كان لي صديقان من دير الزور يدرسان الطبّ في باريس. كان ذلك في عهد #حافظ_الأسد، في أواخر ثمانينات القرن الماضي، ذات يوم كانا يسهران عندي، وكنا ندردش حول أمورر كثيرة، ولا تخلو الدردشة من انتقاد للأنظمة العربيّة، وحين بدأ حديثنا يتجه الى انتقاد القمع في سوريا، بدأ صوت صديقيّ بالانخفاض، ثمّ على أطراف أصابع قدميه اتجه أحد الصديقين إلى باب البيت، وفتحه وراح يلتفت يمنة ويسرة مخافة أن يكون أحد عناصر المخابرات السورية في باريس يتنصت على أقوالنا. ليس في هذا الحديث ذرّة من مبالغة. إّنه سرد وصفيّ لما رأته عيناي في ذلك الوقت في عاصمة فرنسا. فهل ما يحدث في سوريا اليوم هو وجه من وجوه ذلك الحديث البعيد؟ لا يبرّر القمع والقامعين الا مقموع من رأسه حتى قديمه!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق