الاثنين، 14 ديسمبر 2015

أين وجه الشبه بين ‫#‏اللغة‬ و ‫#‏المدينة‬؟

أين وجه الشبه بين ‫#‏اللغة‬ و ‫#‏المدينة‬؟
وهل من وجه شبه بينهما؟
ألا تشبه حياة اللغات حياة المدن؟
هناك مدن عامرة، وهناك لغات عامرة.
هناك لغات كالأطلال، وهناك مدن كالأطلال.
هناك لغات منتعشة ، وهناك مدن منتعشة.
كيف تنتعش المدن؟
لا تنتعش الا إذا فتحت أبوابها للغرباء، والمهاجرين، فانتعاشها الاقتصاديّ وعليه العمرانيّ والعلميّ يأتي من خلال الزوّار والمقيمين .
وكذلك اللغات لا تنتعش الا إذا وفد إليها أناس من غير أهلها وأقاموا في ربوعها.
فلنأخذ اللغة الانكليزية وهي اليوم اللغة الأكثر حضورا ونفوذا.
وما تعيشه اللغة الانكليزية لم يسبق لأي لغة أخرى أن عاشته بهذا الزخم.
كم عدد المقيمين في ربوع اللغة الانكليزية من غير أهلها؟
الغباء روافد تضخّ مياها جديدة ، وتزيد الدفق ، ومنسوب الخصوبة في نهر اللغة الانكليزية.
هذا ما حصل فيما مضى مع اللغة العربية حين كتب بها الهنديّ والفارسي والبربري والتركيّ والافغاني والسمرقندي والجرجاني والطبريّ والبخاريّ. 
اليوم من يكتب بالعربية غير العربيّ؟ هذا إذا كتب العربيّ بالعربيّ!
تحتاج العربية إلى دم جديد .
فكرة النقاء اللغويّ مقتل اللغات!
والتطهير اللغويّ كالتطهير العرقيّ، حيث كلمة الطهارة هنا تلعب دورا قذرا.
ويلفت نظري كتاب جميل جدّا كتبه مستعرب يابانيّ باللغة العربية وهو نوبوأكي نوتوهارا ، وعنوانه: العرب من وجهة نظر يابانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق