عبارة " الشعر ديوان العرب" كانت حاجزا صفيقا امام الاهتمام بالسرد العربي. والزمن المعاصر يحاول أن يرفع الغبن الذي طال السرد العربي بسبب العبارة القاتلة" الشعر ديوان العرب". كانت عبارة " الشعر ديوان العرب" بنت مرحلة زمنية ظنّها العرب بنت كلّ المراحل.
المخزون السردي العربي مدهش، ولكن يفتنني كتابان للتنوخيّ من العصر العباسي وهما " نشوار المحاضرة"، والفرج بعد الشدّة" إلى كتب كثيرة سردية رائعة تخييلية او واقعية ومنها " الإمتاع والمؤانسة" للكاتب المذهل ابي حيّان التوحيدي. كما هناك كتب عن الأمثال والحكايات او الاخبار التي انبثقت منها الأمثال كمجمع الامثال للميداني. ذهب التنظير الشعري الى اقصاه في تراثنا العربي على حساب التنظير لأشكال النثر العربي وأجناسه وانواعه. ولم نلتفت الى مفهوم السرد العربي الا حديثا بعد الاطلاع على السرديات الغربية. ولا يزال العمل في بداياته. وحين يقال ان " الرواية ديوان العرب الجديد" أضع يدي على قلبي خوفا من أن تكون هذه العبارة ايضا حاجزا أمام النظر تمنع من رؤية أشكال جديدة من الكتابة.
الرواية عنصر من عناصر ديوان العرب الجديد وليست كلّ الديوان، يقال ان
الرواية هي بنت الجريدة الشرهة، وبنت الطباعة. من يعرف أي " ديوان" جديد
سوف تنتجه الثورة الرقمية، قد يأتي زمن رقميّ كامل الأوصاف نقول فيه:" الأدب
التفاعليّ ديوان العرب"!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق