بعد ان اغتالوه قرّر ان ينتقم. لم بستوعب جثمانه ذلك الموت المجاني، راح وهو في ضريحه يخطط للانتقام. وفي الأخير استطاع أن يحقق امنيته. كان طيفه يتسلل ليلا الى غرفة نوم قاتله ويندس بين جفنيه. ويتحوّل الى كابوس يوميّ، صار القاتل يهرب من طيف القتيل، يسهر، يحاول ان يبقى يقظا، رنّحه النعاس، نعاس شقيّ،. يصارع جفنيه، ولكن النعاس سلطان، سلطته نافذه، والطيف قلبه بارد، واعصابه كالثلج. " غلبه النعاس" ليست عبارة فارغة او جوفاء. الغلبة ، في الأخير، للنعاس، اما ان تستسلم له واما ان تستسلم للهذيان. كان طيف القتيل يعبث بليالي القاتل كما يعبث الهر بكبكوبة صوف. لحظات من النوم ويقوم القاتل مرعوبا، ومسمّرا ومكبوسا . يستغرق القتيل في النوم بينما يستغرق القاتل في الهذيان. قرّر القاتل ان يقتل القتيل ان يتخلص من طيفه اللعين، فذهب الى المقبرة ، اخرج القتيل من القبر، وضع ما تبقى منه في كيس أسود، واعاد الضريح كما كان، وتنفس الصعداء. وصل الى البيت واحرق بقايا القتيل ، صار رمادا ، اخذ الرماد ونثره في البحر. ظنّ رماد القتيل رماد الطيف. عاد مسرورا الى غرفة نومه، واخيرا سينام. ولكنه ما ان وصل الى الغرفة حتى رأى ذرات الرماد تتطاير كالحشرات الصغيرة في غرفته. وتشكل سربا له وجه القتيل. #بلال_عبد_الهادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق