الأربعاء، 17 يونيو 2015

ما علاقة الحمّص باللواط والشذوذ الجنسي؟ // «?Faut-il brûler les homos»



السؤال غريب.
اي علاقة تربط بين حبّة حمّص وعلاقة شاذّة بين شخصين من جنس واحد؟
بل قد أسأل سؤالا آخر ما علاقة الحمّص بالنسر؟
منطلق أسئلتي لغويّ محض.
عدّة لغات تولد علائق بين امور لا علاقة فيما بينها.
اعود الى الحمص واللواط ، الحمص والشذوذ الجنسي.
الشذوذ الجنسي حولة ردود فعل متعارضة، وهو شذوذ لا يمكن الغاؤه ، بل يستحيل الغاؤه، انطلاقا من فكرة دينية بسيطة، الشيطان موجود، وجوده يعني وجود كل مساوئ العالم ومفاسده.

حمص من مطعم الدنون

الحمص كلمة عابرة للغات ، الحمص الناعم المطحون والمخلوط بالحامض والطحينة طبق لم يعد طبقا محليا، اصبح طبقا عالميا باسمه العربي والعبري.
صارت كلمة حمص تعني الحمص بالطحينة وليس نبتة الحمص، تسافر الاطعمة وتسافر معها اسماؤها وتنتقل من لغة الى لغة، ومن بقعة جغرافية الى بقعة جغرافية، تجد كلمة الحمّص بالفرنسيّة والانكليزية كما لا استغرب وجودها في غيرهما من اللغات، كما انها موجودة بهذا اللفظ في اللغة العبرية التي يحاول الناطقون بها " عبرنة" طبق الحمّص واعطاها هوية ذات نكهة  يهودية .
تكتب كلمة حمّص باشكال مختلفة، منها hummus  ومنها hommos.
بيت القصيد هو حرف o  وليس حرف u.
يبدو ان حرف ال o  هنا خبيث بخلاف حرف u.
لقد كان تعليق مجلة شارلي ايبدو على المجلة المغربية التي طالبت بحرق اللواطيين  maroc hebdo  هو الوقوف على دلالات كلمة حمص الملتبسة!

«?Faut-il brûler les homos »

اللغة تلعب بأشياء كثيرة، لا تترك شيئا بمنأى عنها.
اللعب بالكلام ادخل الحمص الى ساحة المعركة بين المدافعين عن حقوق الشاذّ جنسيا وبين بين يرفع لواء الاخلاق الحميدة.
كان الحمص وسيلة للعب والتنديد والصراعات.
تحول العنوان بلعبة لغوية من:
هل علينا ان نحرق اللواطيين؟
الى:
هل علينا ان نحرق الحمّص؟
وذلك بسبب التقارب الصوتي بل بالأحرى الكتابيّ لا غير بين كلمة حمّص بالحرف اللاتيني Hommos، وكلمة  homos  التي تعني اللواط او المثليين .

فكلمة homos  كلمة حذف شطرها الاخير كعادة الفرنسيين في بتر اواخر الكلمات وهذا باب من ابواب الاقتصاد اللغوي الذي تتتعامل معه كل اللغات.
البتر سلاح لغوي حتى في العربية " تعالَ صارت تعا"، طار رأس اللام بسيف اللغة البتّار!
فكلمة homos   هنا تحيل الى كلمة homosexuel .

وهكذا تم الربط بين الحمص واللواط.

هذه العلاقة هي ضرب من الضريبة التي يدفعها طبق الحمص الذي اخترق حدوده 

الشرق أوسطية، وصار وجبة على طريق العولمة، اي على طريق السوشي اليابانية 

والبيتزا الايطالية والفيتا اليونانية.

ولا تزال حبة الحمص في اول طريقها الى عالم العولمة.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق