات، والاحمر لون الدم، والجسد لا يتحرك الا بفضل حركة الدم وضخه في الجسد. فالحركات
هي دم الكلمات. وجدت في تعليق ذلك الكاتب بعض الطرافة.
عودة الى الياء. وسأوجز: قلت ان الياء ياءان. وسوف
تنكشف هوية الياءين بالخروج من الحرف العربي والدخول في الحرف اللاتيني. اقول
لطلابي: اكتبوا كلمة "يرمي" بالحرف اللاتيني، وهنا الياء الأولى والياء
الثانية هي واحدة في العربي ولكن ليست واحدة في النطق. وحين يتأمل طلابي ما كتبوا
يلاحظون انهم كتبوا الكلمة كالتالي yarmi فأقول لهم كتابة
الكلمة بالحرف اللاتيني كشفت هوية الياء او رفعت النقاب عن وجهي الياء. الياء التي
تكتب
y هي ما يسمى في علم الاصوات نصف صائت او نصف صامت وما
يكتب
i يسمى كسرة طويلة. لأن الكسرة هي بعض الـ i، اي ان الفرق بين
الكسرة والياء هو الزمن. المدة الزمنية التي تستهلها الياء هي اكثر من المدة التي
تستغرقها الكسرة. ومن يتأمل أخطاء الصغار في المدارس يلحظ انهم لا يميزون بسهولة
في البداية بين الكسرة والياء وفي الاملاء يقعون في اخطاء تكشف طبيعة الياء.
وما قلته عن الياء يصحّ على الواو ايضا، فليس في
العربية واو واحدة وانما واوان، فاذا اراد احد الاشخاص ام يكتب " وردوا"
بالحرف اللاتينبي فان سيكتبها اغلب الظن على الشكل التالي: waradou. الملحوظ هنا ان الواو
الاولى لم تكتب كما كتبت الواو الاخيرة في الحرف اللاتيني والسبب ان الواو الاولى
لها طبيعة مغايرة عن الواو الأخيرة.
ومن هنا استعمل العبارة التالية: ان احرف العلة انما
سميت احرف العلّة لانها " معلولة" أو "عليلة" اي مريضة.
فالعلة مرض، ومرض هذين الحرفين هو الانفصام في الشخصية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق