الأحد، 21 يونيو 2015

"croissant" و "croix cent"

الخرافات والاوهام ولوع بأن ترى في الأشياء غير مكوّناتها. وهنا سأتناول ما كنت قد سمعته من صديقة عن علاقة رجل مع قطعة كرواسان. ويمكن اعتبار ما سأكتبه هنا ذيلا لمقال كنت قد كتبته ونشرته في كتاب " لعنة بابل" عن قطعة الكرواسان( ص: 116- 119).
ولكن سأبدأ بالوهم الذي ضرب رأس ابن الرومي كما تقول حكاية عنه انه رأى، ذات يوم، وهو خارج من بيته تمراً وبجابنه ما يشبه كلمة "لا"، فلم ير في التمر ما يفتح الشهية على الأكل، وانما رآه حاجزا يمنعه من المرور، فتطيّر وعاد أدراجه. والتطيّر يعمي التبصّر. قرأ ما رأى:" لا تمرّ"، الجناس صوتيّ ومرئيّ!
قالت لي صديقتي: ان شخصا قال لها انه لا يأكل الكرواسان لسبب لا علاقة له بأسباب ولادة هذه الفطيرة. نعرف ان الكلمة الواحدة قد تقسم الى كلمتين او اكثر، كما ان كلمتين لفرط العشرة قد تصيران كلمة واحدة وهو ما يعرف بالنحت اللغوي، وكلمة " كرواسان" من الكلمات التي يمكن، صوتيا،  ان تقسم الى احتمالات متعددة وهذا ما يعرفه من له المام بالبديع. فقد يرى سامعها صليبا أحمر ، ولكنه صليب سيء السمعة لدى البعض، ولعلّ صيته السيء هو الذي جعل الصليب الأحمر يتحوّل في العالم الاسلاميّ الى " هلال أحمر". فسمعا يمكن ان تصل الكلمة الى أذنيك مقطعة الاوصال: ""croix+ sang، وقد تصل الى مسمعيك  وليس الى شفتيك" croix+cent"، هذا الرجل راوي الحكاية لا يأكل الهلال لأنّه هلال وانّما لا يأكله لأنّه "مائة صليب".
وهو ملتزم دينيّا زيادة عن اللزوم مع حبّة تطيّر روميّة قادرة ان تلعب بعينيه وأذنيه!
وأنهي بحكاية مماثلة ولكن عن حكاية لا علاقة لها بالاسباب الدينية وانّما بالنظرة الذكورية. كلمة" بورنو" من الكلمات الشائعة ، على ما اظنّ، ويقصد بها الافلام الاباحية او المشاهد الاباحية او الحكايات الاباحية كتلك التي يعجّ بها الكتاب العربيّ الخليع " رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه ". وكلمة " بورنو" هي اختصار لكلمة فرنسية سحب طرف منها من الاستعمال، وهي:pornographie""، ليس لصديقي صلة بالكلمة المكتوبة وانما باللفظ المسموع" بورنو"، ولو مرّت على عينيه في كتاب لما اظن انه كان وقع في التفسير الذي وقع فيه. فكلمة" بور نو" كان يعتقد صديقي انها نقل صوتيّ ليس لكلمة واحدة وانما لكلمتين، وهما: pour nous"" ، أي " لنا نحن"، ولكن ما معنى " لنا نحن". وكيف تحوّلت " " por" الى pour""، و  "no" الى " nous
لا ننسى اننا في مجتمع ذكوريّ حتّى العظم، وهو ترجم ما في رأسه ترجمة ذكورية، ويقصد أنّ افلام الجنس هي" لنا نحن" وليست" لهنّ هنّ". فهنّ محظور عليهنّ أن يشاهدن أفلام الإباحة والخلاعة؟
يحقّ للرجل ان يمارس فحولته عبر تشبيع عينيه بما طاب له، ولكن ليبس من الانوثة في شيء أن تمتع أو تشبع المرأة عينيها بما يظنّه الرجل  انّه"منطقة عسكرية" لا يحقّ للمرأة دخولها او الاقتراب منها. فهي ليست" porno"  وانما " pour nous"".

والمعروف ان الكتابة الفرنسية على ما يقول احد المع علماء اللغة الفرنسية" جوزيف فندريس Joseph Vendryes" كارثة وطنيّة. وأهل مكّة أدرى بشعابها! كما يقال في الامثال!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق