الخميس، 16 يونيو 2016

صورة والد أندريه شديد


حين كنت في باريس أجريت مقابلة مع الراحلة الكبيرة اندريه شديد في بداية تسعينات القرن الماضي. ونشرتها في مجلة " الاسبوع العربي" . روت لي الحكاية التالية حول رحيل والدها المبكر.: كانت صورته معلقة في الجدار، كبرت وتزوجت وبقيت صورة ابي كما هي، وانجبت وكبر ولدي، وصار اسنّ من والدي.
كنت، قالت لي، كلّما سرّحت النظر في الصورة اشعر شعورا غريبا، وهو ان ابي ليس ابي، لم يعد بمقدوري ان ارى في صورة والدي الشاب صورته، تبدلت مشاعري تجاه الصورة، صرت ارى في صورة والدي صورة ولدي، وصرت اشعر بأمومة غريبة تجاه الصورة. وصرت احن الى ابي حنين الأم لولدها الغائب. لا يعقل ان تكون البنت اكبر من ابيها.
لم أكن أرى امام عينيّ الا خيارا واحدا:
ان يكون والدي ولدي.

للصور قدرة رهيبة على ضبط ايقاع المشاعر !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق