الثلاثاء، 13 يناير 2015

ليست إسرائيل هي وحدها المسؤولة عمّا نحن فيه من تخلّف

ليست إسرائيل هي وحدها المسؤولة عمّا نحن فيه من تخلّف ، وتفكّك، وضعة، وضعف، وأمّية مستعرة.
هل كنّا بخير قبل ولادة اسرائيل؟
هل كنّا بخير قبل الاستعمار؟
أليس ضعفنا هو الذي أخضر الاستعمار؟
أليس ضعفنا هو الذي كان الأرضية الخصبة لإنشاء إسرائيل؟
ضعفنا لا هو ابن اسرائيل، ولا ابن اميركا، ولا ابن فرنسا، ولا ابن بريطانيا.
ضعفنا ابن طريقتنا في التفكير.
هل فكّرنا في وضع طريقتنا في التفكير على طاولة البحث لنفحصها، لنعرف ايّ " فيروس" ينهكها ويهلكنا؟
سأعود الى مائتي سنة الى الوراء، ما لذي اخترعناه قبل مائتي سنة؟ ما هو الانجاز العلمي او الفكري او الروحي او التكنولوجي الذي حققناه قبل مائتي سنة؟
مشكلة الحاضر المحتضر بنت الماضي الممضّ.
سأكتفي بسؤال واحد:
هل عندنا ، اليوم، قاموس ( الله ما يكسر حدا) هو ابن اليوم، ابن الدراسات اللغوية الحديثة؟
الا ازال نعيش ( قاموسيّا) على اطلال ابن منظور؟
هذا على مستوى قاموس، فما بالك بما هو أخطر من قاموس؟
هل هناك أمّة ذات قيمة في العالم لاتستهلك الاّ المستورد؟
نستورد القمح، والأرز، والفول، والحمص ، والعدس، نستورد ما به حياتنا وموتنا.
أويظنّ ظانّ ان امّة تستورد ما يتحكّم بلقمة عيشها البسيطة أمّة له قيمة في هذا العالم؟
" الكوفية: و" العقال" او " الشماخ" رمز بعض الدول العربية تستورده من الخارج.
ماذا نقول عن امّة تستورد حتّى رموزها.
العملة الوطنية، هل هي عملة وطنيّة، الا تطبع النقود خارج اوطاننا؟
وعدّ وعدّ
وتقول لي: من أين جاء كلّ هذا الجنون؟
ما نراه اليوم ليس ابن اليوم، هو ابن اكثر من ثلاثة قرون.
نحن  قرّرنا أن نكون رهينة على كلّ الصعد.
لباسنا، أكلنا، اوراق كتبنا ودفاترنا، حبر اقلامنا، صحون أكلنا.
أمّة لا تملك الاّ العري.
حتى شجر التوت لم يعد موجودا لنستعمل أوراقه في ستر عوراتنا.
فلا حول ولا قوّة الاّ بالله!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق