الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

حب الابناء فنّ صعب

الصغير المدلّل
يدهشني الصغيرالذي لا حول له ولا طول، يدهشني الطفل الرضيع على تلك الحضانة التي تنتظره وهو لا يدري. ولا يعرف الطفل الرضيع الا الصين لسبب واحد غير طبيعيّ وهو تحديد الانجاب لفترة غير بعيدة بواحد. ومن هذا الحرمان القسري ولدت عبارة " الطفل الامبراطور"، ولكن كل طفل امبراطور!
ماذا أقصد بذلك؟
أقول دائما على المرء أن يتزود بنظرتين: نظرة نسر ونظرة دودة!
يظنّ البعض أن الولد يترعرع في بطن واحد!
هذا ما تقوله عين الدودة.
ولكن ماذا تقول عين النسر؟
يجيء الطفل من بطن واحد ظاهرا، ولكن كم بطن حمله قبل أن يصل إلى بطن أمّه؟
كم بطن حمله ليصل من رحم حوّاء إلى رحم أمّه؟
وكم صلب حمله ليصل إلى صلب أبيه؟
آلاف السنوات عبر دون أن يصاب بأذى والدليل أنه خرج من بطن أمّه!
دعنا ممّا قبل الولادة، ولننظر في الولادة، يجيء هذا الذي لا يقوى على العيش بمفرده ومعه أمه وأبوه وجدّه لأمه وجدّه لوالدته، وجدته لأمه، وجدته لوالدته كحد أدنى. وقد ينقص أو يزيد وقد يصل العدد إلى مرحلة الصفر في حالة اللقطاء!
ولكن حتّى اللقيط ينظر إليه من منظور آخر!
( اللقيط في نظري آدم صغير! بشكل من الأشكال، لا يصحّ لأي إنسان أن يكون آدم!)
عودة الى الطفل.
ما معنى ان تكون انت الرضيع في رعاية ستة أشخاص ؟
إن الله يحميك بستّ تجارب وخبرات، ويمدّ بينك وبين هذه الخبرات جسورا.
أمامك وبشكل حميم تجارب تنقل إليك بالمجّان ، تنقل إليك مع الحليب ، ومع الحبّ، ومع القبلات، ومع الدلال، ومع العطف.
ستّة أشخاص هم أساتذتك ومثلك الأعلى وفرحك.
أحيانا يقع خللا في هذا البناء السباعيّ عبر ما يعرف " بالحماة والكنّة".
الكنّة ـاخذ موقفا من حماتها.
غباء الكنّة يمنعها من رؤية الأذى الذي ترتكبه بحقّ وليدها.
حين تقطع الكنة علاقتها مع حماتها: تكون كأنّها تقول لفلذة روحها: يا حبيبي سأحرمك من خبرة جدّتك، سأمنعك من أن تأخذ خبرة جدّتك، وحنكة جدّتك، سأمنعك يا حبيبي من التزوّد بخبرة قد تكون هي ردعك او ترسك او متراسك في يوم من الأيّام. سأحرمك يا حبيبي وأمنعك من الحصول على مفاتيح لأبواب كثيرة قد تكون مغلقة أمام مسارك.
وقد تأخذ الحماة موقف الكنّة.
وقد يأخذ الأب موقفا من والد زوجته فيقع في حرمان ابنه من فرص كثيرة قد تكون سبب غصصه في المستقبل.
حبّ الأبناء فنّ صعب!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق