الأحد، 2 أغسطس 2015

العابد والجارية



يحكى أنّ رجلاً اشترى جارية شابّة بأربعة آلاف دينار. وفي يوم من الأيام تطَّلع طويلاً إليها وانخرط في البكاء, فسألته الجارية الشابّة لماذا تبكي? أجابها: عيناك بالغتا الجمال, حتّى أنّهما تشغلانني عن العبادة. حين وجدت الجارية الشابّة نفسها وحدها قامت باقتلاع عينيها كي لا تشوّش على عبادة سيّدها. وما إن رآها مولاها على هذه الحالة حتى أصابه الهمّ والغمّ، وسألها: لماذا قمت بهذا الفعل الشنيع، ايّتها الغالية على روحي? لقد تسببت لنفسك في عاهة لن تزول, وقللت بذلك سعرك كثيرًا جدًا. فقالت الجارية لمولاها: أنا لا أتحمّل ذنب أن يكون جمالي هو ما يبعدك عن العبادة.

نام الرجل حزيناً لأنّه خسر خسارة مزدوجة، وأتاه في منامه تلك الليلة صوت يقول له: لقد أقدمت الشابّة على ما جعلها تخسر نور عينيها لأجلك, لهذا فإنّنا قرّرنا أنْ نعلي قدرها ثانية ونعيد لك الثمن نفسه ولك أن تستردّه. وعندما استيقظ مالك الجارية الشابّة, وجد الأربعة آلاف دينار تحت المخدّة, ووجد الجارية الشابّة ميتة.

الحكاية لا تحكي لنا شيئاً عن عبادة الجارية أو تقاها، ولكن صوت المنام قال بوضوح ما لم تقله يقظة العابد العمياء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق