الفايسبوك باللغة الصينية |
كتبها بلال عبد الهادي ، في 15 تموز 2010 الساعة: 09:46 ص
"فَسْبوكة" على سبيل الاقتراح
نستعمل " فكّس" لمن يرسل (fax )،
رحم الله أيّامه، ونستعمل كلمات كثيرة حروفها ليست عربية الأم والأب مثل كلمة
"تلفون" التي أنتجت فعل " تلفن، يتلفن …إلخ" من “téléphone”.
ولا ننسى كلمة "فلسفة وتفلسف" التي جاءت إلى لغة الضاد من اللغة اليونانية، وللعرب
القدامى حكمة لغوية براغماتية تقول:" ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب".
فهل من فرق بين صيغة "دحرج" و"فَسْبَكَ"؟ أوليس فعل "فَسْبَكَ" من وزن فعل "حوقل" (
أي قال لا حول ولا قوّة إلا بالله) أو "حمدل" أي قال ( الحمد لله) و"بسمل" أي قال
بسم الله؟
فَسْبَكَ، يُفَسْبِكُ، فَسْبَكَةً. أُفَسْبِكُ،
نُفَسْبِك، يُفَسْبِكون،مُفَسْبِكٌ… إلخ.
من هنا، خطر ببالي إطلاق هذا الفعل "فَسْبَكَ" ومشتقاته
على مستخدم الـ “face book”، هل يلقى رواجا، أنا مؤمن بأن
الاعمار بيد الله، نادرة هي الكلمات التي تنتحر، وحياة الكلمات كحياة الناس، منهم
من يموت وهو في بطن أمه، ومنهم من يعمّر إلى أرذل العمر، ومنهم من يمون في عزّ
الشباب. لا أحد يستطيع أن يحدّد لا متى يولد ولا متى يموت.
ولهذا الفعل ميزة تحوله إلى الصيغة العامية بسهولة فليس
فيه أحرف عربية ميتة كحرف الظاء مثلاً أو حرف الثاء، فمن السهل أن أقول: عَمْ
فَسْبِكْ" أو " حَ فَسْبِكْلَكْ"… أو" فسبك لي فسبوكة" وفي العامية "فَسْبِكْلي
فَسْبُوكي"، كما قرأت على الانترنت من استعمل "المفسبكون" على الذين يستخدمون
"الفايس بوك". وأنا من المؤمنين أن من سوف يحدّد مصائر الكلمات هو الانترنت لا
مجامع اللغة إلاّ إذا انصاعت لأمر الانترنت، وراحت ترصد حركة الكلمات على مواقع
البحث كـ"غوغل" وغيره من المواقع، من جهة، وراحت تفتح أبواب المعاجم وشبابيكها على
المستطرف والمستجدّ، من جهة أخرى. فمعاجمنا كسولة وجبانة وتمشي على بيض في زمن
السرعة فيه هي التي تحدّد مواقع الشعوب على خارطة الحضارة.
وعليه، فإنني لست أكثر من "طبيب نسائيّ" أخرج هذه المفردة
بصياغتها العربية من رحم “face book”، وحاول "تعريبها" لا
ترجمتها، أمّا حياتها فهي بيد مستعمليها ومربّيها، بل، بالأحرى، بأفواه مستعمليها
وناطقيها.
كلّ ما أرجوه هو أن "تُفَسْبكوا" لي رأيكم ،مؤيّداً أو
مفنّداً، فالـ"مُفَسْبِكون" تولد من غير أن يدروا كلمات جديدة تخرج من كبسات
أصابعهم على لوحات مفاتيحهم الإلكترونية.
وكلّ "فَسْبَكَةٍ" وأنتم بخير.
أرجو أن لا تعتبر "فسبوكتي" هذه من قبيل
الهزل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق