اللغة الحضارية لها وجهان: منطوق ومكتوب. لا يمكن
لأيّة لغة أن تدّعي انها حضارية وهي تهمل وجهها المكتوب. وجهها المكتوب له ملامح،
هذه الملامح تحدّدها الحروف. في فترات المحن تتزعزع الثقة باللغة وبحرفها. اليابان
فكرت في فترات انعدام الثقة بذاتها بتبديل كتابتها من الكتابة المقطعية الى
الكتابة الصوتية مستندة على الحرف اللاتيني، وهكذا كان الأمر في الصين التي اعتبر
بعض مفكريها وأدبائبها في فترة الاحباط الكبير ان سبب انهيار الصين امام جحافل
الغرب هو كتابتها. كان هناك مشروع لإلغاء الرموز الصينية. فشل المشروع " اللاتيني"
في الصين، ونجح المشروع الرمزي، واستطاعت الصين أن تنهض بلغتها بل وبنشر لغتها عبر
فروع معهد كونفوشيوس التي تنمو في أصقاع العالم. الثقة هي ما يفتقده العربيّ في
هذا الوقت. ولكن الهجرة اللغوية تشبه هجرة العرب اليوم في الزوارق المطاطية. من
باب الثقة السياسية والفكرية والاجتماعية يستعيد المواطن العربي ثقته بلغته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق