الثلاثاء، 30 يونيو 2015

مصير ألف ليلة وليلة

انطوان غالان

كتاب " ألف ليلة وليلة" إنتاج هجين. ظلّ في نظر الطبقة المخمليّة من الكتّاب كتاباً لا يستحقّ العيش، كتابا ركيكا من مستوى متدنّ ليس على غرار حكايات بديع الزمان الهمذاني او أبي القاسم الحريريّ. بقي يعيش في الظلّ، في المقاهي الشعبيّة، على ألسنة البسطاء والقصاصين الخرّاصين!
ظلّ يعيش عيشة متقشّفة في ورق أصفر  أغبر إلى أن جاء الغرب وكشف عن جوهره المكنون فقام بنقله الى لغاته مع إعجاب شديد مقرونٍ بالدهشة.فاستورد العرب قيمته الجديدة من الغرب المفتون بما لا يفتننا!.
هل كان لألف ليلة وليلة أن تعيش حياة كريمة وطبيعية بل وفوق طبيعيّة لولا الغرب ووكاشف الغطاء عنه المستشرق الفرنسيّ غالان؟ كم هو مضحك ان لا نعرف قيمة ما عندنا الا حين نستورده من الآخرين! كانت الولادة الحقيقية لكتاب ألف ليلة وليلة ولادة غربية. كتاب "الف ليلة وليلة" أهمّ كتاب أدبيّ عربيّ في نظر الغرب ، ومع هذا فهو ليس كتاباً عربيّ الأم والأب، فلا اسم شهرزاد عربيّ، ولا اسم شهريار عربيّ. اللغة العربيّة هي أم كتاب "ألف ليلة وليلة" بالتبنيّ أو بالرضاع، كما هي أمّ كتاب " كليلة ودمنة" بالتبني أو بالرضاع، ولكن للتبنّي، في بعض الأحيان، مفعول البيولوجيا! في تاريخ الكتب نمط طريف، كتب خلعتها لغاتها الأمّ فعاشت في جلد لغات أخرى قبل أن تندم اللغة الأم وتستعيد ابنها أو كتابها الخليع!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق