الأربعاء، 28 يناير 2015

عن الشاعر البحريني ابراهيم العريض

«ان إبراهيم العريّض يمثل التراث البحريني الشعري، فقد عاش، تقريباً، قرناً من العطاء الشعري والنقدي، وكانت ثقافته العميقة مؤثرة في بنية قصيدته، كما كانت ترفد نظرته النقدية برؤية تشمل العربي كما الغربي.

يمتاز ابراهيم العريّض بشيء نادراً ما امتاز به شعراء آخرون في هذا القرن، فهو فضلاً عن معرفته للغة الانجليزية كان يتقن اللغة الاوردية واللغة الفارسية. وهو ما جعله شرقياً حتى العظم وتبدى ذلك في تضاعيف شعره وأعطاف كلامه، وخوله ان يكون ممثلاً نقياً لتعدد الثقافات الاسلامية، على عديد انحائها ونكهاتها. وتعتبر، على سبيل المثال، ترجمته لرباعيات الخيام من بين افضل الترجمات، لنقاء عروبة اسلوبها من جهة، ولمعرفته بالمخزون اللغوي والثقافي الفارسيين من جهة اخرى. لا انسى ان كتابه عن المتنبي من ألطف الكتب وأدمثها عن هذا الشاعر الاستثنائي، لانه عرف ان يقرأ ذاتيات المتنبي بحنو ماهر، لا يخلو من مكر. رحمه الله ونضّر ضريحه.

ولكم تعوزنا، في هذا الزمن اليباب، شخصيات من طراز ابراهيم العريّض، الذي جعل من الهم الثقافي والادبي هماً يومياً معاشاً، اذ كان يرفض إلا ان يرى الشعر يمشي في الارض، لا ان يكون محض خيال لا تربطه بالارض صلة.

يمكن لي ان اقول انه كان يحمل في طيات روحه خيالاً عملياً استغل او استثمر من قبل البحرين حين عين سفيراً متجولاً، واصبح الرجل، بفعل هذا المنصب، شعراً لا يستقر الا في التجوال»
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق