كنت أقرأ في كتاب " الواسطة في معرفة أحوال مالطة " لأحمد فارس الشدياق وهو أحد أكبر رجالات النهضة اللغوية في القرن التاسع عشر، وصاحب السيرة الذاتية الفذّة " الساق على الساق فيما هو الفارياق" فلفتت نظري إشارته الى طريقة استخدام أداة النداء في اللغة المالطية. ففي مالطة تستعمل اداة النداء المالطية وأداة النداء الإيطالية، ولكن بفارق طبقيّ . يقول الشدياق: " اذا كان المنادى عظيماً خطيراً يدخلون عليه أداة النداء من الطليانية فيقولون اومولاي، واذا كام حقيراً ادخلوا عليه أداة النداء من العربية، فيقولون: يا تفّاح، يا عنب".( ص 145، طبعة وزارة الثقافة السورية(. ان الانتقال بين اكثر من لغة في الكلام ليس حمّى مالطية وانما هي حمّى تصاب بها كلّ أمّة مريضة روحياً وحضارياً، كما هو حال الأمّة العربية اليوم التي تحتقر كيانها عبر احتقارها للسانها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق