الاثنين، 5 يناير 2015

من وحي المدونّة

يوم فتحت مدونتي، وضعت نصب عيني، وضع كل المقالات التي كتبتها ونشرتها قبل عصر الانترنت، وقبل وجود ما يعرف بالأدب الرقمي.
وكان  من اسباب فتح المدونة ايضا نقل مختارات من كتاباتي غير المنشورة في هذه المدونة، وهي كتابات ذاتية بأغلبها، لا هي شعر ولا هي قصة ولا هي رواية ولا هي مسرح.
وان كان في بداياتي تجريب لكل هذه الانواع، ولكني اكتشفت اني لست شاعرا، فأسقطت أمر الشعر منذ البدايات، وحين انظر الان الى القصائد التي كتبتها في بدايتي اضحك من نفسي ومن قريضي، ولم اتركه او احتفظ به اعجابا به وانما لأنّه جزء من مسيرتي الادبية. احتفظ به كما يحتفظ المرء احيانا بصورة من صوره في البومه ليس بداعي الاعجاب بها، وانما لأنها تبيح له ان يمرن ذاكرته على مقارعة النسيان.
كان ادبي هو الدافع اولا واخيرا.
ولا يزال الى اليوم هو الدافع الاول والأخير.
لكن بدأ اهتمامي بالمدونة يضعف لأسباب خارجة عن رغبتي الذاتية، كانت مدونتي على بلوغسبوت هي المدونة الأولى، ولكن وفي الشهر نفسه فتحت واحدة خرى على موقع ياهو.
وهناك بقيت فاعلا ومتفاعلا ونشطا بشكل يومي، الى أن تفاجأت بان الشركة  قررت اغلاق المدونات ، وإقفال هذه الخدمة. لم اكن احتفظ بما كتبت على الوورد اي لم يكن عندي نسخ من الاشياء التي كنت اكتبها في المدونة، من خواطر وتدوينات. فرحت اسابق الزمن لاستخراج ما فيها من كتابات.
وكانت الابواب والتصانيف التي فتحتها كثيرة، من علم لغة وادب ونقد وسيمياء وصينيات ويابانيات وما لم اعد اذكره الان.
وعدت الى مدونتي على موقع بلوغسبوت.
في هذه الاثناء فترت همتي للمدونات ، وكنت قد فعّلت اكثر واكثر صفحتي الفسبوكية.
ولا اضع في المدونة الا مقالاتي اغليب الاحيان التي انشرها في جريدة الانشاء الطرابلسية في زاويتي الاسبوعية " حكي جرايد".
كنت افرح بكلماتي وهي تتفاعل مع الناس، على الفايسبوك، فتحمست للكتابة، وصرت تقريبا اكتب كل يوم، خواطري، وافكاري باختصار شديد او ببعض التفصيل.
كان ما اكتبه من خذاذات اكتبه وانا اراه جملا من مقالات سوف يعاد التوليف فيما بينها، والتنسيق بين اجزائها، اي لملمة المشتت في صفحتي على الفايسبوك ثم اعادته الى المدونة في هيئة مقالات.
كنت افتح مدونتي في ياهو بشكل يومي، وقضيت معها اوقاتا طوالا عذابا.
اليوم اعود الى مدونتي على نية الدوام، واستعادة علاقتي المحض، مع الكتابة.
في الفايسبوك كان لي تجربة حلوة ومرّة.
تعرفت على اناس واصدقاء رائعين من مختلف مواقع العالم.
وازداد عدد الاصدقاء بعد نشر كتابي الأوّل " لعنة بابل"، وكان الكتاب عاملا من عوامل الانغماس اكثر واكثر في مواقع التواصل الاجتماعي، وفتحت له صفحة في الفايسبوك، انزل فيه بالتدريج كل المقالات التي يتضمنها الكتاب.
عشت حياتي كلّها او قل بأغلبها مخلصا للحرف وقناعاتي العلمية والاخلاقية، وهي قناعات لا انكر انه تخللها بعض الشوائب اللغوية.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق