الاثنين، 25 يناير 2016

صنّارة الصوف

كنت أرى والدتي وهي تغزل لنا ‫#‏الصوف‬ بصنارتيها المباركتين، وتصنع لنا الكنزات الدافئة والجميلة، ولا أنسى " تبّان " طفولتي الأحمر المحبب!
وتعلمت شغل الصوف، وكنت وأنا صغير أتسلى وألعب بوضع ‫#‏قطبة‬ لفوق، وقطبة لتحت.
كانت الكنزة مع الوقت تصغر على أجسادنا النامية، فتقوم والدتي بفتق الكنزة من تحت وتقوم بكرّها، لتجعل من ‫#‏الكنزة‬ " كبكوبة" صوف جديدة تعاود حياكتها بصنارتيها لتجعل من حياكتها الثانية ‫#‏حكاية‬ جديدة.
لم تفارقني هذه الصورة أبدا، بل صرت أرى في ‫#‏الحياكة‬ صورة العالم وبناءالعالم ، من مأكل ومشرب وكلمات!
وهل الأبجديات غير" ‫#‏كبكوبة‬ " صوتية لا صوفية.
وهل ‫#‏الكتابة‬ غير "كبكوبة صوف" مكرورة يعاد حوكها؟
قد يقول قائل: وما علاقة الصوف بالكتابة؟
وما علاقة #الحياكة بالحكاية؟
الكلام ليس من عندي.
اذهب الى كتب ‫#‏الأدب‬ والنقد،
اذهب الى دواوين ‫#‏الشعر‬،
استعن بأبي تمّام،
أكتفي ببعض الأمثلة: من أين نسلت خيطان كلمة Texte؟
وما معنى " ‫#‏نسيج‬" النص؟
وما مصدر " ‫#‏وشي‬ " ‫#‏الكلام‬؟
وما
وما...
‫#‏الأبجديات‬ خيطان صوف!
وهل ينظم ما ينظم لولا " خيط" ينتظم حبّات الكلمات؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق