الاثنين، 12 يناير 2015

الضرورات الشعرية


هناك من يظنّ ان "الضرورة الشعرية" تعني التفلّت من كلّ قيد من قيود النحو وشروط الصرف .ولا يخطر بباله ان للضرورات الشعرية قواعد صارمة .وعليه بكتاب " ضرائر الشعر" لابن عصفور الإشبيليّ، على سبيل المثال، حيث قعّد للضرورات وأماكن وجودها وإباحتها.
كنت اعرف شخصاً يحبّ الشعر، على زعمه، وينسف حريم النحو وحين أشرت إلى الخلل النحويّ الفاجع، قال وهو واثق الخطوة كأنّه الملك الضلّيل: الضرورات الشعرية تبيح لي ذلك، فليس لحرف الجرّ حرمة، وليس لليس اعتبار، وليس لكان من مكانة، ثمّ أردف خاتماً كلامه بالقول: المهمّ هو الإيقاع الصوتيّ.
فرحم الله الخليل بن أحمد حين قال:
اذا لم تستطع شيئا فدعه     وجاوزه إلى ما تستطيع
وهو قول قاله لأحد أعلام اللغة ! بحسب الحكاية التالية:
يذكر أنّ الأصمعي لازم الخليل بن أحمد الفراهيديّ ليتعلّم منه العروض، ومع شدة ملازمته للفراهيدي إلا أنه عجز عن أن يتعلّم العروض، فأصابه من ذلك اكتئاب شديد، فكتب إليه الخليل بن أحمد ينصحه ويُسلي عنه ويلاطفه بأدب: 

إذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع
فترك الأصمعي تعلّم العروض وانخرط في اللغة فصار إماما من أئمة اللغة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق