الاثنين، 12 يناير 2015

سلطان المنام


المنام ذو نفوذ بالغ، ليس أي منام. هناك منامات لا تغيّرك، ولكن هناك منامات تغيّر مسير حياتك. الكواكب التي رآها يوسف وضعته في الجبّ. 
سمعت هذه الحكاية المناميّة، وسأسردها كما سمعتها. تخاصم شقيقان، وانقطعت العلاقة بينهما. وكان والدهما قد رحل عن الفانية. شاءت الصدف او الاقدار او المنامات او هواجس يهجس بها احد الاشقاء ان رأى والده في المنام. كان الوالد حزينا، مكسور الخاطر، نظر الى ابنه في المنام وراح يحكي معه. عظامي ستبقى غاضبة عليك، اذا بقيت مخاصما شقيقك، غدا صباحاً تذهب اليه، وتتصالح معه. وإلاّ فإنّي لن أرضى عنك ولا عن أخيك. لم يتقبّل الوالد سماع مبرّرات ابنه في الخصومة، كان كلامه قاطعا حازما. 
استيقظ الابن مصعوقا، كيف لميّت ان يفرض عليّ قرارات حياتي؟ ولكن الميّت ليس اي ميّت، انه ابوه. هل يعصي أباه؟ هل يطاوعه ضميره أن يخالف رغبة أبيه من وراء المنام ومن تحت الرجام؟ هل بمقدور أعصابه أن تضع كلمات الوالد دبر أذنيه؟ وجد نفسه كالمسحور يذهب صباح اليوم التالي الى أخيه.

تفاجأ الأخ بالزيارة غير المنتظرة، ونقل له ما رأى. اغرورقت عيون الاخوين بدموع الفقد للوالد. تعانقا، وذهبا معاً إلى ضريح الوالد حيث وضعا بعض الزهور.
كان خصام ولديه يحطّم بقايا عظامه في مرقده، ويقضّ مضجع رقدته الأخيرة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق