الاثنين، 25 يناير 2016

كتاب وفنجان قهوة وانتظار

"... تعوّدت على الجلوس في المقهى المجاور للجامعة، قبل المحاضرة، والوقت، الوقت لا غير هو سبب هذه العادة، أحبّ أن اصل في الوقت المحدد . التأخير يضنيني، يتلف اعصابي. لا استطيع ان أتأخّر . لا لأن المحاضرة مهمة، او بسبب شوقي للمحاضرة. مجرد الموعد يقيدني، يأسرني، الوصول متأخرا يربكني، يوتر اعصابي.
كان الحلّ أن تصل قبل الوقت للوصول في الوقت المناسب.
تتحرر من عجقة السير حين تصل قبل الوقت.
ولكن ماذا تفعل بالوقت الفائض؟
لم اكن احب اضاعة الوقت، حين اكون وحدي، اجد ان القراءة هي علاجي. ولا اطيق الهذر، والكلام الفارغ، كانت هذه مشكلتي ، مشكلتي الشخصية منذ زمن بعيد، يعود الى قبل دخولي الى مدرسة دير عشاش. خسرت سنة من عمري، دفعتها ضريبة شيطنة الطفولة، وعدم وعي الطفولة، في عشاش، فقت على حالي كما يقال. وصرت اجتهد لأربح السنة التي خسرتها.
هل هذا هو سبب ولعي بالوقت، وولعي بالموعد.
وهل هو سبب ولعي بملء الوقت الشاغر بالقراءة؟
لست ادري؟
ولكن حين اجد عشر دقائق، احب تمضيتها في القراءة، ولو قراءة صفحة او صفحتين.
وهكذا كنت حين اصل قبل الوقت كنت اذهب الى المقهى ، ارتشف ذلك الشراب الأسود والى جانبه ارتشف بعض الكلمات.
وقد يكون عندي بعد المحاضرة الأولى محاضرة ثانية، كنت اقضي وقت انتظارها في المقهى برفقة كتاب او مقال في جريدة، كنت ارتاح من المحاضرة بالقراءة. وكنت اريح ذهني بالقراءة، قراءة شيء له علاقة بالمحاضرة اللاحقة، او متابعة ما اقوم بقراءته من كتب او مجلات. الى ان يحين وقت المحاضرة.
ما كنت افكر في شيء آخر.

والى اليوم لا يمكنني ان امشي بلا كتاب بين يديّ، اتصفحه في لحظات الانتظار...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق