ان
كلمة قدم من الكلمات الخصبة في العربية. الكلمات كالناس، هناك الكلمات العاقر، وهناك
الكلمات المنجاب. القدم من الكلمات المنجاب، فهي لها فضل على الشجاعة، ومن خطوات
القدم جاء "الإقدام" بمعنى قوّة القلب، كما لها فضل على دلالات
"التقدّم" البشريّ، فهل كان للفظة "تقدّم" ان تبصر النور لولا
حركات "القدم"؟ وقل الأمر نفسه في " الفكر
التقدميّ" و"الأحزاب التقدّمية"! وماذا نقول عن "مقدّمة ابن خلدون" لولا القدم؟
و"مقدّمات" الكتب؟ ومن لا يحبّ ان يكون في الطليعة أو
"المقدّمة"؟ وهل كان لرتبة "مقدّم" العسكرية وجود لولا القدم؟
وكيف كنّا سنتعامل مع السنة
" القادمة"
التي تصل في كلّ عام على "قدميها"، ولكن نحتفل برأسها لا
بقدميها!
وهل
صار الانسان انسانا منتصب القامة homo
erectus الاّ حين انتصب
على قدميه، فانكشفت له الابعاد، وتغيّرت نظرة عينيه إلى الموجودات؟
وكيف
كنت ستفعل حين تريد ان "تقدّم" هديّة بمناسبة ما من المناسبات؟ والشيء "القديم" لم يحظ
بالتسمية لولا "القدم"، ومن لا يحنّ إلى "قديم" الذكريات أو الأوقات؟
شاءت
"القدم" أن تبرز نفسها في وجه الانسان العربي في مناسبات كثيرة! حتى لا
ينسى فضلها عليه، وهنا سأشير مجرّد إشارة عابرة الى صلة جذريّة، بين القدم
والرجولة عن طريق كلمة " رجل" أترك للقراء حريّة البحث عن العلاقة بين
الرجولة والقدم؟
دع
عنك، في الأخير، الاحتفالات بالقدم، في ملاعب كرة القدم.
هل
ينكر لاعب كرة قدم ماهر فضل قدميه على جيبه وحياته وعيون جمهور الكرة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق