لماذا تستشهد في سبيل شيء سوف يسرقونه منك بعد موتك؟ هذا ما قاله شهيد وهبه الله القدرة على متابعة الأخبار بعد موته.!كانت روحه تحوم كلّ يوم حول بقايا جسده كالهامة في الأساطير الجاهلية مطالبة بالثأر ليس ممّن قتله وإنّما ممّن أقنعه بأهداف الشهادة السامية. كانت كلّ ذرّة من رفاته تتحوّل إلى عين تبكي وهي تسمع كلام الروح المتهدّج. كانت كل ذرّة من الرمات تتمنى لو بإمكانها الانتفاض على مرقدها والنهوض لتتوحد بروحها وتخرج الى الحياة لتأسيس جمعيّة بعنوان: #جمعيّة_إغلاق_باب_الشهادة. ما إن وصل إسم هذه الجمعية إلى بقايا رفات الآخرين في مقبرة الشهداء حتى راحت تموج أرض المقبرة بالفرح والغبطة، وراحت ذرات الموتى تصدح بالرغبة في تحقيق هذه الأمنية . فما من ذرّة من رفات الذين استشهدوا الا واقتنعت بذلك الحوار الذي سمعته بآذانها الرملية المتناهية في الصغر. لو يسمح لنا ان نكتب على غرار عنوان كتاب شاتوبريان " مذكرات ما وراء القبر" ! هذا ما كان يتفوّه به رفات الشهداء . ولكن من يحبّ الالتفات الى كلام الرفات؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق