وانغ جوه جن، شاعر ورسّام وخطّاط. رحل نهاية
إبريل/نيسان الماضي، بعد صراع مع سرطان الكبد.
أضاف وانغ جوه جن الكثير إلى الشعر الصيني
المعاصر، وتناولت أشعاره موضوعات متنوِّعة ومختلفة، تجمع بينها سمة مشتركة، هي التفاؤل
والتمسُّك بالأمل.
وُلِد وانغ جوه جن في بكين، عام 1956، تخرَّج
في قسم اللغة الصينية وأدبها في جامعة «تجي نان»، عام 1982، نُشر ديوانه الشعري الأوّل
عام 1986، تحت اسم (السير مبتسماً نحو الحياة).
قرّرت أن أودِّع وانغ جوه جن، والذي رحل
قبل أن ألقاه، بترجمة أربع قصائد له.
الولع بالحياة
لا أفِّكر إذا كنت سأصبح ناجحاً أم لا
!
طالما اخترت مكاناً قصيّاً
فسأسرع بخطواتي إلى الأمام مجتازاً العواصف والأمطار.
لا أفِّكر إذا كنت سأفوز بالحبّ أم لا
!
ما دمت عشقت زهرة
فسأفصح، بشجاعة وإخلاص، عمّا في خاطري.
لا أعرف إن كانت ستداهمني الصعوبات بعد
موتي أم لا !
مادام هدفي هو الأفق
فما يمكنني تركه للعالم هو مجرَّد طيف.
لا أفكر إذا ما سيكون المستقبل ممهَّداً
أم وعراً !
مادمت مولعاً بحبّ الحياة
فكل شيء جميل سيصير متوقّعاً !
تفوَّقْ على ذاتك
يمكننا أن نخدع غيرنا
لكن، لا سبيل لنا لخداع أنفسنا
عندما نسير باتّجاه فصل الربيع المزدهر
نكتشف أن الشباب لم يعد لغزاً !
طريق الصعود
وعرٌ وقصيٌّ دائماً
والاحتفاظ برومانسيّتنا الأوّليّة،
حقّاً، شيء عسير
فهناك أناس يحزنون
وأخرون يفرحون.
عندما نجتاز جبلاً شاهقاً
نكون قد تفوَّقنا- أيضاً- على نفوسنا الحقيقية.
ماضٍ
ما هو الماضي؟
الماضي طريق
يُبقي أثار أقدام مترنِّحة لا تُحصى
الماضي ضباب
مشوّش من بعيد، واضح من قريب
الماضي بحيرة
والذكريات هي مالك الحزين، مَرَّ على سطحها، في لمح
البصر.
اختيار
طريقك
قد مشيت فيه طويلاً طويلاً
مشيت طويلاً
ولكن عينيك مازالتا لا تريان المنظر
يعتصر قلبك ألماً، ويضطرب، لعدم رؤيتك له.
الموت أفضل من
مركب بدون شراع فاقد الاتّجاه.
وبشراع دون بوصلة
لن تستطع إلا أن تهيم على وجهك في كل الأمكنة
إذا كنت سمكة فلا تُفْتَن بالسماء.
وإذا كنت طائراً فلا تُتَيَّم بالمحيطـات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق