http://aljournal.shams.edu.eg/ojs/index.php/philologyAr/thesis/view/256
الملخص
ملخص الرسالة
مقدمة:
1-أهمية الدراسة:
1-ندرة الدراسات المعنية بأدب الطفل.
2-التحول فى الاهتمام بأدب الطفل فى المجتمع الصينى.
2-أهداف الدراسة:
1-التعرف على اتجاهات تطور أدب الطفل فى الصين وتنوع الموضوعات و المغزى فى أدب الطفل الصينى الحديث و المعاصر.
2-تحديد دور أدب الطفل فى المجتمع الصينى.
والمغزى الأخلاقى و السياسى فى أدب الطفل فى الأدب الصينى المعاصر.
3-حدود الدراسة:
1-تطور أدب الطفل من خلال تنوع الموضوعات المغزى.
2-دور أدب الطفل فى المجتمع الصينى.
4-منهج الدراسة:
ستعتمد الدراسة على التحليل لتحديددور أدب الطفل و تطوره و استخدامه كأداة وصل بين الاطفال و المجتمع.
5-الدراسات السابقة:
فى ضوء ما تم الأطلاع عليه من دراسات سابقة تم التوصل الى وجود دراسات يمكن الاستفادة منها كدراسات عن تطور أدب الطفل ودوره فى المجتمع الصينى.
تمهيد:تعريف ادب الطفل
وتنقسم الدراسة إلى بابين:
1-الباب الأول: تنوع الموضوعات و المغزى فى أدب الطفل الصينى الحديث و المعاصر.
ويتكون من فصلين:
الفصل الأول: جهود الأدباء فى أدب الطفل فى العصر الحديث
تتحدث الباحثة فى هذا الفصل عن جهود أدباء العصر الحديث من أجل تطور أدب الطفل فى الأدب الصينى المعاصر .كانت فترة الرابع من مايو ،هى عصر تحرير الأفكار ،و تلقي الجديد ونبذ القديم (مقولة للوشون).ولقد هاجم التنورييون فى حركة الرابع من مايو الإقطاع و رفعوا لواءي العلم و الديمقراطية، ودعوا الى تحرير الذات ،وطالبوا بالاستقلال .وفى أثناء هذا الصراع الفكرى،لقيت قضية الأطفال اهتماماً كبيراً من المجتمع بأسره، تمشيا مع حركة تحرير المرأة .ولقد اتخذ رواد حركة الثقافة الجديدة من مستقبل الوطن و القومية انطلاقا لهم،وأول ما قاموا به هو جعل تعليم الأطفال و تعميق التأثير فى جيل الشباب أداة لرفض الأفكار القديمة و والأدب القديم، منادين بأهمية وجود أدب جديد و أفكار جديدة .ودعوا إلى دفع بناء أدب الطفل.ولقد اهتمت فترة الرابع من مايو بضروة وجود علاقة بين أدب الطفل و الطفل .وكان (لوشون)أول من هتف بإنقاذ الأطفال.كما أوضح (تشن دو شيو)أن أدب الطفل لابد و أن يكون محوره قضايا الطفل. و قامت مجلة (الشباب الجديد)و التى كان (لوشون)و(تشن دو شيو)من مؤسسيها بنشر حكايات (ان تو شن)لخدمة أدب الطفل كما قامت المجلة بنشر قصائد (لوشون)التى اتخذت من حياة الاطفال موضوعا لها،كما نشرت لخوشي،جو ذوا رن وغيرهم، مقالات تدعم ادب الطفل .
فى فترة الرابع من مايو ،كان لابد من دراسة الأداب الأجنبية و ترجمتها من أجل القضاء على أدب الاقطاع القديم .وكان من بينها أعمال أدبية شهيرة خاصة بأدب الطفل و كان لها أكبر الأثر فى تطور أدب الطفل في الصين . كان لترجمة نظريات الغرب الخاصة بأدب الطفل،أثراً مباشراً فى انطلاق أدب الطفل فى الصين ، ولقد ظهر هذا الأثر فى مراعاة الأعمال المٌقدمة لااطفال من حيث أعمارهم و نفسياتهم و فهم طبيعة المتلقي. ومن ثم أصبح أدب الطفل أدب مستقل بذاته يقدم أخلاقيات و مفاهيم تعليمية و نفسية.وهذا يعتبر عنصر إيجابي خاص بتطور أدب الطفل فى فترة الرابع من مايو.ولقد كان لحركة الرابع من مايو الفضل فى تغيير اللغة من اللغة الكلاسيكية إلى اللغة الصينية الحديثة(اللغة الشعبية)،ووجود شعر جديد ،تغيير المسرح القديم ، فكان ذلك ثورة وتحرير للأدب ،إذ حصلت اللغة الحديثة على مكانة فى الأوساط الأدبية.
اهتم رواد الأدب الحديث باستقلالية أدب الطفل و مكانته الاجتماعية داخل المجتمع الصينى والذي لم يلق اهتماماً فى فترة الاقطاع. لذا فمن أجل خدمة أدب الطفل والإعلاء من قيمة أدب الطفل فى الأوساط الأدبية،ساد الاعتقاد بأن عالم الطفل عالم خاص بهم و بسعادتهم و نفسيتهم كأطفال، لذا لابد من جعل الطفل محورا في كل الأعمال الأدبية الخاصة بالأطفال ،و الكاتب لابد و أن يشعر بالطفل قبل البدء فى التأليف .ولقد كان لهذه النظرية تأثير مباشر في فترة الرابع من مايو و في الأوساط الادبية وعند كتاب أدب الطفل.إذ تكون مفهوم جديد يتميز بضرورة وجود أدب جديد مغاير لأدب الإقطاع .
قبل فترة الرابع من مايو كان هناك تساؤل، لما يتطور أدب الطفل ببطء في الصين؟و الأسباب كانت عديدة و لكن السبب الرئيسي هو فهم الصين الخاطئ لأدب الطفل .وقد أوضح (لوشون) أن الأوروبيين والصينيين أخطأوا فهم طبيعة الطفل.
عبر (جو ذوا رن) عن اعتراضه الشديد على أدب الإقطاع ،إذ قام بنشر العديد من المقالات قبل حركة الرابع من مايو مع (لوشون)مثل (دراسة أدب الطفل)وغيرها في مجلة (الشباب الجديد).كما استمر فى نشر قصص مترجمة للأطفال ،و انطلق (جو ذوا رن)من منطلق النزعة الإنسانية موضحأ "إن ما نطمح إليه في تعليم أطفالنا يستوجب علينا تنشئتهم كأشخاص أسوياء".كما أكد على احترام و تقديس المكانة الاجتماعية للطفل و شخصيته المستقلة.و اتهم الأدب الاقطاعى بإغفال أدب الطفل ،مشيرا إلى أن الصين لم تكتشف أدب الطفل بعد.كما يعتقد أن القائمين على أدب الطفل لابد و ان يتفهموا عالم الطفل وأن يكون الأدب متمشياً ً مع المراحل العمرية المختلفة للطفل.
كان لدراسة حكايات الأطفال فى فترة الرابع من مايو ثلاثة أهداف و طرق:
(1) دراسة الحكايات الشعبية و ما تعكسه من عادات و تقاليد و أوضاع اجتماعية و هذا النوع من الدراسة اتخذ من مجلة المرأة أساسا .(2)الدراسة من زاوية التعليم و ما تقدمه القصص من معانى أخلاقية .(3) دراسة القصص التى تتناول حكايات للأطفال .هذه الطرق الثلاث على اختلافها و لكنها ساعدت فى دفع أدب الطفل لمزيد من التقدم.
بعد عام 1921،تطور أدب الطفل مع تطور الأدب ،وبدأ أدب الطفل يستقل عن منظومة الأدب سواء فى آلية الكتابة ،الترجمة،نشأة النظريات وغيرها من المجالات.وبعد حركة الرابع من مايو اهتمت كل التنظيمات الأدبية بأدب الطفل فى جميع أنحاء الصين من حيث نشر و ترجمة العديد من الاعمال من أجل ظهور مناخ جديد لأدب الطفل.
فى مارس 1930 ،تأسس اتحاد كٌتاب الصين اليساري ،لقي أدب الطفل فى هذه الفترة اهتماماً كبيراً.ولقد اهتم الكتاب الصينيون اليساريون بمنح أدب الطفل فكرا جديدا و مفهوما جديدا.(لوشون) أحد قادة الاتحاد اليساري ،أسهمت نظرياته الخاصة بأدب الطفل و أعماله المترجمة فى تحقيق إنجاز عظيم لتطوير أدب الطفل.كما اهتمت أيضا المؤسسات الأدبية اليسارية بأدب الطفل اذ نشرت العديد من الأعمال و النظريات الخاصة بأدب الطفل.وقد لاقت الأعمال الخاصة بأدب الطفل اهتماماً من الكتاب اليساريين ليس فقط من ناحية التجديد فى الموضوعات و لكن أيضا من الناحية الفنية.وإذا كان لحركة الرابع من مايو دور أساسي ودعم رئيسي لأدب الطفل الصيني فإن الحركة الفنية اليسارية كان لها دور إيجابي لتطور أدب الطفل الصينى.اذ اتسمت الإنجازات اليسارية بمغزى تاريخي.
أولا:حافظوا على التقاليد فى الأدب الجديد،.كما بدأوا فى الكتابة عن الحياة و كشف حقيقة الجانب المظلم فى المجتمع للأطفال و هذا لجعلهم على علم منذ طفولتهم بالفرق بين الطبقات والأغنياء والفقراء..
ثانيا:تطورت الموضوعات الخاصة بأدب الطفل فى الاتجاه اليسارى .فلم تعد تكشف فقط المجتمع المظلم و لكنها كانت أعمالاً تدعو إلى حب الوطن.ولأن أغلب الكٌتاب اليساريين شاركوا فى تحرير الصين فاستطاعوا التغني بأبطال الثورة العظماء ،خاصة الاعمال التى تظهر روح الأبطال الصغار و تضحياتهم فى الثورة.
جعلت الحركة الفنية اليسارية خطوات أدب الطفل تسرع على طريق الواقعية،إذ أصبح التيار الرئيسي للأعمال الأدبية الخاصة بأدب الطفل هو تيار الواقعية ،واحتلت هذه الأعمال مكانة واضحة وهامة فى أدب الطفل فى هذا الوقت كما أصبح لهذه الأعمال مكانة فنية عالية .فالروح الواقعية لم تٌظهر فقط الجانب المظلم في المجتمع و لكنها تغنت بالجانب المضئ فيه ايضا.كما أن ظهور أدب الطفل الروسي أعطي للواقعية مضمونا جديدا و ذلك من خلال التغنى بأبطال الحروب فى الأعمال الخاصة بأدب الطفل الروسى .
الفصل الثاني: اتجاهات تطور أدب الطفل فى الأدب الصيني المعاصر
تقوم الباحثة فى هذا الفصل بعرض مراحل تطور أدب الطفل منذ فترة تأسيس الدولة حتى الفترة الجديدة.
-1 اتجاهات تطور أدب الطفل الصينى المعاصر فى فترة تأسيس الدولة:
عام 1949 ،أطاح الحزب الشيوعي الصيني بالحزب الوطنى و تم إعلان انتصار الثورة الصينية وهذا يٌعتبر تحولا كبيرا في المجتمع الصيني،ويعد أيضا تحولا في الأدب الصيني وأدب الطفل.ففى الخمسينيات من القرن العشرين،أردات الطبقة المنتصرة توطيد أركان المجتمع واتخذت بعض الإجراءات ومنها عودة التعليم والنشر والعمل أيضا علي تطويرهم.فمع تطور العلم التحق العديد من الأطفال بالمدارس كما زاد عدد قراء أدب الطفل.ففي عام 1949 أول من أكتوبر تأسست جمهورية الصين الشعبية ،وبدأت صفحة جديدة فى أدب الطفل الصيني المعاصر تزامنا مع تأسيس الدولة.وكان أغلب كٌتاب أدب الطفل فى فترة تأسيس الدولة من المناطق الحرة و المناطق الموحدة.وبعد عام 1949 اتحد الفريقان من الأدباء و الفنانين وهذا الاتحاد لم يشق فقط طريق تطور لأدب الطفل الصيني،بل عمل علي بقاء التواصل مع تقاليد وعادات أدب الطفل الصينى الحديث منذ حركة الرابع من مايو.ولقد كان أول مهام أدب الطفل بعد التحرير هو دراسة أفكار(ماوتسى تونغ)الفنية والأدبية،اذ تكونت أفكاره فى مرحلة ميلاد الصين وأهم مضمون هذه الأفكار أن يتحد الفن والأدب مع ثورة الشعب،ويكون تجسيدالحياة الشعب بطوائفه فلاحين وعمال وجنود،جعل الفن والأدب فى خدمة العمال والفلاحين والجنود.
الخطوة المهمة الأخرى فى أدب الطفل الصيني بعد قيام الدولة الصينية،هي دراسة واقتباس خبرة أدب الطفل الروسي بعد الثورة البلشفية(ثورة أكتوبر).وفى الخمسينيات ،لم يتم فقط ترجمة ونشر أعمال أدب الطفل الروسى،بل زار بعض الكٌتاب روسيا للدراسة كما تم استدعاء متخصصين للمساعدة فى تدريس أدب الطفل.وهذا النوع من الدراسة والاقتباس له دور ضخم وكبير فى خطي أدب الطفل الصيني.وتعد روسيا من الدول تهتم و تعتني بأدب الطفل خاصة بعد ثورة اكتوبر(الثورة البلشفية) من اأول (لينين) إلى الحكومة الروسية وصولا إلي جميع طبقات المجتمع و فئات الشعب ،إذ أكدوا جميعهم على مكانة الطفل في حياة المجتمع،أكدوا أيضا على الدور الهام لتعاليم الثورة في تشكيل ملامح الطفل.بعد قيام الدولة الصينية تغيرت ملامح التاريخ ولم يعد دراسة واقتباس أدب الطفل الروسى ممكناً فقط ،بل أصبح مهمة.بعد الثورة البلشفية، ظهر العديد من الأعمال التى لها تأثير فى أدب الطفل مثل قصص تشيكوف ومكسيم جورجى وغيرهم.كما تٌرجمت العديد من النظريات الخاصة بأدب الطفل،وكان لهذه الأعمال الأدبية و النظريات، أثر كبير فى ولادة أدب الطفل الصيني فى الخمسينيات من القرن الماضى.
تعد خمسينيات القرن الماضى هي الفترة الرئيسية لازدهار أدب الطفل خاصة عام 1954 مع ظهور ولأول مرة التقدير لادب الطفل.فقبل هذه الفترة ،كان تطور أدب الطفل في الصين يحتاج للعديد من السنوات ويواجه صعوبات،وذلك لأن أدب الطفل لم يكن مجال يحظى باهتمام الناس إضافة الى ضعف أدب الطفل كبنيان فى حد ذاته. و لكن بعد انتهاء الحرب تغير كل هذا ،نٌشرت العديد من الأعمال كما قام اتحاد الكٌتاب بنشر أعمال جيدة للاطفال.وقام كٌتاب أدب الطفل بزيارات للمدارس والقري للتعمق في حياة الاطفال مما دفعهم لكتابة العديد من الأعمال الجيدة مثل (مذكرات الديك الصغير)، ( قصة الجندى الصغير ) وغيرها.ويعد التغني بالحزب الشيوعي الصيني والصين الجديدة و المجتمع الجديد والعالم الجديد أهم ما يميز أدب الطفل فى هذه الفترة،إذ أصبحت الاعمال الأدبية مفعمة و مليئة بالازدهار و الرخاء و السعادة وهذا يعود إلي انتشار هذه الروح في هذه الفترة.
يعتبر أسلوب التعبير في أدب الطفل فى الخمسينيات مغاير بدرجة كبيرة لما كان عليه من قبل،إذ أصبح"فرحةالطفل"مفهوم فني هام فى الأعمال الادبية.فأدب الطفل لابد وان يحتوى على فرحة للأطفال وهذا لم يعد مقياسا لاختبار مضمون االعمل الادبى،بل أيضا يؤثرفي شكل التعبير في العمل الأدبى ،مثل أسلوب السرد في الأعمال الأدبية."فرحة الاطفال"إن لهذه الكلمة في هذا الوقت(فترة الخمسينيات)مفهوم خاص،إذ يُشكل الطفل في هذه الفترة الوعي الفكرى فى مجتمعه.ويعد شعر (كي يان)دليل علي هذا النوع من الأسلوب التعبيرى في أدب الطفل فى الخمسينيات.ولقد ظهر تطور الأعمال الأدبية في عديد من المجالات :القصة،الحكايات،الشعر ،كما تم إعادة صياغة قصص العادات والتقاليد الشعبية.وتطورت موضوعات القصص فى الخمسينيات،إذ تضمنت ثلاث أنواع:موضوعات تخص تاريخ الثورة للتوعية الأطفال بانتصارات الثورة،وموضوعات تتغني بالحزب الشيوعي ودوره فى تأسيس الاشتراكية متضمنا دور الأطفال في بناء الاشتراكية،وموضوعات آخرى تكتب حياة الاطفال،اهتمام الحزب والدولة بالاطفال.
حصل الشعر الخاص بأدب الطفل فى الخمسينيات علي إنجازات كالقصص والحكايات.ويبرز هذا النجاح ، نجاح الشاعر(كي يان)الذي قام بنشر (قصة الجندى الصغير)عام 1955،وفي عام 1959 قام بنشر مجموعة شعرية وجميع أعماله وإن كانت ليست كثيرة ،ولكنها من الناحية الفنية حققت انجازا كبيرا في مجال الشعر في الأدب الصيني المعاصر.الجدير بالذكر أن الأدب الشعبي هو التربة الأساسية لأدب الطفل ،وحتي بعد انفصاله عن أدب الطفل ولكنه ظل ثروة حقيقية لأدب الطفل.
تعتبر العشر سنوات الأولى بعد تأسيس الصين الفترة الأكثر نجاحا فى تطور أدب الطفل الصينى.ولكن هذا النجاح اعتمد بدرجة كبيرة على السياسة كركيزة أساسية وذلك فى:رفع المستوى الثقافى لدى الأطفال،إنشاء دور نشر لأدب الطفل،رفع مستوى معيشة الكٌتاب.وهذا ماساعد على تطور أدب الطفل.ولكن فى غضون كل المميزات المذكورة سابقا أغفل الكثير المعنى الحقيقى للأدب،مما أصاب العديد باضطراب وفوضى تجاه فهم المعنى الحقيقى للأدب.ولقد اعتمد أدب الطفل في تطوره في الفترة الأولى بعد قيام الدولة على أدب الطفل إبان الثورة عام 1930 وأدب الطفل فى مناطق التحرير إذ تأثر الأدب بهم.ولأن مفهوم أدب الطفل فى هاتين الفترتين وٌلد ونشأ في فترة تاريخية بها صراع طبقى كما أنه تأثر بالمذهب الثقافى لطبقة البروليتارية الروسية لذا يٌنظر إلى الأدب على أنه جزء من قضايا الثورة،يٌطوع من أجل السياسة و من أجل الصراعات السياسية.وهذا المفهوم الأدبى أدي إلى نقد الأعمال الأدبية من زاوية "السياسة أولأ و الفن ثانياً"كقيمتين هامتين ،كما أنه أدى إلى فصل محتوى و شكل العمل الأدبى فى أدب الطفل.
عند حديث "تشن بوا تشيو"عن ماهية أدب الطفل قال:"إن أدب الطفل جزء من علم التربية ولكن عليه تحمل مسئولية التربية،تنفيذ سياسة التربية المٌشار إليها من قبل الحزب،مساندة مؤسسات الدولة التعليمية و المدارس و المنازل في متطلباتهم في هذه المرحلة،تنشئة أناس جدد اشتراكيين من خلال شكل فنى لتوسيع وتعميق الدور التربوى من أجل الحصول علي مكاسب تربوية عميقة الأثر."
على الرغم من أن مثل هذه المقولات توضح اختلاف بين أدب الطفل وأدب الكبار،تكشف عن وجود مغزي للعلاقة بين القراء وأدب الطفل الاشتراكي ولكنها اعتبرت الفن الأدبي كاداة لإجراء تربية فكرية للأطفال بعيدا عن رؤية أدب الطفل كفن له قوانينه.
أولا:النظر لأدب الطفل على أنه أدب لتنشئة الأطفال،ويكون تحديد أدب الطفل من خلال وظيفته وليس من خلاله ذاته.فنظرية طبيعة الأدب ونظرية وظيفة او دور الأدب هناك رابط بينهما ولكن لا يمكن استخدام احدهما لتحل محل الآخرى.
ثانيا:كل الأعمال الأدبية لها وظيفة تربوية.فأدب الطفل يتعامل مع علاقة قوية بين علم التربية و أطفال الغد.ومن هذا المنطلق لابد من الربط بين أدب الطفل وتربية الطفل فبينهم مضمون منطقي ولكن يظل لأدب الطفل دورمحدود فى تربية الأطفال.فالأدب ليس مثل التربية كمنظومة لها أهداف وخطط،فالتربية جوهرها المنطق أما الأدب جوهره العاطفة.لذا لا يمكن الفصل بين المضمون و الشكل الادبي ،والأدب و التربية فى الأصل مختلفان، فالتربية تربية والأدب أدب.
ثالثا:لعدم القدرة على حل علاقة الاختلاف بين أدب الطفل و تنشئة الطفل،يمكن النظر لأدب الطفل على أنه يقوم بتنشئة معارف الطفل وأخلاقه.فالفرق بين المعنى التربوي للأدب ومفهوم التربية عامة لا يظهر فقط في تقديم الأدب بشكل جمالى وإنما يظهر فى تأثير الأدب على الأطفال من خلال مشاعر وعاطفة الأطفال علي عكس التربية التى تركز على جوانب مختلفة في الإنسان.وهذه النظرة تؤدى إلي خسارة العمل الأدبي.
بعد قيام الصين الجديدة،استمر أدباء و كتاب كبار فى إنجازاتهم من أجل مجال أدب الطفل الصينى كما كانوا قبل قيام الصين،أمثال )جاو تو تشى)، (جانغ تيان يى)،(يان ون جين) إذ قاموا بإنجازات ضخمة لأدب الطفل.فهم من رواد أدب الطفل الحديث ولديهم خبرة وفيرة فى مجال الكتابة الأدبية.وبعد قيام الصين ،تمتعوا بحياة سياسية جديدة و بالتالى لمعت وأشرقت حياتهم الفنية.مما أثقل حماسهم للكتابة.فخاضوا بإيجابية مجال أدب الطفل فى الصين الجديدة ،وقاموا بالعديد من المهام لتطور أدب الطفل المعاصر.وتعد حكايات الاطفال أحد انجازاتهم البارزة،فلإن حكاية الاطفال تحتاج إلى مستوى فنى عالى وخبرة عالية و معرفة وفيرة ،ولأن الكٌتاب الكبار لديهم خبرة كتابية ،فكان ممارسى كتابة حكايات الاطفال مجموعة من الكٌتاب الكبار فى أول فترة لقيام الدولة.فحكاية (يان ون جين)<المرة القادمة نقلع بالقارب>مليئة بالعاطفة ،القصة مرحة،الرموز حيوية،وعٌرفت بزهرة متفتحة فى مجال حكايات الأطفال.
2- اتجاهات تطور أدب الطفل الصينى المعاصر فى فترة الثورة الثقافية:
كان هناك عدد قليل من أدباء أدب الطفل على مستوى الدولة فى السنوات الأولى لتأسيس الدولة عام 1949 .لم يكن هناك تطور لأدب الطفل الصينى المعاصر .بإعلان تأسيس جمهورية الصين الشعبية فى الأول من أكتوبر عام 1949 ،دخلت الصين منعطف تاريخى جديد وبالتزامن مع ذلك شهد الأدب مرحلة جديدة.فمنذ قيام الدولة و الصين تعتني عناية فائقة بتنشئة الأطفال ليصبحوا مؤسسى المستقبل ،كما لاقت الأعمال الخاصة بأدب الطفل اهتمام الحزب و الدولة فأصبحت تتمتع بأهمية استراتيجية.لذا تعد الفترة من تأسيس الدولة حتى قبل قيام الثورة الثقافية بعام (1949-1965)والتى أطٌلق عليها بفترة السبعة عشر عاما .حصل أدب الطفل على إنجازات ضخمة فى هذه الفترة ،ولكن بسبب اخطاء اليسارين و فترة العشر سنوات الخاصة بالفترة الثقافية وعصابة الأربعة ،أصبح طريق تطور أدب الطفل متعرج وملتوى.حدثت الثورة الثقافية الكبرى فى الفترة من مايو 1966 إلى أكتوبر 1976،وتعرضت الدولة و الحزب كما تعرض الشعب فى هذه الفترة لخسائر فادحة لم تشهدها الصين منذ قيامها،كما تعرضت الأفكار و النظريات التربوية إلى خلل.وقامت هذه الثورة بقيادة ماو تسى تونغ .
واجهت الصين و الشعب خسائر فادحة فى فترة الثورة الثقافية الكبرى من مايو 1966 حتى أكتوبر 1976 ففي فبراير 1966، يٌعد المؤتمر الذى أعلنه (لين بياو و جيانغ تشين)الخاص بالأعمال الأدبية و الفنية و الذى اخٌتصر إلى "ملخص تاريخى"شرحا لاستبدادية الثورة الفاشية كما أنه كتاب إعلان الحرب على إفساد الاشتراكية ويناقش مقالات سياسية أدبية وفنية سوداء.وكان ذلك هدماًلما تحقق من إنجازات فى ال سبعة عشر عاما بعد قيام الدولة فى المجالات الفنية والأدبية.ف"الملخص التاريخى"فى نفس الوقت الذى طٌرح فيه المقالات الخاصة بالأعمال السوداء الأدبية والفنية ،قدمت أيضا طرق لرفض الأفكار الماركسية اليسارية ،ففى مجال التأليف طٌرح شعار "نموذج للأعمال"،فى مجال النقد الأدبى و الفنى. اتٌهمت الأعمال الأدبية زورا على أنها سموم وضٌرب بها عرض الحائط وذلك تحت لواء إنماء ماهو بروليتارى و القضاء على كل ماهو برجوازى .وهذا الملخص أيضا أعلن ضرورة جعل رسم الشخصيات البطولية من عمال و فلاحين وجنود هو المهمة الاساسية للفن والأدب.
فى الفترة التى تعرضت فيها المجالات الأدبية و الفنية لضربات الثورة الثقافية،كان نفس الوضع بالنسبة لأدب الطفل.فتلقى أدب الطفل فى العشر سنوات للثورة نفس الخسائر.ويمكن تقسيم تغير تاريخ أدب الطفل فى فترة الثورة الثقافية إلى مرحلتين:الأولى من 1966 إلى 1970 و الثانية من 1971إلى 1976.يعتبر عام 1966 إلى منتصف عام 1970 هو الفترة الفارغة فى تاريخ أدب الطفل الصينى.إذ تعرضت الأوساط الأدبية بأدب الطفل لدمار و تم النظر إلى العديد من الأعمال الممتازة على أنها سامة وتعرضت للنقد.كما تعرض نقاد و القائمين بأعمال النشرومحررين وكتاب أدب الطفل إلى نقد قاسي ،كما تم إيقاف دور النشر ،وما يقومون بنشره من أعمال لأدب الطفل ،كما حٌلت التنظيمات الأدبية واتحاد الكتاب وجميع المنظمات الخاصة بأدب الطفل على مستوى الدولة.وتحول أدب الطفل من حديقة مثمرة إلى أرض بور.
المرحلة الثانية فى أدب الطفل فى فترة الثورة الثقافية من 1971 إلى 1976،ففى عام 1971 بدعم (شوان لاى)،تحولت جميع الأعمال فى جميع المجالات للأفضل.وفى هذا العام أعلن عقد ندوة لأعمال النشر على مستوى الدولة مشيرا إلى إعادة فتح مكتبات ،إجراء جرد وبدءأعمال نشر مكتبية ومن ثم عاد تدريجيا نشر و تأليف أعمال أدبية خاصة بأدب الطفل .ففي نهاية عام 1971 ،قامت دار نشر الشعب الأدبية بنشر مجموعة أعمال لأدب الطفل مثل (فتاة البحر)،(دوى فى الغابة) و قامت تباعا بقية دور النشر على مستوى المقاطعات بنشر و تأليف أعمال لأدب الطفل.وفى مجال التأليف لادب الطفل ،توقف كتاب أدب الطفل الذين حققوا إنجازات فى فترة ال السبعة عشر سنة قبل الثورة الثقافية لتعرضهم لصدام فى فترة الثورة ،فظهر كٌتاب و أدباء جدد ممارسين للأدب الطفل مثل )جانغ وان لين)،(وان لان)،(يانغ تشياو)وغيرهم.وهناك بعض الأعمال التى لها تأثير فى فترة العشر سنوات للثورة الثقافية ففي مجال القصة نجد:( المطر الأحمر)ليانغ تشياو،(النجم الأحمر المضئ)ل لي تشين تيان،(البطل الصغير بعد الحرب)ليان ذي جين.فى مجال الشعر نجد :أنشودة(تشو شويي باو) لجين شوين هوا.جميع الأعمال المذكورة سابقا ماعدا (النجم الأحمر اللامع ) تأثرت بالمناخ السياسى مما جعل أدب الطفل يدخل فى نطاق الصراع الطبقي.وطبقا لهذه النظرية فإن أى كاتب لايكتب عن الصراع الطبقي يعد بعيدا عن المناخ العام .كل الأعمال المذكورة سابقا إن كانت تفتقد الشفافية و الوضوح ولكن لأن مجال أدب الطفل كان كأرض بور لمدة طويلة فالأطفال كانوا مهمشين، لذا كانت هذه الأعمال سواء كثيرة أو قليلة تكفي احتياجاتهم.لذا عند نشر هذه الأعمال كان لها تأثير لدى القراء.ومن هذا المنطلق أصبحت لهذه الأعمال قيمة تاريخية.فإذا تحدثنا بموضوعية فإن الخطأ في هذه الأعمال لايٌلام عليه الكاتب ولكن هذا هو حال هذه الفترة،وجود هذا الشكل للكتابةوالموضوعات يسمح بفرصة للنشر.وتعد العشر سنوات طريق ملئ بالصعوبات وصفحة مريرة فى تاريخ أدب الطفل الصينى المعاصر.
منذ بداية الثورة الثقافية ،اعتمد الشعب على حماس وإخلاص قادة الحزب الشيوعى الصينى ،حماستهم تجاه قضية الثورة لذا جزء كبير من شعر الأطفال فى هذه الفترة تغنى بالحزب الشيوعى ،تغنوا بالطريق السياسي والحركات الجماهيرية ،تغنوا بالاشتراكية والتى حققت إنجازات ضخمة.وأعمال الشعر في هذه الفترة مثلها كمثل أى عمل أدبى كان لابد لها من دراسة نماذج للأعمال ورسم رموز بطولية ،وبذلك أصبح شعر الاطفال ضحية للنظريات والافكار الرجعية .فإذا كان الشعر قبل عام 1974 يتسم بالطابع السياسي بوضوح ففي النصف الثانى من عام 1974 أصبح الطابع السياسي أشد وأقوى.وبالنظر إلى هذا الشعر المفعم بالنفعية السياسية نجد تبحره فى الموضوع مباشرة أبرز مزاياه.ومن ناحية التعبير الفنى فالتجديد فيه قليل ،و اللغة الشعرية مكررة وغير ممتعة كما أنها لغة شفوية ،تردد كالصدى كما لو كان جميع أنواع الشعر نموذج واحد مكرر.وهذا النوع من الشعر بلا تأثير فنى ،ولا يمثل الشعر فى جماله ورونقه ولكنه متناسب مع التوقيت في هذه الفترة (فترة الثورة الثقافية)لأدب الطفل.فعلى الرغم من تحكم عصابة الأربعة فى الشعب ،لكن هناك عدد ليس بقليل من الكٌتاب و المعلمين كان لديهم شعور بالمسئولية القوية تجاه الجيل القادم للدولة الأم،واتخذوا من الحياة انطلاقا لهم لكتابة بعض الأغانى والأشعار للأطفال مثل (الشلال)لسونج سونج ،وعصفور الثورة ل (لي جي)وغيرها .وهذه الأعمال الشعرية فتحت مجال للرمز في الأعمال الأدبيةوبالتالى أصبح هناك قيمة فنية للأعمال.
تدعو الأعمال الأدبية لأدب الطفل فى فترة الثورة الثقافية للأسف،ليس فقط لقلة عددها وإنما أيضا لفقر جودتها.فالشكل الأدبي لأدب الطفل كان بسيط للغاية،والحكايات والقصص الشعبية من الصعب فصل سماتها الأدبية عن الصراع الطبقي وبالإضافة إلي ذلك فأغانى الأطفال تحولت لأداة للحركات السياسية ومن ثم قلت الأعمال الأدبية من نثر ومسرح وشعر. وأصبح هناك وجود للقصة فقط حيث انقسمت إلي ثلاث أنواع في هذه الفترة :
الأول :هذا النوع ينطلق فيه الكاتب من الحياة ويعتمد على مصداقيته الفنية وحماسته الكتابية.مثل:النجم الأحمر اللامع ل (لي شين تيان).
الثانى:على الرغم من تأثر الأعمال الأدبية بالفكر السياسي لهذا الوقت و النظريات الأدبية الإ أن هذه الأعمال كان لها أساس من الحياة وشعور فنى صادق.مثل (الطبيب الحافى) ليانغ شياو
ومثل هذه الأعمال كان لها تأثيرها لدى القراء.
الثالث:هذا النوع من الأعمال الأدبية تأثر بالمؤامرات السياسية للنزاع من أجل السلطة.وهذا النوع من الأعمال ملئ بالمعنى السياسي ومستواها الفنى ضعيف.
3-اتجاهات تطور ادب الطفل الصينى المعاصر فى الفترة الجديدة:
بعد انتهاء الثورة الثقافية والإطاحة بعصابة الأربعة ،نالت أعمال تأليف ونشر أعمال أدب الطفل اهتمام الناس. وتطور أدب الطفل تزامنا مع الفترة الجديدة. ولكن هذه الأعمال الخاصة بأدب الطفل كان طابعها السياسي مختلطاًبالطابع الأدبى وفكر الكبار مختلطاًبفكر الأطفال. كما أن هذه الأعمال لم تهتم بصفات الأطفال وسمات أدب الطفل.ونقطة التحول فى أدب الطفل فى الفترة الجديدة تتمثل في أكتوبر عام 1978 عندما اتحد كل من وزارتى التربية والثقافة والاتحاد النسائى واتحاد الكٌتاب واتحاد الأدباء فى جيانغ شي بجبل لوشان معلنين عن مؤتمر لنشر أعمال أدب الطفل.وناقش مؤتمر (لو شان)قضية الضوابط الفنية لادب الطفل كما طرح ضرورة تحلى أدب الطفل بصفات الاطفال ،يكون الأدب ملئ بالمعرفة و المرح،يعمل على تنوع الموضوعات والشكل الأدبىيطبق بحزم وثبات عدد من المبادئ الهامة.كما قام المؤتمر بالعديد من الإعدادت لأدب الطفل،إذ رفع من مستوى أعمال الأطفال وعزز كيانات نشر أدب الطفل،طور من تحرير أدب الطفل، كما أعاد نظام تقدير ومكافآت أدب الأطفال.
فى أوائل الفترة الجديدة،استمر عدد من الكتاب الكبار فى الكتابة للأطفال مثل:بينج شين،جانغ تيان يى،يان ون جينغ،تشن بوا تشيو.كما ظهر جيل من الكٌتاب الشباب فى مجال التأليف لأدب الطفل امثال:جاو بينغ بوا ،بان ما وغيرهم.وتطور أدب الطفل الصينى فى الفترة الجديدة ،كان له ارتباط وثيق بوضعين، الأول :تحول المجتمع الصينى من سياسة التخطيط الموجه إلى سياسة السوق وذلك بعد ثورة الانفتاح مما أدى الى تحول فى هيكل المجتمع مما كان له أثر على نشر وكتابة الأدب.الثانى:اقتصاد السوق وما يحتويه من تقنية فى المعلومات والتى كان لها أثر على العالم بأسره.
منذ الفترة الجديدة ،ظهرت أعمال شعرية فى أدب الطفل تحتوى على أسلوب فنى وفكرى مثير للانتباه.ومحتوي الشعر فى هذه الفترة نجد فيه ما يحن إلى شهداء الجيل القديم فى ثورة البروليتاريا مثل خى يان وقصيدة (جدى )،نجد أيضا ما يعكس سعادة ومرح الناس بحلول الربيع مثل جاو فان وقصيدة (نحن ننطلق من هنا).ولقد سار شعر الاطفال فى طريق الازدهار بعد نهاية عام 1978وذلك مع الإعلان عن المؤتمر الأول لنشر أعمالأدب الطفل على مستوى الدولة والذى كان له دور جيد فى دفع تأليف شعر الاطفال.
موضوعات "أدب الجراح" فى قصص الأطفال نالت اهتمامهم للتعرف على المجتمع،وبهذا تطور مجال الموضوعات فى أدب الطفل ،إذ لم يعد يقتصر على كتابة حياة الأطفال بل تطرق أيضا إلى عالم الكبار و التعبير عن مأساتهم وأحزانهم.تزامنا مع فهم الناس العميق للثورة الثقافية و التحولات فى المجتمع ،طالب المجتمع الأدب باحتوائه على قدرة توضيحية فنية وفيرة وبصيرة فكرية عميقة تمكنه من تلخيص والتعريف بمراحل التاريخ المختلفة،ومن خلال رموز فنية بالتعبير عن هذا النوع من المعرفة وهذا كله كان خلفية ظهور (أدب إعادة التفكير) .
لأن الأطفال لهم شغف طبيعى تجاه الحيوانات ،أصبح الحيوان زاوية مهمة لا يمكن الاستغناء عنها فى هذا الحقل الملئ بالزهور(أدب الطفل)و هناك قصص تحتوى على حيوانات بسيطة وهناك قصص يشارك فيها الانسان ،واذا قسمنا طبقا للموضوعات ،نجد موضوعات تقليدية وموضوعات مجتمعية وموضوعات تدعو للحفاظ على البيئة.،ويمكن تقسيم المغزى إلى مغزى أخلاقي ،سياسى ،معرفى ،رمزى،استكشافى .
الباب الثانى:المغزى الاخلاقى والسياسي لادب الطفل فى الأدب الصينى المعاصر مختارات من اعمال أدب الطفل للأديب جين جين والاديبة جا تسوى لين.
تتناول الباحثة فى هذا الباب المغزى الأخلاقى و السياسى لأدب الطفل فى الأدب الصينى المعاصر وذلك من خلال تحليل مختارات من أعمالالأديبين جين جين وجا تسوى لين.
الفصل الأول: المغزى الاخلاقى فى أدب الطفل فى الأدب الصينى المعاصر مختارات من اعمال الاديب جين جين.
يتناول هذا الفصل السيرة الحياتية للأديب جين جين كما يتم تحليل عددا من قصصه لابراز مغزاها الاخلاقى .جين جين هو ابن فلاح فقير ،درس ثلاث سنوات فقط بالمدرسة وعندما كان عمره 12 سنة، كان متدرباص ،وبجهده وتعلمه سار فى طريق التأليف الأدبى ،ومنحت أعماله ملايين من الاطفال السعادة على الرغم من طفولته المليئة بالدموع.ولقد كرر جين جين فى العديد من المواقف أنه اذا اعترفنا بأن الأديب الذى يكتب للطفل هوبمثابة مهندس ومصمم لروح الاطفال ،لذا عليه العمل بدرجة حازمة وصارمة وعند كتابة حكايات ذات مغزى أخلاقي لابد من إيضاح الفرق بين الخبث و الطيبة،الجمال والقبح.
قصة(قطة صغيرة تصطاد سمكا):
حكاية قصيرة نشرت عام 1950 ،تصف القطة الأم ولديها طفلين ماو ماو ومى مى .وفى يوم ما اصطحبت القطة الأم أطفالها لصيد السمك وفى وقت الصيد انشغل القط مى مى باللعب مع الفراشات ولم يستطع صيد سمكة.على عكس أخته ماو ماو والتى كانت تركز فى الصيد واستطاعت صيد مجموعة من السمك مما دفع الأم إلى توبيخ القط مى مى و شعوره بالحزن.وبعد تناول الغداء ذهب مى مى بمفرده للصيد ومع تركيزه الشديد استطاع صيد سمكة كبيرة .الحكاية اعتمدت على الرموز لتقريب الصورة لذهن الاطفال ،ومن خلال التحول و التغيير الذى حدث للقط مى مى استطاعت الحكاية إيضاح أهمية التركيز والإخلاص فى القيام بأى عمل .الحكاية تحتوى على روح الفكاهة و المرح كما تشتمل على مغزى أخلاقى للاطفال.
قصة(الديك المغرور) :
تروى حكاية ديك مغرور جميل ،جرئ وشجاع مما يجعل من الصعب الحصول على ديك مثله فى المدينة.واستطاع الكاتب من خلال رمز الديك إيضاح عاقبة الغرور للأطفال إذ نجده فى النهاية يشعر بالضيق و الحزن من سخرية باقى الحيوانات منه.فجين جين يود من خلال رمز الديك تعليم الاطفال أن التواضع يؤدى للرفعة والغرور يؤدى إلى السقوط،كما استخدم رمز الصرصار لإيضاح استخدام الشجاعة لتحقيق الأهداف وليس للتباهى بها.
قصة (صياد الثعلب):
تحكى عن خوف أهالى قرية جبلية من صورة ثعلب مرسومة على قطعة صخرية ،وجعله رمز للتخويف.ولكن صعد أحد الصياديين ببندقيته الجبل وأفزعه الثعلب فوجه بندقيته تجاه الثعلب مطلقا بعض الطلقات و فى النهاية مات الثعلب.من خلال هذه القصة ود الكاتب تعليم الاطفال عدم تصديق الشائعات الساذجة لان الناس يبالغون بالشائعات ويخدعون الناس.
قصة(البط الصغير يتعلم السباحة):
حكاية قصيرة تروى قصة البطة الأم ورغبتها فى تعليم ستة من البط السباحة ناحية النهر محفزة إياهم على التحلى بالشجاعة فى التعلم .ولقد قفز جميع البط فى النهر ماعدا (شياو هوانغ ماو)لم يقفز معهم وظل واقفا على ضفة النهرخائفا .وفى نفس الوقت حضر الأوز أيضا لتعلم السباحة ، لمعرفة من يستطيع السباحة بشكل أفضل،الأوزأم البط.
استطاع جين جين من خلال الرموز المقربة للطفل تعليم الأطفال أهمية الأصدقاء فى حياتنا
إذ نجدهم فى القصة يساعدوا شياو هوانغ ماو على التعلم والفوز فى مسابقة السباحة.فأوضح الكاتب أهمية التعاون و الوقوف يدا بيد ،كما ان الكاتب استخدم رمز شياو هوانغ ماو لاظهار الفرق بين الشجاعة والجبن .فنجد جبن شياو هوانغ ماو جعله لم يتمكن من تعلم السباحة وعند مشاركته فى مسابقة السباحة ظل واقفا على الضفة .ولكنه استطاع فى النهاية ان يعتمد على نفسه و يتجرأ على التعلم وبالتالى أصبح شجاعا وقويا.
الفصل الثانى :المغزى السياسى لادب الطفل فى الادب الصينى المعاصر مختارات من أعمال الاديبة جا تسوى لين :
يتناول هذا الفصل السيرة الحياتية لللأديبة جا تسوى لين كما يتم تحليل عددا من قصصها لإبراز المغزى السياسى.فجا تسوى لين باحثة ومطالبة بالتغيير ،منحت اللأطفال روح جميلة .وانجازاتها تتمثل فى اتجاهين :التأليف الأدبى و الأنشطة الادبية وشكل هذان الاتجاهين شخصية جا تسوى لين الأدبية.ولدت يوم 25 فبراير من عام 1930 ،وتعرف باسم جا لين ،يينغ لين ولكنها تستخدم اسماً أدبياً هو جا تسوى لين.ولدت جا تسوى لين فى قرية لأسرة فقيرة،وعلى الرغم من أن عائلتها لم تنمحها السعادة ولكنها كانت تحب ذكرياتها فى هذا المنزل.بعد تخرجها من المدرسة الابتدائية وصلت إلى بكين للدراسة .وأعمال جا تسوى لين الأدبية صادقة ،ففي عام 1954 تم تقييمها كأحد الأعضاء البارزين فى مدينة بكين ،وفى عام 1950 شاركت بالمؤتمر الاول للشباب على مستوى الدولة.
قصة(زهرة العنب البرية):
حكاية تتناول وفاة والدة فتاة عندما كان عمرها عشر سنوات وكانت تلقب بالحمامة البيضاء وتولت زوجة أب هذه الفتاة شئون المنزل.وكانت ابنتها عمياء، فأفسدت زوجة الأب عيون ابنة زوجها(الملقبة بالحمامة البيضاء)الشفافة الجميلة وأصبح عالمها مظلم..ولكي تستعيد الرؤية استعانت بحمامتها الصغيرة المحببة إليها وذلك من خلال العديد من الصعوبات وفى النهاية عثروا على زهرة العنب البرية فى أحد الوديان ،فعاد النظر لعينيى الفتاة .وفى النهاية عادت إلى القرية وعاشت فى سعادة مع أهل قريتها بعد وفاة زوجة أبيها الشريرة.
استخدمت الكاتبة كلمة العمى وعملت على تكرارها داخل القصة لتظهر ظلام المجتمع الصينى قبل تأسيس الدولة واعتمدت على فقدان بصر الفتاة (بطلة الحكاية)لبيان الوضع المظلم للمجتمع قبل تأسيس الدولة.الكاتبة أيضا اعتمدت على أسلوب الحوار لاظهار العلاقة الوطيدة بين الحمامة والبطلة،وهذا نال إعجاب القراء.ومن ثم يمكننا القول أن الكاتبة تختار الرموز المناسبة لإيضاح الأوضاع داخل المجتمع.الكاتبة من خلال أسلوب المقارنة بين وضع الفتاة بعد فقدانها البصر وبين إبصارها ،اظهرت صورة ناجحة لأوضاع المجتمع الصينى قبل وبعد تأسيس الدولة.
قصة (الخنزير الكاذب) :
أساليب حكايات جا تسوى لين متعددة. من ضمن هذه الأساليب الواقعية ،هذا النوع من الحكايات لغتها جميلة، كما انها تحتوى على نوع من الفلسفة.كما ان هذه الحكاية تحتوى على نكهة من السخرية وهذه السخرية تتمثل فى مرض الخنزير الصغير وحبه للكذب،وهذا بالطبع يعكس بعض طباع الناس المتدنية فى المجتمع ،فمرض الكذب مصاب به العديد من الناس وقول الحق أصبح غريبا.ولقد اعتمدت جا تسوى لين على أسلوب الحوار لبيان كيف يخدع الخنزير الناس فى السوق اذ يخدع الناس جميعا على اختلاف اعمارهم مؤكدا قدرة العشب الذى يبيعوه على علاج الأمراض وإطالة العمر ومنح الوسامة .قدمت جا تسوى لين للأطفال أهمية الصدق فى حياتنا من خلال رمز الخنزير وخاصة بعد تأسيس الدولة .أوضحت اأهمية الصدق بيننا فى المجتمع لتتقدم الصين ومن خلال نهاية الخنزير أظهرت أن الشخص الجيد يلقي مصيرا جيد اوالشخص السئ يلقى مصيرا سيئا.
قصة (المزارع العجوز):
الجد وان شون محب ومدمن لزراعة الزهور.بعد الانتهاء من هذه القصة وتقييمنا للعجوز الذي يزرع الزهور يتضح ان هذا العجوز مخلص ويمكنه التخلى عن أى شئ من أجل الزهور وزراعتها.فنجد أن الزهور أصبحت أهم شئ فى حياته.فبدون الزهور حياته فارغة ،بدون الأزهار حياته بلا قيمة.استطاعت الكاتبة غرس حب الوطن فى نفوس الأطفال من خلال الرجل العجوز وحبه للزهور على الرغم من كبر سنه. كما أنها قدمت للأطفال سر تقدم الدول وهو حب الدولة والتفانى فى العمل.وهذا نابع من شعورها بالمسئولية ،فهى قدمت درسا ناجحا للأطفال غير مباشر من خلال رمز الجد وحبه للزهور.
قصة (العيش داخل ألوان الحياة):
عنوان هذه الحكاية يعكس الأوضاع داخل مجتمعنا ،فهو يناقش مواقف حياتية مختلفة.فنجد (دو جوان خوا)و(شوانغ يى تساو)شخصيتين متعارضتين .احداهما مخلصة والأخرى أنانية وتعكس اقوالهم وأفعالهم حياتهم كما تعكس سلوكيات الناس .فدو جوان خوا جميل ولكن للأسف الحق به غروره ضررا ،شوانغ يى تساو بسيط وعطوف لذا نال حب القراء.استطاعت الكاتبة من خلال رمز شوانغ يى تساو إظهار قيمة العطاء واهمية مساعدة الغير.
أرادت الكاتبة إيضاح سبب السعادة وذلك من خلال رموز محببة للأطفال.وبالتالى تكون قد حفزت الأطفال على المنح والعطاء من أجل تطور المجتمع والدولة،كما أنها استخدمت أسلوب المقارنة بين شخصيتين لإظهار اختلاف الصفات داخل المجتمع.
الخاتمة
نوضح من خلالها أهم ماتوصلت إليه الباحثة للمغزى الأخلاقى والسياسي لأدب الطفل فى الأدب الصينى المعاصر من خلال تحليل مختارات من أعمالالاديبين جين جين وجاتسوى لين
ملحق الرسالة
المراجع:
وتنقسم إلى مراجع صينية وإنجليزية وعربية وبعض مواقع الإنترنت
الملخص
ملخص الرسالة
مقدمة:
1-أهمية الدراسة:
1-ندرة الدراسات المعنية بأدب الطفل.
2-التحول فى الاهتمام بأدب الطفل فى المجتمع الصينى.
2-أهداف الدراسة:
1-التعرف على اتجاهات تطور أدب الطفل فى الصين وتنوع الموضوعات و المغزى فى أدب الطفل الصينى الحديث و المعاصر.
2-تحديد دور أدب الطفل فى المجتمع الصينى.
والمغزى الأخلاقى و السياسى فى أدب الطفل فى الأدب الصينى المعاصر.
3-حدود الدراسة:
1-تطور أدب الطفل من خلال تنوع الموضوعات المغزى.
2-دور أدب الطفل فى المجتمع الصينى.
4-منهج الدراسة:
ستعتمد الدراسة على التحليل لتحديددور أدب الطفل و تطوره و استخدامه كأداة وصل بين الاطفال و المجتمع.
5-الدراسات السابقة:
فى ضوء ما تم الأطلاع عليه من دراسات سابقة تم التوصل الى وجود دراسات يمكن الاستفادة منها كدراسات عن تطور أدب الطفل ودوره فى المجتمع الصينى.
تمهيد:تعريف ادب الطفل
وتنقسم الدراسة إلى بابين:
1-الباب الأول: تنوع الموضوعات و المغزى فى أدب الطفل الصينى الحديث و المعاصر.
ويتكون من فصلين:
الفصل الأول: جهود الأدباء فى أدب الطفل فى العصر الحديث
تتحدث الباحثة فى هذا الفصل عن جهود أدباء العصر الحديث من أجل تطور أدب الطفل فى الأدب الصينى المعاصر .كانت فترة الرابع من مايو ،هى عصر تحرير الأفكار ،و تلقي الجديد ونبذ القديم (مقولة للوشون).ولقد هاجم التنورييون فى حركة الرابع من مايو الإقطاع و رفعوا لواءي العلم و الديمقراطية، ودعوا الى تحرير الذات ،وطالبوا بالاستقلال .وفى أثناء هذا الصراع الفكرى،لقيت قضية الأطفال اهتماماً كبيراً من المجتمع بأسره، تمشيا مع حركة تحرير المرأة .ولقد اتخذ رواد حركة الثقافة الجديدة من مستقبل الوطن و القومية انطلاقا لهم،وأول ما قاموا به هو جعل تعليم الأطفال و تعميق التأثير فى جيل الشباب أداة لرفض الأفكار القديمة و والأدب القديم، منادين بأهمية وجود أدب جديد و أفكار جديدة .ودعوا إلى دفع بناء أدب الطفل.ولقد اهتمت فترة الرابع من مايو بضروة وجود علاقة بين أدب الطفل و الطفل .وكان (لوشون)أول من هتف بإنقاذ الأطفال.كما أوضح (تشن دو شيو)أن أدب الطفل لابد و أن يكون محوره قضايا الطفل. و قامت مجلة (الشباب الجديد)و التى كان (لوشون)و(تشن دو شيو)من مؤسسيها بنشر حكايات (ان تو شن)لخدمة أدب الطفل كما قامت المجلة بنشر قصائد (لوشون)التى اتخذت من حياة الاطفال موضوعا لها،كما نشرت لخوشي،جو ذوا رن وغيرهم، مقالات تدعم ادب الطفل .
فى فترة الرابع من مايو ،كان لابد من دراسة الأداب الأجنبية و ترجمتها من أجل القضاء على أدب الاقطاع القديم .وكان من بينها أعمال أدبية شهيرة خاصة بأدب الطفل و كان لها أكبر الأثر فى تطور أدب الطفل في الصين . كان لترجمة نظريات الغرب الخاصة بأدب الطفل،أثراً مباشراً فى انطلاق أدب الطفل فى الصين ، ولقد ظهر هذا الأثر فى مراعاة الأعمال المٌقدمة لااطفال من حيث أعمارهم و نفسياتهم و فهم طبيعة المتلقي. ومن ثم أصبح أدب الطفل أدب مستقل بذاته يقدم أخلاقيات و مفاهيم تعليمية و نفسية.وهذا يعتبر عنصر إيجابي خاص بتطور أدب الطفل فى فترة الرابع من مايو.ولقد كان لحركة الرابع من مايو الفضل فى تغيير اللغة من اللغة الكلاسيكية إلى اللغة الصينية الحديثة(اللغة الشعبية)،ووجود شعر جديد ،تغيير المسرح القديم ، فكان ذلك ثورة وتحرير للأدب ،إذ حصلت اللغة الحديثة على مكانة فى الأوساط الأدبية.
اهتم رواد الأدب الحديث باستقلالية أدب الطفل و مكانته الاجتماعية داخل المجتمع الصينى والذي لم يلق اهتماماً فى فترة الاقطاع. لذا فمن أجل خدمة أدب الطفل والإعلاء من قيمة أدب الطفل فى الأوساط الأدبية،ساد الاعتقاد بأن عالم الطفل عالم خاص بهم و بسعادتهم و نفسيتهم كأطفال، لذا لابد من جعل الطفل محورا في كل الأعمال الأدبية الخاصة بالأطفال ،و الكاتب لابد و أن يشعر بالطفل قبل البدء فى التأليف .ولقد كان لهذه النظرية تأثير مباشر في فترة الرابع من مايو و في الأوساط الادبية وعند كتاب أدب الطفل.إذ تكون مفهوم جديد يتميز بضرورة وجود أدب جديد مغاير لأدب الإقطاع .
قبل فترة الرابع من مايو كان هناك تساؤل، لما يتطور أدب الطفل ببطء في الصين؟و الأسباب كانت عديدة و لكن السبب الرئيسي هو فهم الصين الخاطئ لأدب الطفل .وقد أوضح (لوشون) أن الأوروبيين والصينيين أخطأوا فهم طبيعة الطفل.
عبر (جو ذوا رن) عن اعتراضه الشديد على أدب الإقطاع ،إذ قام بنشر العديد من المقالات قبل حركة الرابع من مايو مع (لوشون)مثل (دراسة أدب الطفل)وغيرها في مجلة (الشباب الجديد).كما استمر فى نشر قصص مترجمة للأطفال ،و انطلق (جو ذوا رن)من منطلق النزعة الإنسانية موضحأ "إن ما نطمح إليه في تعليم أطفالنا يستوجب علينا تنشئتهم كأشخاص أسوياء".كما أكد على احترام و تقديس المكانة الاجتماعية للطفل و شخصيته المستقلة.و اتهم الأدب الاقطاعى بإغفال أدب الطفل ،مشيرا إلى أن الصين لم تكتشف أدب الطفل بعد.كما يعتقد أن القائمين على أدب الطفل لابد و ان يتفهموا عالم الطفل وأن يكون الأدب متمشياً ً مع المراحل العمرية المختلفة للطفل.
كان لدراسة حكايات الأطفال فى فترة الرابع من مايو ثلاثة أهداف و طرق:
(1) دراسة الحكايات الشعبية و ما تعكسه من عادات و تقاليد و أوضاع اجتماعية و هذا النوع من الدراسة اتخذ من مجلة المرأة أساسا .(2)الدراسة من زاوية التعليم و ما تقدمه القصص من معانى أخلاقية .(3) دراسة القصص التى تتناول حكايات للأطفال .هذه الطرق الثلاث على اختلافها و لكنها ساعدت فى دفع أدب الطفل لمزيد من التقدم.
بعد عام 1921،تطور أدب الطفل مع تطور الأدب ،وبدأ أدب الطفل يستقل عن منظومة الأدب سواء فى آلية الكتابة ،الترجمة،نشأة النظريات وغيرها من المجالات.وبعد حركة الرابع من مايو اهتمت كل التنظيمات الأدبية بأدب الطفل فى جميع أنحاء الصين من حيث نشر و ترجمة العديد من الاعمال من أجل ظهور مناخ جديد لأدب الطفل.
فى مارس 1930 ،تأسس اتحاد كٌتاب الصين اليساري ،لقي أدب الطفل فى هذه الفترة اهتماماً كبيراً.ولقد اهتم الكتاب الصينيون اليساريون بمنح أدب الطفل فكرا جديدا و مفهوما جديدا.(لوشون) أحد قادة الاتحاد اليساري ،أسهمت نظرياته الخاصة بأدب الطفل و أعماله المترجمة فى تحقيق إنجاز عظيم لتطوير أدب الطفل.كما اهتمت أيضا المؤسسات الأدبية اليسارية بأدب الطفل اذ نشرت العديد من الأعمال و النظريات الخاصة بأدب الطفل.وقد لاقت الأعمال الخاصة بأدب الطفل اهتماماً من الكتاب اليساريين ليس فقط من ناحية التجديد فى الموضوعات و لكن أيضا من الناحية الفنية.وإذا كان لحركة الرابع من مايو دور أساسي ودعم رئيسي لأدب الطفل الصيني فإن الحركة الفنية اليسارية كان لها دور إيجابي لتطور أدب الطفل الصينى.اذ اتسمت الإنجازات اليسارية بمغزى تاريخي.
أولا:حافظوا على التقاليد فى الأدب الجديد،.كما بدأوا فى الكتابة عن الحياة و كشف حقيقة الجانب المظلم فى المجتمع للأطفال و هذا لجعلهم على علم منذ طفولتهم بالفرق بين الطبقات والأغنياء والفقراء..
ثانيا:تطورت الموضوعات الخاصة بأدب الطفل فى الاتجاه اليسارى .فلم تعد تكشف فقط المجتمع المظلم و لكنها كانت أعمالاً تدعو إلى حب الوطن.ولأن أغلب الكٌتاب اليساريين شاركوا فى تحرير الصين فاستطاعوا التغني بأبطال الثورة العظماء ،خاصة الاعمال التى تظهر روح الأبطال الصغار و تضحياتهم فى الثورة.
جعلت الحركة الفنية اليسارية خطوات أدب الطفل تسرع على طريق الواقعية،إذ أصبح التيار الرئيسي للأعمال الأدبية الخاصة بأدب الطفل هو تيار الواقعية ،واحتلت هذه الأعمال مكانة واضحة وهامة فى أدب الطفل فى هذا الوقت كما أصبح لهذه الأعمال مكانة فنية عالية .فالروح الواقعية لم تٌظهر فقط الجانب المظلم في المجتمع و لكنها تغنت بالجانب المضئ فيه ايضا.كما أن ظهور أدب الطفل الروسي أعطي للواقعية مضمونا جديدا و ذلك من خلال التغنى بأبطال الحروب فى الأعمال الخاصة بأدب الطفل الروسى .
الفصل الثاني: اتجاهات تطور أدب الطفل فى الأدب الصيني المعاصر
تقوم الباحثة فى هذا الفصل بعرض مراحل تطور أدب الطفل منذ فترة تأسيس الدولة حتى الفترة الجديدة.
-1 اتجاهات تطور أدب الطفل الصينى المعاصر فى فترة تأسيس الدولة:
عام 1949 ،أطاح الحزب الشيوعي الصيني بالحزب الوطنى و تم إعلان انتصار الثورة الصينية وهذا يٌعتبر تحولا كبيرا في المجتمع الصيني،ويعد أيضا تحولا في الأدب الصيني وأدب الطفل.ففى الخمسينيات من القرن العشرين،أردات الطبقة المنتصرة توطيد أركان المجتمع واتخذت بعض الإجراءات ومنها عودة التعليم والنشر والعمل أيضا علي تطويرهم.فمع تطور العلم التحق العديد من الأطفال بالمدارس كما زاد عدد قراء أدب الطفل.ففي عام 1949 أول من أكتوبر تأسست جمهورية الصين الشعبية ،وبدأت صفحة جديدة فى أدب الطفل الصيني المعاصر تزامنا مع تأسيس الدولة.وكان أغلب كٌتاب أدب الطفل فى فترة تأسيس الدولة من المناطق الحرة و المناطق الموحدة.وبعد عام 1949 اتحد الفريقان من الأدباء و الفنانين وهذا الاتحاد لم يشق فقط طريق تطور لأدب الطفل الصيني،بل عمل علي بقاء التواصل مع تقاليد وعادات أدب الطفل الصينى الحديث منذ حركة الرابع من مايو.ولقد كان أول مهام أدب الطفل بعد التحرير هو دراسة أفكار(ماوتسى تونغ)الفنية والأدبية،اذ تكونت أفكاره فى مرحلة ميلاد الصين وأهم مضمون هذه الأفكار أن يتحد الفن والأدب مع ثورة الشعب،ويكون تجسيدالحياة الشعب بطوائفه فلاحين وعمال وجنود،جعل الفن والأدب فى خدمة العمال والفلاحين والجنود.
الخطوة المهمة الأخرى فى أدب الطفل الصيني بعد قيام الدولة الصينية،هي دراسة واقتباس خبرة أدب الطفل الروسي بعد الثورة البلشفية(ثورة أكتوبر).وفى الخمسينيات ،لم يتم فقط ترجمة ونشر أعمال أدب الطفل الروسى،بل زار بعض الكٌتاب روسيا للدراسة كما تم استدعاء متخصصين للمساعدة فى تدريس أدب الطفل.وهذا النوع من الدراسة والاقتباس له دور ضخم وكبير فى خطي أدب الطفل الصيني.وتعد روسيا من الدول تهتم و تعتني بأدب الطفل خاصة بعد ثورة اكتوبر(الثورة البلشفية) من اأول (لينين) إلى الحكومة الروسية وصولا إلي جميع طبقات المجتمع و فئات الشعب ،إذ أكدوا جميعهم على مكانة الطفل في حياة المجتمع،أكدوا أيضا على الدور الهام لتعاليم الثورة في تشكيل ملامح الطفل.بعد قيام الدولة الصينية تغيرت ملامح التاريخ ولم يعد دراسة واقتباس أدب الطفل الروسى ممكناً فقط ،بل أصبح مهمة.بعد الثورة البلشفية، ظهر العديد من الأعمال التى لها تأثير فى أدب الطفل مثل قصص تشيكوف ومكسيم جورجى وغيرهم.كما تٌرجمت العديد من النظريات الخاصة بأدب الطفل،وكان لهذه الأعمال الأدبية و النظريات، أثر كبير فى ولادة أدب الطفل الصيني فى الخمسينيات من القرن الماضى.
تعد خمسينيات القرن الماضى هي الفترة الرئيسية لازدهار أدب الطفل خاصة عام 1954 مع ظهور ولأول مرة التقدير لادب الطفل.فقبل هذه الفترة ،كان تطور أدب الطفل في الصين يحتاج للعديد من السنوات ويواجه صعوبات،وذلك لأن أدب الطفل لم يكن مجال يحظى باهتمام الناس إضافة الى ضعف أدب الطفل كبنيان فى حد ذاته. و لكن بعد انتهاء الحرب تغير كل هذا ،نٌشرت العديد من الأعمال كما قام اتحاد الكٌتاب بنشر أعمال جيدة للاطفال.وقام كٌتاب أدب الطفل بزيارات للمدارس والقري للتعمق في حياة الاطفال مما دفعهم لكتابة العديد من الأعمال الجيدة مثل (مذكرات الديك الصغير)، ( قصة الجندى الصغير ) وغيرها.ويعد التغني بالحزب الشيوعي الصيني والصين الجديدة و المجتمع الجديد والعالم الجديد أهم ما يميز أدب الطفل فى هذه الفترة،إذ أصبحت الاعمال الأدبية مفعمة و مليئة بالازدهار و الرخاء و السعادة وهذا يعود إلي انتشار هذه الروح في هذه الفترة.
يعتبر أسلوب التعبير في أدب الطفل فى الخمسينيات مغاير بدرجة كبيرة لما كان عليه من قبل،إذ أصبح"فرحةالطفل"مفهوم فني هام فى الأعمال الادبية.فأدب الطفل لابد وان يحتوى على فرحة للأطفال وهذا لم يعد مقياسا لاختبار مضمون االعمل الادبى،بل أيضا يؤثرفي شكل التعبير في العمل الأدبى ،مثل أسلوب السرد في الأعمال الأدبية."فرحة الاطفال"إن لهذه الكلمة في هذا الوقت(فترة الخمسينيات)مفهوم خاص،إذ يُشكل الطفل في هذه الفترة الوعي الفكرى فى مجتمعه.ويعد شعر (كي يان)دليل علي هذا النوع من الأسلوب التعبيرى في أدب الطفل فى الخمسينيات.ولقد ظهر تطور الأعمال الأدبية في عديد من المجالات :القصة،الحكايات،الشعر ،كما تم إعادة صياغة قصص العادات والتقاليد الشعبية.وتطورت موضوعات القصص فى الخمسينيات،إذ تضمنت ثلاث أنواع:موضوعات تخص تاريخ الثورة للتوعية الأطفال بانتصارات الثورة،وموضوعات تتغني بالحزب الشيوعي ودوره فى تأسيس الاشتراكية متضمنا دور الأطفال في بناء الاشتراكية،وموضوعات آخرى تكتب حياة الاطفال،اهتمام الحزب والدولة بالاطفال.
حصل الشعر الخاص بأدب الطفل فى الخمسينيات علي إنجازات كالقصص والحكايات.ويبرز هذا النجاح ، نجاح الشاعر(كي يان)الذي قام بنشر (قصة الجندى الصغير)عام 1955،وفي عام 1959 قام بنشر مجموعة شعرية وجميع أعماله وإن كانت ليست كثيرة ،ولكنها من الناحية الفنية حققت انجازا كبيرا في مجال الشعر في الأدب الصيني المعاصر.الجدير بالذكر أن الأدب الشعبي هو التربة الأساسية لأدب الطفل ،وحتي بعد انفصاله عن أدب الطفل ولكنه ظل ثروة حقيقية لأدب الطفل.
تعتبر العشر سنوات الأولى بعد تأسيس الصين الفترة الأكثر نجاحا فى تطور أدب الطفل الصينى.ولكن هذا النجاح اعتمد بدرجة كبيرة على السياسة كركيزة أساسية وذلك فى:رفع المستوى الثقافى لدى الأطفال،إنشاء دور نشر لأدب الطفل،رفع مستوى معيشة الكٌتاب.وهذا ماساعد على تطور أدب الطفل.ولكن فى غضون كل المميزات المذكورة سابقا أغفل الكثير المعنى الحقيقى للأدب،مما أصاب العديد باضطراب وفوضى تجاه فهم المعنى الحقيقى للأدب.ولقد اعتمد أدب الطفل في تطوره في الفترة الأولى بعد قيام الدولة على أدب الطفل إبان الثورة عام 1930 وأدب الطفل فى مناطق التحرير إذ تأثر الأدب بهم.ولأن مفهوم أدب الطفل فى هاتين الفترتين وٌلد ونشأ في فترة تاريخية بها صراع طبقى كما أنه تأثر بالمذهب الثقافى لطبقة البروليتارية الروسية لذا يٌنظر إلى الأدب على أنه جزء من قضايا الثورة،يٌطوع من أجل السياسة و من أجل الصراعات السياسية.وهذا المفهوم الأدبى أدي إلى نقد الأعمال الأدبية من زاوية "السياسة أولأ و الفن ثانياً"كقيمتين هامتين ،كما أنه أدى إلى فصل محتوى و شكل العمل الأدبى فى أدب الطفل.
عند حديث "تشن بوا تشيو"عن ماهية أدب الطفل قال:"إن أدب الطفل جزء من علم التربية ولكن عليه تحمل مسئولية التربية،تنفيذ سياسة التربية المٌشار إليها من قبل الحزب،مساندة مؤسسات الدولة التعليمية و المدارس و المنازل في متطلباتهم في هذه المرحلة،تنشئة أناس جدد اشتراكيين من خلال شكل فنى لتوسيع وتعميق الدور التربوى من أجل الحصول علي مكاسب تربوية عميقة الأثر."
على الرغم من أن مثل هذه المقولات توضح اختلاف بين أدب الطفل وأدب الكبار،تكشف عن وجود مغزي للعلاقة بين القراء وأدب الطفل الاشتراكي ولكنها اعتبرت الفن الأدبي كاداة لإجراء تربية فكرية للأطفال بعيدا عن رؤية أدب الطفل كفن له قوانينه.
أولا:النظر لأدب الطفل على أنه أدب لتنشئة الأطفال،ويكون تحديد أدب الطفل من خلال وظيفته وليس من خلاله ذاته.فنظرية طبيعة الأدب ونظرية وظيفة او دور الأدب هناك رابط بينهما ولكن لا يمكن استخدام احدهما لتحل محل الآخرى.
ثانيا:كل الأعمال الأدبية لها وظيفة تربوية.فأدب الطفل يتعامل مع علاقة قوية بين علم التربية و أطفال الغد.ومن هذا المنطلق لابد من الربط بين أدب الطفل وتربية الطفل فبينهم مضمون منطقي ولكن يظل لأدب الطفل دورمحدود فى تربية الأطفال.فالأدب ليس مثل التربية كمنظومة لها أهداف وخطط،فالتربية جوهرها المنطق أما الأدب جوهره العاطفة.لذا لا يمكن الفصل بين المضمون و الشكل الادبي ،والأدب و التربية فى الأصل مختلفان، فالتربية تربية والأدب أدب.
ثالثا:لعدم القدرة على حل علاقة الاختلاف بين أدب الطفل و تنشئة الطفل،يمكن النظر لأدب الطفل على أنه يقوم بتنشئة معارف الطفل وأخلاقه.فالفرق بين المعنى التربوي للأدب ومفهوم التربية عامة لا يظهر فقط في تقديم الأدب بشكل جمالى وإنما يظهر فى تأثير الأدب على الأطفال من خلال مشاعر وعاطفة الأطفال علي عكس التربية التى تركز على جوانب مختلفة في الإنسان.وهذه النظرة تؤدى إلي خسارة العمل الأدبي.
بعد قيام الصين الجديدة،استمر أدباء و كتاب كبار فى إنجازاتهم من أجل مجال أدب الطفل الصينى كما كانوا قبل قيام الصين،أمثال )جاو تو تشى)، (جانغ تيان يى)،(يان ون جين) إذ قاموا بإنجازات ضخمة لأدب الطفل.فهم من رواد أدب الطفل الحديث ولديهم خبرة وفيرة فى مجال الكتابة الأدبية.وبعد قيام الصين ،تمتعوا بحياة سياسية جديدة و بالتالى لمعت وأشرقت حياتهم الفنية.مما أثقل حماسهم للكتابة.فخاضوا بإيجابية مجال أدب الطفل فى الصين الجديدة ،وقاموا بالعديد من المهام لتطور أدب الطفل المعاصر.وتعد حكايات الاطفال أحد انجازاتهم البارزة،فلإن حكاية الاطفال تحتاج إلى مستوى فنى عالى وخبرة عالية و معرفة وفيرة ،ولأن الكٌتاب الكبار لديهم خبرة كتابية ،فكان ممارسى كتابة حكايات الاطفال مجموعة من الكٌتاب الكبار فى أول فترة لقيام الدولة.فحكاية (يان ون جين)<المرة القادمة نقلع بالقارب>مليئة بالعاطفة ،القصة مرحة،الرموز حيوية،وعٌرفت بزهرة متفتحة فى مجال حكايات الأطفال.
2- اتجاهات تطور أدب الطفل الصينى المعاصر فى فترة الثورة الثقافية:
كان هناك عدد قليل من أدباء أدب الطفل على مستوى الدولة فى السنوات الأولى لتأسيس الدولة عام 1949 .لم يكن هناك تطور لأدب الطفل الصينى المعاصر .بإعلان تأسيس جمهورية الصين الشعبية فى الأول من أكتوبر عام 1949 ،دخلت الصين منعطف تاريخى جديد وبالتزامن مع ذلك شهد الأدب مرحلة جديدة.فمنذ قيام الدولة و الصين تعتني عناية فائقة بتنشئة الأطفال ليصبحوا مؤسسى المستقبل ،كما لاقت الأعمال الخاصة بأدب الطفل اهتمام الحزب و الدولة فأصبحت تتمتع بأهمية استراتيجية.لذا تعد الفترة من تأسيس الدولة حتى قبل قيام الثورة الثقافية بعام (1949-1965)والتى أطٌلق عليها بفترة السبعة عشر عاما .حصل أدب الطفل على إنجازات ضخمة فى هذه الفترة ،ولكن بسبب اخطاء اليسارين و فترة العشر سنوات الخاصة بالفترة الثقافية وعصابة الأربعة ،أصبح طريق تطور أدب الطفل متعرج وملتوى.حدثت الثورة الثقافية الكبرى فى الفترة من مايو 1966 إلى أكتوبر 1976،وتعرضت الدولة و الحزب كما تعرض الشعب فى هذه الفترة لخسائر فادحة لم تشهدها الصين منذ قيامها،كما تعرضت الأفكار و النظريات التربوية إلى خلل.وقامت هذه الثورة بقيادة ماو تسى تونغ .
واجهت الصين و الشعب خسائر فادحة فى فترة الثورة الثقافية الكبرى من مايو 1966 حتى أكتوبر 1976 ففي فبراير 1966، يٌعد المؤتمر الذى أعلنه (لين بياو و جيانغ تشين)الخاص بالأعمال الأدبية و الفنية و الذى اخٌتصر إلى "ملخص تاريخى"شرحا لاستبدادية الثورة الفاشية كما أنه كتاب إعلان الحرب على إفساد الاشتراكية ويناقش مقالات سياسية أدبية وفنية سوداء.وكان ذلك هدماًلما تحقق من إنجازات فى ال سبعة عشر عاما بعد قيام الدولة فى المجالات الفنية والأدبية.ف"الملخص التاريخى"فى نفس الوقت الذى طٌرح فيه المقالات الخاصة بالأعمال السوداء الأدبية والفنية ،قدمت أيضا طرق لرفض الأفكار الماركسية اليسارية ،ففى مجال التأليف طٌرح شعار "نموذج للأعمال"،فى مجال النقد الأدبى و الفنى. اتٌهمت الأعمال الأدبية زورا على أنها سموم وضٌرب بها عرض الحائط وذلك تحت لواء إنماء ماهو بروليتارى و القضاء على كل ماهو برجوازى .وهذا الملخص أيضا أعلن ضرورة جعل رسم الشخصيات البطولية من عمال و فلاحين وجنود هو المهمة الاساسية للفن والأدب.
فى الفترة التى تعرضت فيها المجالات الأدبية و الفنية لضربات الثورة الثقافية،كان نفس الوضع بالنسبة لأدب الطفل.فتلقى أدب الطفل فى العشر سنوات للثورة نفس الخسائر.ويمكن تقسيم تغير تاريخ أدب الطفل فى فترة الثورة الثقافية إلى مرحلتين:الأولى من 1966 إلى 1970 و الثانية من 1971إلى 1976.يعتبر عام 1966 إلى منتصف عام 1970 هو الفترة الفارغة فى تاريخ أدب الطفل الصينى.إذ تعرضت الأوساط الأدبية بأدب الطفل لدمار و تم النظر إلى العديد من الأعمال الممتازة على أنها سامة وتعرضت للنقد.كما تعرض نقاد و القائمين بأعمال النشرومحررين وكتاب أدب الطفل إلى نقد قاسي ،كما تم إيقاف دور النشر ،وما يقومون بنشره من أعمال لأدب الطفل ،كما حٌلت التنظيمات الأدبية واتحاد الكتاب وجميع المنظمات الخاصة بأدب الطفل على مستوى الدولة.وتحول أدب الطفل من حديقة مثمرة إلى أرض بور.
المرحلة الثانية فى أدب الطفل فى فترة الثورة الثقافية من 1971 إلى 1976،ففى عام 1971 بدعم (شوان لاى)،تحولت جميع الأعمال فى جميع المجالات للأفضل.وفى هذا العام أعلن عقد ندوة لأعمال النشر على مستوى الدولة مشيرا إلى إعادة فتح مكتبات ،إجراء جرد وبدءأعمال نشر مكتبية ومن ثم عاد تدريجيا نشر و تأليف أعمال أدبية خاصة بأدب الطفل .ففي نهاية عام 1971 ،قامت دار نشر الشعب الأدبية بنشر مجموعة أعمال لأدب الطفل مثل (فتاة البحر)،(دوى فى الغابة) و قامت تباعا بقية دور النشر على مستوى المقاطعات بنشر و تأليف أعمال لأدب الطفل.وفى مجال التأليف لادب الطفل ،توقف كتاب أدب الطفل الذين حققوا إنجازات فى فترة ال السبعة عشر سنة قبل الثورة الثقافية لتعرضهم لصدام فى فترة الثورة ،فظهر كٌتاب و أدباء جدد ممارسين للأدب الطفل مثل )جانغ وان لين)،(وان لان)،(يانغ تشياو)وغيرهم.وهناك بعض الأعمال التى لها تأثير فى فترة العشر سنوات للثورة الثقافية ففي مجال القصة نجد:( المطر الأحمر)ليانغ تشياو،(النجم الأحمر المضئ)ل لي تشين تيان،(البطل الصغير بعد الحرب)ليان ذي جين.فى مجال الشعر نجد :أنشودة(تشو شويي باو) لجين شوين هوا.جميع الأعمال المذكورة سابقا ماعدا (النجم الأحمر اللامع ) تأثرت بالمناخ السياسى مما جعل أدب الطفل يدخل فى نطاق الصراع الطبقي.وطبقا لهذه النظرية فإن أى كاتب لايكتب عن الصراع الطبقي يعد بعيدا عن المناخ العام .كل الأعمال المذكورة سابقا إن كانت تفتقد الشفافية و الوضوح ولكن لأن مجال أدب الطفل كان كأرض بور لمدة طويلة فالأطفال كانوا مهمشين، لذا كانت هذه الأعمال سواء كثيرة أو قليلة تكفي احتياجاتهم.لذا عند نشر هذه الأعمال كان لها تأثير لدى القراء.ومن هذا المنطلق أصبحت لهذه الأعمال قيمة تاريخية.فإذا تحدثنا بموضوعية فإن الخطأ في هذه الأعمال لايٌلام عليه الكاتب ولكن هذا هو حال هذه الفترة،وجود هذا الشكل للكتابةوالموضوعات يسمح بفرصة للنشر.وتعد العشر سنوات طريق ملئ بالصعوبات وصفحة مريرة فى تاريخ أدب الطفل الصينى المعاصر.
منذ بداية الثورة الثقافية ،اعتمد الشعب على حماس وإخلاص قادة الحزب الشيوعى الصينى ،حماستهم تجاه قضية الثورة لذا جزء كبير من شعر الأطفال فى هذه الفترة تغنى بالحزب الشيوعى ،تغنوا بالطريق السياسي والحركات الجماهيرية ،تغنوا بالاشتراكية والتى حققت إنجازات ضخمة.وأعمال الشعر في هذه الفترة مثلها كمثل أى عمل أدبى كان لابد لها من دراسة نماذج للأعمال ورسم رموز بطولية ،وبذلك أصبح شعر الاطفال ضحية للنظريات والافكار الرجعية .فإذا كان الشعر قبل عام 1974 يتسم بالطابع السياسي بوضوح ففي النصف الثانى من عام 1974 أصبح الطابع السياسي أشد وأقوى.وبالنظر إلى هذا الشعر المفعم بالنفعية السياسية نجد تبحره فى الموضوع مباشرة أبرز مزاياه.ومن ناحية التعبير الفنى فالتجديد فيه قليل ،و اللغة الشعرية مكررة وغير ممتعة كما أنها لغة شفوية ،تردد كالصدى كما لو كان جميع أنواع الشعر نموذج واحد مكرر.وهذا النوع من الشعر بلا تأثير فنى ،ولا يمثل الشعر فى جماله ورونقه ولكنه متناسب مع التوقيت في هذه الفترة (فترة الثورة الثقافية)لأدب الطفل.فعلى الرغم من تحكم عصابة الأربعة فى الشعب ،لكن هناك عدد ليس بقليل من الكٌتاب و المعلمين كان لديهم شعور بالمسئولية القوية تجاه الجيل القادم للدولة الأم،واتخذوا من الحياة انطلاقا لهم لكتابة بعض الأغانى والأشعار للأطفال مثل (الشلال)لسونج سونج ،وعصفور الثورة ل (لي جي)وغيرها .وهذه الأعمال الشعرية فتحت مجال للرمز في الأعمال الأدبيةوبالتالى أصبح هناك قيمة فنية للأعمال.
تدعو الأعمال الأدبية لأدب الطفل فى فترة الثورة الثقافية للأسف،ليس فقط لقلة عددها وإنما أيضا لفقر جودتها.فالشكل الأدبي لأدب الطفل كان بسيط للغاية،والحكايات والقصص الشعبية من الصعب فصل سماتها الأدبية عن الصراع الطبقي وبالإضافة إلي ذلك فأغانى الأطفال تحولت لأداة للحركات السياسية ومن ثم قلت الأعمال الأدبية من نثر ومسرح وشعر. وأصبح هناك وجود للقصة فقط حيث انقسمت إلي ثلاث أنواع في هذه الفترة :
الأول :هذا النوع ينطلق فيه الكاتب من الحياة ويعتمد على مصداقيته الفنية وحماسته الكتابية.مثل:النجم الأحمر اللامع ل (لي شين تيان).
الثانى:على الرغم من تأثر الأعمال الأدبية بالفكر السياسي لهذا الوقت و النظريات الأدبية الإ أن هذه الأعمال كان لها أساس من الحياة وشعور فنى صادق.مثل (الطبيب الحافى) ليانغ شياو
ومثل هذه الأعمال كان لها تأثيرها لدى القراء.
الثالث:هذا النوع من الأعمال الأدبية تأثر بالمؤامرات السياسية للنزاع من أجل السلطة.وهذا النوع من الأعمال ملئ بالمعنى السياسي ومستواها الفنى ضعيف.
3-اتجاهات تطور ادب الطفل الصينى المعاصر فى الفترة الجديدة:
بعد انتهاء الثورة الثقافية والإطاحة بعصابة الأربعة ،نالت أعمال تأليف ونشر أعمال أدب الطفل اهتمام الناس. وتطور أدب الطفل تزامنا مع الفترة الجديدة. ولكن هذه الأعمال الخاصة بأدب الطفل كان طابعها السياسي مختلطاًبالطابع الأدبى وفكر الكبار مختلطاًبفكر الأطفال. كما أن هذه الأعمال لم تهتم بصفات الأطفال وسمات أدب الطفل.ونقطة التحول فى أدب الطفل فى الفترة الجديدة تتمثل في أكتوبر عام 1978 عندما اتحد كل من وزارتى التربية والثقافة والاتحاد النسائى واتحاد الكٌتاب واتحاد الأدباء فى جيانغ شي بجبل لوشان معلنين عن مؤتمر لنشر أعمال أدب الطفل.وناقش مؤتمر (لو شان)قضية الضوابط الفنية لادب الطفل كما طرح ضرورة تحلى أدب الطفل بصفات الاطفال ،يكون الأدب ملئ بالمعرفة و المرح،يعمل على تنوع الموضوعات والشكل الأدبىيطبق بحزم وثبات عدد من المبادئ الهامة.كما قام المؤتمر بالعديد من الإعدادت لأدب الطفل،إذ رفع من مستوى أعمال الأطفال وعزز كيانات نشر أدب الطفل،طور من تحرير أدب الطفل، كما أعاد نظام تقدير ومكافآت أدب الأطفال.
فى أوائل الفترة الجديدة،استمر عدد من الكتاب الكبار فى الكتابة للأطفال مثل:بينج شين،جانغ تيان يى،يان ون جينغ،تشن بوا تشيو.كما ظهر جيل من الكٌتاب الشباب فى مجال التأليف لأدب الطفل امثال:جاو بينغ بوا ،بان ما وغيرهم.وتطور أدب الطفل الصينى فى الفترة الجديدة ،كان له ارتباط وثيق بوضعين، الأول :تحول المجتمع الصينى من سياسة التخطيط الموجه إلى سياسة السوق وذلك بعد ثورة الانفتاح مما أدى الى تحول فى هيكل المجتمع مما كان له أثر على نشر وكتابة الأدب.الثانى:اقتصاد السوق وما يحتويه من تقنية فى المعلومات والتى كان لها أثر على العالم بأسره.
منذ الفترة الجديدة ،ظهرت أعمال شعرية فى أدب الطفل تحتوى على أسلوب فنى وفكرى مثير للانتباه.ومحتوي الشعر فى هذه الفترة نجد فيه ما يحن إلى شهداء الجيل القديم فى ثورة البروليتاريا مثل خى يان وقصيدة (جدى )،نجد أيضا ما يعكس سعادة ومرح الناس بحلول الربيع مثل جاو فان وقصيدة (نحن ننطلق من هنا).ولقد سار شعر الاطفال فى طريق الازدهار بعد نهاية عام 1978وذلك مع الإعلان عن المؤتمر الأول لنشر أعمالأدب الطفل على مستوى الدولة والذى كان له دور جيد فى دفع تأليف شعر الاطفال.
موضوعات "أدب الجراح" فى قصص الأطفال نالت اهتمامهم للتعرف على المجتمع،وبهذا تطور مجال الموضوعات فى أدب الطفل ،إذ لم يعد يقتصر على كتابة حياة الأطفال بل تطرق أيضا إلى عالم الكبار و التعبير عن مأساتهم وأحزانهم.تزامنا مع فهم الناس العميق للثورة الثقافية و التحولات فى المجتمع ،طالب المجتمع الأدب باحتوائه على قدرة توضيحية فنية وفيرة وبصيرة فكرية عميقة تمكنه من تلخيص والتعريف بمراحل التاريخ المختلفة،ومن خلال رموز فنية بالتعبير عن هذا النوع من المعرفة وهذا كله كان خلفية ظهور (أدب إعادة التفكير) .
لأن الأطفال لهم شغف طبيعى تجاه الحيوانات ،أصبح الحيوان زاوية مهمة لا يمكن الاستغناء عنها فى هذا الحقل الملئ بالزهور(أدب الطفل)و هناك قصص تحتوى على حيوانات بسيطة وهناك قصص يشارك فيها الانسان ،واذا قسمنا طبقا للموضوعات ،نجد موضوعات تقليدية وموضوعات مجتمعية وموضوعات تدعو للحفاظ على البيئة.،ويمكن تقسيم المغزى إلى مغزى أخلاقي ،سياسى ،معرفى ،رمزى،استكشافى .
الباب الثانى:المغزى الاخلاقى والسياسي لادب الطفل فى الأدب الصينى المعاصر مختارات من اعمال أدب الطفل للأديب جين جين والاديبة جا تسوى لين.
تتناول الباحثة فى هذا الباب المغزى الأخلاقى و السياسى لأدب الطفل فى الأدب الصينى المعاصر وذلك من خلال تحليل مختارات من أعمالالأديبين جين جين وجا تسوى لين.
الفصل الأول: المغزى الاخلاقى فى أدب الطفل فى الأدب الصينى المعاصر مختارات من اعمال الاديب جين جين.
يتناول هذا الفصل السيرة الحياتية للأديب جين جين كما يتم تحليل عددا من قصصه لابراز مغزاها الاخلاقى .جين جين هو ابن فلاح فقير ،درس ثلاث سنوات فقط بالمدرسة وعندما كان عمره 12 سنة، كان متدرباص ،وبجهده وتعلمه سار فى طريق التأليف الأدبى ،ومنحت أعماله ملايين من الاطفال السعادة على الرغم من طفولته المليئة بالدموع.ولقد كرر جين جين فى العديد من المواقف أنه اذا اعترفنا بأن الأديب الذى يكتب للطفل هوبمثابة مهندس ومصمم لروح الاطفال ،لذا عليه العمل بدرجة حازمة وصارمة وعند كتابة حكايات ذات مغزى أخلاقي لابد من إيضاح الفرق بين الخبث و الطيبة،الجمال والقبح.
قصة(قطة صغيرة تصطاد سمكا):
حكاية قصيرة نشرت عام 1950 ،تصف القطة الأم ولديها طفلين ماو ماو ومى مى .وفى يوم ما اصطحبت القطة الأم أطفالها لصيد السمك وفى وقت الصيد انشغل القط مى مى باللعب مع الفراشات ولم يستطع صيد سمكة.على عكس أخته ماو ماو والتى كانت تركز فى الصيد واستطاعت صيد مجموعة من السمك مما دفع الأم إلى توبيخ القط مى مى و شعوره بالحزن.وبعد تناول الغداء ذهب مى مى بمفرده للصيد ومع تركيزه الشديد استطاع صيد سمكة كبيرة .الحكاية اعتمدت على الرموز لتقريب الصورة لذهن الاطفال ،ومن خلال التحول و التغيير الذى حدث للقط مى مى استطاعت الحكاية إيضاح أهمية التركيز والإخلاص فى القيام بأى عمل .الحكاية تحتوى على روح الفكاهة و المرح كما تشتمل على مغزى أخلاقى للاطفال.
قصة(الديك المغرور) :
تروى حكاية ديك مغرور جميل ،جرئ وشجاع مما يجعل من الصعب الحصول على ديك مثله فى المدينة.واستطاع الكاتب من خلال رمز الديك إيضاح عاقبة الغرور للأطفال إذ نجده فى النهاية يشعر بالضيق و الحزن من سخرية باقى الحيوانات منه.فجين جين يود من خلال رمز الديك تعليم الاطفال أن التواضع يؤدى للرفعة والغرور يؤدى إلى السقوط،كما استخدم رمز الصرصار لإيضاح استخدام الشجاعة لتحقيق الأهداف وليس للتباهى بها.
قصة (صياد الثعلب):
تحكى عن خوف أهالى قرية جبلية من صورة ثعلب مرسومة على قطعة صخرية ،وجعله رمز للتخويف.ولكن صعد أحد الصياديين ببندقيته الجبل وأفزعه الثعلب فوجه بندقيته تجاه الثعلب مطلقا بعض الطلقات و فى النهاية مات الثعلب.من خلال هذه القصة ود الكاتب تعليم الاطفال عدم تصديق الشائعات الساذجة لان الناس يبالغون بالشائعات ويخدعون الناس.
قصة(البط الصغير يتعلم السباحة):
حكاية قصيرة تروى قصة البطة الأم ورغبتها فى تعليم ستة من البط السباحة ناحية النهر محفزة إياهم على التحلى بالشجاعة فى التعلم .ولقد قفز جميع البط فى النهر ماعدا (شياو هوانغ ماو)لم يقفز معهم وظل واقفا على ضفة النهرخائفا .وفى نفس الوقت حضر الأوز أيضا لتعلم السباحة ، لمعرفة من يستطيع السباحة بشكل أفضل،الأوزأم البط.
استطاع جين جين من خلال الرموز المقربة للطفل تعليم الأطفال أهمية الأصدقاء فى حياتنا
إذ نجدهم فى القصة يساعدوا شياو هوانغ ماو على التعلم والفوز فى مسابقة السباحة.فأوضح الكاتب أهمية التعاون و الوقوف يدا بيد ،كما ان الكاتب استخدم رمز شياو هوانغ ماو لاظهار الفرق بين الشجاعة والجبن .فنجد جبن شياو هوانغ ماو جعله لم يتمكن من تعلم السباحة وعند مشاركته فى مسابقة السباحة ظل واقفا على الضفة .ولكنه استطاع فى النهاية ان يعتمد على نفسه و يتجرأ على التعلم وبالتالى أصبح شجاعا وقويا.
الفصل الثانى :المغزى السياسى لادب الطفل فى الادب الصينى المعاصر مختارات من أعمال الاديبة جا تسوى لين :
يتناول هذا الفصل السيرة الحياتية لللأديبة جا تسوى لين كما يتم تحليل عددا من قصصها لإبراز المغزى السياسى.فجا تسوى لين باحثة ومطالبة بالتغيير ،منحت اللأطفال روح جميلة .وانجازاتها تتمثل فى اتجاهين :التأليف الأدبى و الأنشطة الادبية وشكل هذان الاتجاهين شخصية جا تسوى لين الأدبية.ولدت يوم 25 فبراير من عام 1930 ،وتعرف باسم جا لين ،يينغ لين ولكنها تستخدم اسماً أدبياً هو جا تسوى لين.ولدت جا تسوى لين فى قرية لأسرة فقيرة،وعلى الرغم من أن عائلتها لم تنمحها السعادة ولكنها كانت تحب ذكرياتها فى هذا المنزل.بعد تخرجها من المدرسة الابتدائية وصلت إلى بكين للدراسة .وأعمال جا تسوى لين الأدبية صادقة ،ففي عام 1954 تم تقييمها كأحد الأعضاء البارزين فى مدينة بكين ،وفى عام 1950 شاركت بالمؤتمر الاول للشباب على مستوى الدولة.
قصة(زهرة العنب البرية):
حكاية تتناول وفاة والدة فتاة عندما كان عمرها عشر سنوات وكانت تلقب بالحمامة البيضاء وتولت زوجة أب هذه الفتاة شئون المنزل.وكانت ابنتها عمياء، فأفسدت زوجة الأب عيون ابنة زوجها(الملقبة بالحمامة البيضاء)الشفافة الجميلة وأصبح عالمها مظلم..ولكي تستعيد الرؤية استعانت بحمامتها الصغيرة المحببة إليها وذلك من خلال العديد من الصعوبات وفى النهاية عثروا على زهرة العنب البرية فى أحد الوديان ،فعاد النظر لعينيى الفتاة .وفى النهاية عادت إلى القرية وعاشت فى سعادة مع أهل قريتها بعد وفاة زوجة أبيها الشريرة.
استخدمت الكاتبة كلمة العمى وعملت على تكرارها داخل القصة لتظهر ظلام المجتمع الصينى قبل تأسيس الدولة واعتمدت على فقدان بصر الفتاة (بطلة الحكاية)لبيان الوضع المظلم للمجتمع قبل تأسيس الدولة.الكاتبة أيضا اعتمدت على أسلوب الحوار لاظهار العلاقة الوطيدة بين الحمامة والبطلة،وهذا نال إعجاب القراء.ومن ثم يمكننا القول أن الكاتبة تختار الرموز المناسبة لإيضاح الأوضاع داخل المجتمع.الكاتبة من خلال أسلوب المقارنة بين وضع الفتاة بعد فقدانها البصر وبين إبصارها ،اظهرت صورة ناجحة لأوضاع المجتمع الصينى قبل وبعد تأسيس الدولة.
قصة (الخنزير الكاذب) :
أساليب حكايات جا تسوى لين متعددة. من ضمن هذه الأساليب الواقعية ،هذا النوع من الحكايات لغتها جميلة، كما انها تحتوى على نوع من الفلسفة.كما ان هذه الحكاية تحتوى على نكهة من السخرية وهذه السخرية تتمثل فى مرض الخنزير الصغير وحبه للكذب،وهذا بالطبع يعكس بعض طباع الناس المتدنية فى المجتمع ،فمرض الكذب مصاب به العديد من الناس وقول الحق أصبح غريبا.ولقد اعتمدت جا تسوى لين على أسلوب الحوار لبيان كيف يخدع الخنزير الناس فى السوق اذ يخدع الناس جميعا على اختلاف اعمارهم مؤكدا قدرة العشب الذى يبيعوه على علاج الأمراض وإطالة العمر ومنح الوسامة .قدمت جا تسوى لين للأطفال أهمية الصدق فى حياتنا من خلال رمز الخنزير وخاصة بعد تأسيس الدولة .أوضحت اأهمية الصدق بيننا فى المجتمع لتتقدم الصين ومن خلال نهاية الخنزير أظهرت أن الشخص الجيد يلقي مصيرا جيد اوالشخص السئ يلقى مصيرا سيئا.
قصة (المزارع العجوز):
الجد وان شون محب ومدمن لزراعة الزهور.بعد الانتهاء من هذه القصة وتقييمنا للعجوز الذي يزرع الزهور يتضح ان هذا العجوز مخلص ويمكنه التخلى عن أى شئ من أجل الزهور وزراعتها.فنجد أن الزهور أصبحت أهم شئ فى حياته.فبدون الزهور حياته فارغة ،بدون الأزهار حياته بلا قيمة.استطاعت الكاتبة غرس حب الوطن فى نفوس الأطفال من خلال الرجل العجوز وحبه للزهور على الرغم من كبر سنه. كما أنها قدمت للأطفال سر تقدم الدول وهو حب الدولة والتفانى فى العمل.وهذا نابع من شعورها بالمسئولية ،فهى قدمت درسا ناجحا للأطفال غير مباشر من خلال رمز الجد وحبه للزهور.
قصة (العيش داخل ألوان الحياة):
عنوان هذه الحكاية يعكس الأوضاع داخل مجتمعنا ،فهو يناقش مواقف حياتية مختلفة.فنجد (دو جوان خوا)و(شوانغ يى تساو)شخصيتين متعارضتين .احداهما مخلصة والأخرى أنانية وتعكس اقوالهم وأفعالهم حياتهم كما تعكس سلوكيات الناس .فدو جوان خوا جميل ولكن للأسف الحق به غروره ضررا ،شوانغ يى تساو بسيط وعطوف لذا نال حب القراء.استطاعت الكاتبة من خلال رمز شوانغ يى تساو إظهار قيمة العطاء واهمية مساعدة الغير.
أرادت الكاتبة إيضاح سبب السعادة وذلك من خلال رموز محببة للأطفال.وبالتالى تكون قد حفزت الأطفال على المنح والعطاء من أجل تطور المجتمع والدولة،كما أنها استخدمت أسلوب المقارنة بين شخصيتين لإظهار اختلاف الصفات داخل المجتمع.
الخاتمة
نوضح من خلالها أهم ماتوصلت إليه الباحثة للمغزى الأخلاقى والسياسي لأدب الطفل فى الأدب الصينى المعاصر من خلال تحليل مختارات من أعمالالاديبين جين جين وجاتسوى لين
ملحق الرسالة
المراجع:
وتنقسم إلى مراجع صينية وإنجليزية وعربية وبعض مواقع الإنترنت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق