مع الصديق فؤاد 熊亮 |
عالم الأسماء في الصين
يذهب بك إلى أمامن لا تتوقعها. أذناك تصابان بالدهشة والاستغراب.
كان الدليل لنا في رحلتنا إلى بكين وشنغهاي ، وهو دليل شديد اللطافة والحفاوة، اسمه العربي " فؤاد" ، فمن يدرس العربية يختار لنفسه اسما عربيا، ومن يختار الفرنسية يختار لنفسه اسما فرنسيا وهكذا.
ولكن اسمه الصيني 熊亮
شْيونْغْ لْيانْغْ.
معنى اسمه ، عادة، يتوارى خلف غموض اللفظ.
حين شرحت اسمه للدكتور مسعود ضاهر ، رئيس جمعية الصداقة اللبنانية_الصينية ظنني أمزح، أو أفسر معنى الاسم نفسيرا حرفيا يبعده عن مقاصد من سمّى.
وهذا ممكن فلست فطحلا بالصينية، وأنا أعرف تماما ان دلالتها زئبقية، ولكني كنت متأكدا من الإسم، فلقد قرأت كتابا للكاتبة الفرنسية فيفيان آلتون Viviane Alleton المتخصصة في اللغة الصينية وذات الكتب الصينية الكثيرة حول اللغة الصينية والأدب الصيني، واسم الكتاب Les chinois et la passion du nom.
كلمة passion ليست عارضة وليست عبثية في العنوان بل هي تلخص علاقة الصيني بالأسماء ، وهي علاقة حميمة، طريفة، مخالفة لعاداتنا في التسمية.
توجهت بالسؤال الى صديقي الصيني العزيز طالبا منه أن يشرح لي معنى اسمه، فقال: الدبّ اللامع. فقلت له : اما أنا فقد ترجمت اسمك بعبارة : الدبّ المتألّق. فابتسم وقال لي: ترجمتك أحلى من ترجمتي. ومن يستغرب اسم الدب عليه ان يستغرب اسم أسد وفهد وشبل وأسامة التي تعني الأسد وبني كلب وكليب وكلاب في أسمائنا العربية.
كل ما في الأمر ان الدب ليس شائعا في التسمية العربية!
وكنت اليوم أقرأ في كتاب صينيّ فمرّ معي اسم شخص هو جيان قوه 建国 . ويعني اسمه " بناء الوطن أو بناء الدولة".
درج في عصرنا العباسي اسماء من هذا القبيل ك سيف الدولة وصمصام الدولة وعماد الدين وصلاح الدين ولكنها لم تكن أسماء وإنما القاب. وفرق بين الاسم واللقب!
لفت نظري اسماء كثيرين تشكل كلمة " قوه 国” مقطعا من اسمه كالمستعرب الذي اختار لنفسه اسما عربيا هو بسّام ، واسمه الصيني تشينغ قوه 庆国 ، ومعناه عيد الوطن أو الاحتفال الوطني.
ومن المؤكد ان يستغرب من لا يعرف فلسفة التسمية الصينية وراء هذه الاختيارات.
ولكن هناك ملاحظة احب أن ابديها وهي ان الصينيّ يشعر باعتزاز شديد بوطنه، ويشعر بانتماء عميق، ويظهر حبه لوطنه في سلوكه كما في اسمه.
الاسم هنا ولاء وانتماء ومشروع بناء ونهضة.
الاسم مسؤولية يحملها الصيني برحابة صدر .
ووراء كل اسم حكاية.
اسماء الناس حكايات واحلام وتطلعات ومشاريع.
كان الدليل لنا في رحلتنا إلى بكين وشنغهاي ، وهو دليل شديد اللطافة والحفاوة، اسمه العربي " فؤاد" ، فمن يدرس العربية يختار لنفسه اسما عربيا، ومن يختار الفرنسية يختار لنفسه اسما فرنسيا وهكذا.
ولكن اسمه الصيني 熊亮
شْيونْغْ لْيانْغْ.
معنى اسمه ، عادة، يتوارى خلف غموض اللفظ.
حين شرحت اسمه للدكتور مسعود ضاهر ، رئيس جمعية الصداقة اللبنانية_الصينية ظنني أمزح، أو أفسر معنى الاسم نفسيرا حرفيا يبعده عن مقاصد من سمّى.
وهذا ممكن فلست فطحلا بالصينية، وأنا أعرف تماما ان دلالتها زئبقية، ولكني كنت متأكدا من الإسم، فلقد قرأت كتابا للكاتبة الفرنسية فيفيان آلتون Viviane Alleton المتخصصة في اللغة الصينية وذات الكتب الصينية الكثيرة حول اللغة الصينية والأدب الصيني، واسم الكتاب Les chinois et la passion du nom.
كلمة passion ليست عارضة وليست عبثية في العنوان بل هي تلخص علاقة الصيني بالأسماء ، وهي علاقة حميمة، طريفة، مخالفة لعاداتنا في التسمية.
توجهت بالسؤال الى صديقي الصيني العزيز طالبا منه أن يشرح لي معنى اسمه، فقال: الدبّ اللامع. فقلت له : اما أنا فقد ترجمت اسمك بعبارة : الدبّ المتألّق. فابتسم وقال لي: ترجمتك أحلى من ترجمتي. ومن يستغرب اسم الدب عليه ان يستغرب اسم أسد وفهد وشبل وأسامة التي تعني الأسد وبني كلب وكليب وكلاب في أسمائنا العربية.
كل ما في الأمر ان الدب ليس شائعا في التسمية العربية!
وكنت اليوم أقرأ في كتاب صينيّ فمرّ معي اسم شخص هو جيان قوه 建国 . ويعني اسمه " بناء الوطن أو بناء الدولة".
درج في عصرنا العباسي اسماء من هذا القبيل ك سيف الدولة وصمصام الدولة وعماد الدين وصلاح الدين ولكنها لم تكن أسماء وإنما القاب. وفرق بين الاسم واللقب!
لفت نظري اسماء كثيرين تشكل كلمة " قوه 国” مقطعا من اسمه كالمستعرب الذي اختار لنفسه اسما عربيا هو بسّام ، واسمه الصيني تشينغ قوه 庆国 ، ومعناه عيد الوطن أو الاحتفال الوطني.
ومن المؤكد ان يستغرب من لا يعرف فلسفة التسمية الصينية وراء هذه الاختيارات.
ولكن هناك ملاحظة احب أن ابديها وهي ان الصينيّ يشعر باعتزاز شديد بوطنه، ويشعر بانتماء عميق، ويظهر حبه لوطنه في سلوكه كما في اسمه.
الاسم هنا ولاء وانتماء ومشروع بناء ونهضة.
الاسم مسؤولية يحملها الصيني برحابة صدر .
ووراء كل اسم حكاية.
اسماء الناس حكايات واحلام وتطلعات ومشاريع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق