نشر المقال في مجلة " العربية والترجمة" الصادرة عن مركز دراسات الوحدة العربية، العدد 23، السنة السابعة، أيلول / سبتمبر2015
صدر عن مركز محمود الأهمي الثقافي للتوثيق والأبحاث كتاب بعنوان " لعنة بابل... مقالات في اللغة" لمؤلفه الباحث المعروف بلال عبد الهادي. يقع الكتاب بـ 220 صفحة من القطع الصغيرويحتوي على ما يقارب ستين عنوانا مختلفا في اللغة والأدب. ويمتاز هذا الكتاب عن غيره من الكتب الادبية والبحثية بكونه لم يعتمد على الاسلوب الروتيني في اصدار الكتاب ، بل اعتمد على حساسية الموضوع وأهميته. فلذا امتلأ بالعديد من الواضيع المتسلسلة ذات المضمون الحضاري والفكري، منها: "مرجانة علي بابا" و"العربية ليست أفضل اللغات"، و"تَرجموا قبل أن تُرجموا"، و"الفراهيدي والقرصان الرقمي"...إلخ.
يبدو من تصفّح الكتاب قبل قراءته أنه يمتاز بالغنى اللغويّ وفصاحة اللسان ومعالجة النصوص والربط الجُملي وسلاسة التسلسل في الوصول إلى فحوى الموضوع. ولعل التنقل بين مواضيع الكتاب بحرية تجعلك تعي ان الكتاب يمكن ان يقرأ كمقالات منفصلة عن بعضها من جانب، ومن جانب آخر لا يمكنك ترك الكتاب دون إكمال كل بنوده لأنها مستقلة عن بعضها وتشكّل في جمعها قلادة جمالية تتلألأ حبيباتها على جيد حسناء، فتنظر الى الجيد والقلادة بروعة جمالية لا يمكن ان تفصلهما عن بعض لهالة النصاعة.
لقد حمل الكاتب في حكاياته الأدبية هموم اللغة والأمّة ووجوب الانصياع لحلّ الإّشكالات والنهوض بالواقع من دون النظر للإخفاقات المتتالية للأمّة. مبدعا بقوله بصورة مباشرة او غيرمباشرة. إنّ الهبوط في مستوى الامة وواقعها قد
ظهر من الشخوص والمشاكل التي تعاني منها اللغة العربية، من دون الانتباه لحمايتها أو تجديدها. وهو همّ يبدو ان الكاتب قد عاشه في كلّ مراحل الكتاب، لذا قرّر أن يجعل عنواتن كتابه حسبما أرى لعنة بابل. ولعنة بابل ذات مردودات تاريخية وحضارية لا بدّ من أن نعيها قبل الولوج في بحر الكتاب لعلنا نفهم ما يدور في خَلَد الكاتب ونصل الى النتيجة التي وصلها من خلال مقالاته تلك.
الكتاب بهذه الحلة يمثل ابداعا في المجال اللغوي والأدبي ويفتح للقارىء والمهتمّ باللغة والأدب بابا جديدا ي معالجة المشاكل بطريقة حضارية نكهتها حديثة وبعدها تاريخي أزليّ ، وشعاعها لا منته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق