السبت، 16 يناير 2016

غيرة ميتافيزيقية

غيرة كانت غيرتها على زوجها ‫#‏غيرة‬ ماورائية. لم تتحمّل وجود حور عين في الآخرة. كلّما زاد ‫#‏ايمان‬ زوجها ازداد هلعها واستعرت المخاوف بين ضلوعها. تقاه متاه لها. مع كلّ ركعة صلاة، أو حسنة يقوم بها زوجها، كانت تزداد لوعتها، وحرقتها. الحوريّات عدواتها اللدودات. ما كانت أذنها تحتمل هذه الكلمة البغيضة ( الحورية) . راحت عند رجالات الدين لتستفسر عن هؤلاء النسوة السارقات لزوجها في دنيا الغيب. ما الحلّ الّأخرويّ لتبعدهنّ عن رجلها، مالىء دنياها بالقلق الميتافيزيقيّ؟ كانت لا تستوعب فقرة ترد في دعاء الميت، وهو يدس غي الثرى مع غيض من الأمنيات الماورائية: " وأبدله زوجا خيرا من زوجه" ، فكرة الاستبدال تصيبها ببلبال قهري. وكانت تلعن من يتلفظ بهذه العبارة الحمقاء أمام مسمعيها المقهورين. كيف بعبارة مجنونة كهذه يطير زوجها من بين يديها وإلى الأبد؟ كان الشيخ يقهقه حين يسمع سؤالها المرتجف على شفتيها كطفل عارٍ في الزمهرير. أيّ نعيم جحيميّ ينتظرها؟ كانت تحلم بجنّة تطرد منها ‫#‏الحوريات‬ كما طرد ‫#‏إبليس‬ الرجيم. تتبدّى لها الحوريات في صورة الساحرات العجوزات السارقات للرجال وهزّامات الملذّات النسائية. ‫#‏الجنة‬ عذاب لها تحترق فيها بنار غيرتها. عاشت بين نارين: نار ‫#‏جهنّم‬ والنار ‫#‏الفردوسية‬ وسط الحوريات ‫#‏الغانيات‬. ( مستوحاة من قصة حقيقية)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق