تقرير إبراهيم شلهوب
طرابلس – لبنان ، في فيحاء الشمال اليوم استنساخ لمشاهد لطالما رفضها أهل المدينة و عيّر من قام بتمثيلها سابقاً. و لا يزال مثقفوا المدينة يرذلون هذه المظاهر الغريبة عن منطقتهم و يتساءلون من أين و لماذا بدأت تغزوا شوارعهم. ما هي القصة و إلى ماذا قد تؤدي في ظل الأحوال الأمنية الراهنة؟
Podcast_Tripoli.mp3 (34.34 ko)
تجوب أعداد من الشبان شوارع طرابلس ملوحة بالأعلام حيناً و مرافقة السيارات حيناً على دراجات نارية تخلط الحابل بالنابل. و كذلك يظهر شبان لا تتعدى أعمارهم العشرين سنة بقمصان سود كتب عليها كلمة "إنضباط" في عاصمة الشمال. لطالما اعتبر أهل شمال لبنان هذه المظاهر غريبة عن منطقتهم و مرفوضة من قبلهم و كانوا يعتبروها مصدر قلق محصور في مناطق محددة من بيروت. أما اليوم ، و مع الأحداث المتلاحقة في طرابلس ، يبدو أنه حدث استيراد لهذه الظواهر. ماذا يقول بهذا الصدد الدكتور بلال عبد الهادي و هو أستاذ علم اللغة الحديث في الجامعة اللبنانية في طرابلس؟
يعتبر الدكتور عبد الهادي أن طرابلس ليست مدينة بل هي عاصمة الشمال و يقول: "العواصم لا دين لها لأنها مفتوحة على الجميع". و يضيف: "إذا أرادت الدولة أن تكون طرابلس قلعة المسلمين فلتختر عاصمة أخرى للشمال". يقول إبن الفيحاء كلامه هذا مشدداً على انتمائه للوطن لا للمنطقة كما يؤكد أنه لا يجد نفسه في ما يدعى بأهل السنة مشيراً إلى أن الكل ينجرف في بحر الغرائز الدينية فالناس "يمارسون غرائزهم الدينية التي تقتل الإنسان على حساب الحيوان الذي فيه مهملين بذلك الإيمان الحقيقي".
و يؤكد الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية أن السلفيين يمثلوا ظاهرة قديمة لطالما كانت موجودة في طرابلس وهو قد عايشها منذ حداثته أي منذ ما يقارب الخمسين سنة. أما اليوم فاللعبة تعتمد تسليط أضواء الإعلام على السلفية و "إعلام اليوم خبيث". هذا ما يسهل عملية استغلال السلفية من قبل القوى الخارجية التي لا شك أنها تعتمد ، بحسب السيد عبد الهادي ، على "ألاعيب السياسيين اللبنانيين اللغوية".
أما بالنسبة لما نراه من استنساخ لمظاهر غريبة عن طرابلس فيقول الدكتور الطرابلسي أن الأمر رد فعل يستفيد منه الخارج بعد أن جعل الطمع البعض يدخلون الدين في السياسة محاولين جعل الإسلام دولة في لبنان ، الأمر الذي يصفه بكلمة انتحار. و يقول: "لا يمكن النظر إلى الحالة السنية في طرابلس دون النظر إلى الحالة الشيعية في الضاحية دون التعامل مع الحالتين سوياً بل كل على حدة و بحسب جغرافيا الوطن". فالشيعة في الجنوب عانوا من إسرائيل و عدوانها المتكرر في حين أن السنة في الشمال عانوا من أذى سوريا.
و بحسب الدكتور فإن حزب الله ضمن أفراد المشكلة و لكن المشكلة لا تنتهي بانتهائه "فطالما لبنان مقسم طائفياً تبقى المشكلة موجودة". أما الحل فيحتاج إلى الفصد و هي عملية إحداث جرح في الدولة نفسها بهدف تنقيتها "بدل اللعب على جروح الطوائف". ثم يأتي منهاج تربوي "ينسف الفكر الطائفي بكامله". كما و لا بد من "العلاج اللفظي" وفقاً للخبير اللغوي الذي يضيف: " إننا نمارس حرية الكذب و ليس حرية الرأي". و لا يكتفي أستاذ الألسنية بهذا بل يوضح ضرورة العمل على قانون انتخابي يمنع انتخاب الممثل الديني "فيسقط المتطرف دينياً بشكل تلقائي".
و ختم الدكتور عبد الهادي أن كلها حلول تحتاج إلى تضحية من قبل الجميع في "مجموعة دكتاتوريات دينية اجتمعت لتسمي ديمقراطية كاذبة" ،و يجب الإسراع لكي "لا تتحول الصحراء إلى فردوس و نحن الفردوس الطبيعي نتحول إلى جحيم".
يعتبر الدكتور عبد الهادي أن طرابلس ليست مدينة بل هي عاصمة الشمال و يقول: "العواصم لا دين لها لأنها مفتوحة على الجميع". و يضيف: "إذا أرادت الدولة أن تكون طرابلس قلعة المسلمين فلتختر عاصمة أخرى للشمال". يقول إبن الفيحاء كلامه هذا مشدداً على انتمائه للوطن لا للمنطقة كما يؤكد أنه لا يجد نفسه في ما يدعى بأهل السنة مشيراً إلى أن الكل ينجرف في بحر الغرائز الدينية فالناس "يمارسون غرائزهم الدينية التي تقتل الإنسان على حساب الحيوان الذي فيه مهملين بذلك الإيمان الحقيقي".
و يؤكد الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية أن السلفيين يمثلوا ظاهرة قديمة لطالما كانت موجودة في طرابلس وهو قد عايشها منذ حداثته أي منذ ما يقارب الخمسين سنة. أما اليوم فاللعبة تعتمد تسليط أضواء الإعلام على السلفية و "إعلام اليوم خبيث". هذا ما يسهل عملية استغلال السلفية من قبل القوى الخارجية التي لا شك أنها تعتمد ، بحسب السيد عبد الهادي ، على "ألاعيب السياسيين اللبنانيين اللغوية".
أما بالنسبة لما نراه من استنساخ لمظاهر غريبة عن طرابلس فيقول الدكتور الطرابلسي أن الأمر رد فعل يستفيد منه الخارج بعد أن جعل الطمع البعض يدخلون الدين في السياسة محاولين جعل الإسلام دولة في لبنان ، الأمر الذي يصفه بكلمة انتحار. و يقول: "لا يمكن النظر إلى الحالة السنية في طرابلس دون النظر إلى الحالة الشيعية في الضاحية دون التعامل مع الحالتين سوياً بل كل على حدة و بحسب جغرافيا الوطن". فالشيعة في الجنوب عانوا من إسرائيل و عدوانها المتكرر في حين أن السنة في الشمال عانوا من أذى سوريا.
و بحسب الدكتور فإن حزب الله ضمن أفراد المشكلة و لكن المشكلة لا تنتهي بانتهائه "فطالما لبنان مقسم طائفياً تبقى المشكلة موجودة". أما الحل فيحتاج إلى الفصد و هي عملية إحداث جرح في الدولة نفسها بهدف تنقيتها "بدل اللعب على جروح الطوائف". ثم يأتي منهاج تربوي "ينسف الفكر الطائفي بكامله". كما و لا بد من "العلاج اللفظي" وفقاً للخبير اللغوي الذي يضيف: " إننا نمارس حرية الكذب و ليس حرية الرأي". و لا يكتفي أستاذ الألسنية بهذا بل يوضح ضرورة العمل على قانون انتخابي يمنع انتخاب الممثل الديني "فيسقط المتطرف دينياً بشكل تلقائي".
و ختم الدكتور عبد الهادي أن كلها حلول تحتاج إلى تضحية من قبل الجميع في "مجموعة دكتاتوريات دينية اجتمعت لتسمي ديمقراطية كاذبة" ،و يجب الإسراع لكي "لا تتحول الصحراء إلى فردوس و نحن الفردوس الطبيعي نتحول إلى جحيم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق