كنت أقرأ،
فاكتشفت ان القراءة أو قل الكتاب الذي تقرأه يشبه النهر.فالنهر له روافد وأذرع، والقراءة لها روافد وأذرع.
تجد نفسك، وأنت تقرأ، تستقبل أفكاراً من خارج النص، وتجد نفسك وأنت
تقلّب الصفحات او تتقلّب في افكار ما تقرأ انك تذهب الى اماكن أخرى لا علاقة
لها بالنص المقروء، تضيف الى النصّ بحسب ما تعرفه.
لكأنّ في كل
كتاب فجوات كثيرة يقوم القارئ بردمها . بين الكتاب والكاتب والقارئ يتوّلد ما يشبه دلتا النيل. دلتا بخصوبة دلتا النيل. يجرف القارئ أو يحمل معه ما يشبه
الطمي، فتعليقاته هي ضرب من الطمي الذي يجرفه من أماكن لم يخطر ببال النهر أن يصل
إليها، أو يمدّ أذرعته المائية اليها. ماذا نسمّي، مثلا، كل الشروحات لديوان
المتنبي او كتب ارسطو غير طمي زاد من خصوبة دلتا الديوان المتنبويّ؟ القراءة ليست متعة فحسب انها، أيضاً، ترعة !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق