الانتصار مسألة صبر، صبر قد يستغرق مئات السنوات، هذا ما أقوله وأنا أرى اللغة الصينية تخرج من آسيويتها( الضيقة على رحابتها) لأوّل مرّة في تاريخها الطويل الذي يفوق الأربعة آلاف سنة. فها هي تدخل في البرامج التعليمية في المدارس، في اميركا، وفرنسا، وبريطانيا. تخطّت صعابها واتخذت من الحرف اللاتيني ( المسمّى بالبن ين) جسرا معلقا إلى رموزها البديعة والغنية. وتعمل على ابتكار برامج تعليمية شيّقة تكسر ( الوهرة) التي تردع كثيرين عن خوض الغمار . والعرب ليسوا بمنأى عن الوقوع في سحر لغة كونفوشيوس، وهذا ما تشهده كلية الألسن في القاهرة مثلا، والترجمات التي يقوم بها عرب مباشرة من معين الصينية وليس عبر وسيط غربيّ ، ولا بدّ ان تنشط أكثر وأكثر حركة الترجمة عن الصين ليسمن باب الاقتصاد وإنما من باب الثقافة. فالصين كانت في نظر القدامى صناعة، بل لم يدخلها العرب في باب الأمم الحضارية وهذا ما فعله مثلا ابن صاعد في كتابه " طبقات الأمم". وهذه النظرة حرمت العرب على امتداد قرون من التمتع بثمرات الصين الفكرية والأدبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق