قصّة طريفة أخبرني إياها صديق، وهي حصلت في إحدى الجامعات مع أستاذ حدّد وقتاً لإجراء امتحان حول مادّة يعلمها في كلية الهندسة. أراد أربعة من طلاب الصفّ ان يلعبوا لعبة تؤمّن لهم النجاح فكان كلّ ما فعلوه هو أنهم تغيّبوا يوم الامتحان لزيادة فرص النجاح! قد يبدو الأمر غريباً ولكن هذا ما كان.
حضر الطلاب الأربعة في اليوم الثاني مبرّرين للأستاذ غيابهم القسريّ بعذر شرعيّ! وفي طيّ الأعذار الشرعية أعذار كثيرة لا تربطها أيّ صلة نسب بكلّ ما هو شرعيّ. وراح الطلاّب يشرحون له أسباب الغياب فالسيارة التي كانت تقلّهم إلى الجامعة انكسر محور أحد دواليبها. حاولوا عبثاً تأمين سيّارة بديلة للوصول في الوقت المحدّد، ولكن لم يحالفهم "دولاب" الحظّ.
تقبّل الأستاذ الحجّة (الواهية) بقبول حسن فهو لا يريد حرمانهم من حقهم في الامتحان حتى ولو كان في الأمر" إنّ "، فعيّن لهم وقتاً لإجراء الامتحان. ولكن الأستاذ، فيما يبدو، كان يمرّق ألاعيب الطلاب من تحت إبطه رغم أنه كان ودوداً، بشوشاً، ولكن البعض يفسر الوداد والبشاشة على أنهما ضعف وهشاشة في طبيعة الشخص، فيسقطون في شراك نصبوها لغيرهم.
ولا ريب في ان تجميع ألاعيب الطلاب مع الأساتذة في كتاب يشكل صفحات مشوقة جدا للقراءة. كان عدد من الكتّاب الذين مارسوا مهنة التعليم يعرضون بعض "فصول" الطلاب في مؤلفاتهم منهم الأديب إبراهيم المازني المعروف بالنباهة والفكاهة. في أي حال، تستحقّ ألاعيب الطلاب وأكاذيبهم دراسات اجتماعية لأنها تسفر، لا ريب، عن أسرار حياتية غنية.
كان الطلاب الأربعة يعتقدون أنّ لعبتهم هذه سوف تسمح لهم بدراسة مسابقة الدورة التي تغيبوا عنها، وتكوين فكرة عن كيفية الأسئلة التي يطرحها الأستاذ للفرار من فخاخ يحتمل أن ينصبها لهم. فالمسابقة الأولى قد تكون مفاجأة غير سارّة أحيانا لأن الطالب لا يكون على علم بالاستراتيجية التي يعتمدها الأستاذ في وضع الأسئلة، وعليه فان التوقعات قد تصاب بخيبة أمل، وهم حذرون، وأملهم حسّاس! لا يريدون له ان يصاب بخيبة من أول مسابقة.
اخذوا أسئلة المسابقة الأولى من زملائهم.عرفوا استراتيجية الأستاذ جيدا، تجهزوا لشتى الاحتمالات، وانتظروا يوم الامتحان الذي حدده الأستاذ لهم. وصلوا هذه المرة على الوقت، وهم على أتمّ استعداد. أعلن الأستاذ بأنّ كلّ واحد سيكون في غرفة منفصلة حتى لا يكون هناك أي مجال لتمرير كلمات فيما بينهم تقضي على مفعول الامتحان.
بهت الطلاب الأربعة، لجوء الأستاذ إلى تفكيك مجموعتهم فاق توقعاتهم. أعطى لكل طالب ورقة الأسئلة مطويّة في مغلّف مختوم. استغرب الطلاب سلوك الأستاذ متسائلين: ما له يتعامل مع الأسئلة وكأنها سرّ من الأسرار ؟
ورقة الأسئلة كانت تضمّ سؤالَيْن بسيطَيْن وهيّنَيْن. علامة السؤال الأوّل خمسٌ وعشرون من مائة، وعلامة الثاني خمس وسبعون من مائة. لم يكن سبب الفارق في العلامة أنّ السؤال الثاني أصعب من الأوّل، إذ كان يمكن للثاني ان يكون أسهل من الأوّل بآلاف المرات، وكان يمكن له أن يؤمّن نجاحاً سهلاً وبعلامة جيدة للطلاب الأربعة لو كانت قصة دولاب السيارة حقيقية، لأن السؤال الثاني كان طلبا بتحديد محور أي دولاب انكسر من الدواليب الأربعة وأدّى إلى تأخرهم عن موعد الامتحان الأوّل.
ارتبك الطلاب، لم يخطر ببالهم ان يتحوّل الدولاب إلى سؤال في المسابقة، وعدم صحة قصة الدولاب يجعل من كل إجابة نواة فضيحة، فهم لم ينسقوا مع بعضهم، فقد يحدد الطالب الأوّل الدولاب الأمامي الأيمن والثاني دولابا آخر. احتمال تضارب الإجابات كبير جدا، وأغلب الظن أن التضارب حاصل وهو لن يكون في صالحهم على الإطلاق، كما أنّ عدم الإجابة ليس بمقدوره محو آثار الكذبة.
كان دولاب الامتحان كدولاب الدنيا طاحناً لعلاماتهم. والأستاذ قام بما قام به لأنّه لا يحبّ الظلم والافتراء، وأراد أن يظهر للملأ براءة "دولاب السيارة" من عرقلة وصولهم.
حضر الطلاب الأربعة في اليوم الثاني مبرّرين للأستاذ غيابهم القسريّ بعذر شرعيّ! وفي طيّ الأعذار الشرعية أعذار كثيرة لا تربطها أيّ صلة نسب بكلّ ما هو شرعيّ. وراح الطلاّب يشرحون له أسباب الغياب فالسيارة التي كانت تقلّهم إلى الجامعة انكسر محور أحد دواليبها. حاولوا عبثاً تأمين سيّارة بديلة للوصول في الوقت المحدّد، ولكن لم يحالفهم "دولاب" الحظّ.
تقبّل الأستاذ الحجّة (الواهية) بقبول حسن فهو لا يريد حرمانهم من حقهم في الامتحان حتى ولو كان في الأمر" إنّ "، فعيّن لهم وقتاً لإجراء الامتحان. ولكن الأستاذ، فيما يبدو، كان يمرّق ألاعيب الطلاب من تحت إبطه رغم أنه كان ودوداً، بشوشاً، ولكن البعض يفسر الوداد والبشاشة على أنهما ضعف وهشاشة في طبيعة الشخص، فيسقطون في شراك نصبوها لغيرهم.
ولا ريب في ان تجميع ألاعيب الطلاب مع الأساتذة في كتاب يشكل صفحات مشوقة جدا للقراءة. كان عدد من الكتّاب الذين مارسوا مهنة التعليم يعرضون بعض "فصول" الطلاب في مؤلفاتهم منهم الأديب إبراهيم المازني المعروف بالنباهة والفكاهة. في أي حال، تستحقّ ألاعيب الطلاب وأكاذيبهم دراسات اجتماعية لأنها تسفر، لا ريب، عن أسرار حياتية غنية.
كان الطلاب الأربعة يعتقدون أنّ لعبتهم هذه سوف تسمح لهم بدراسة مسابقة الدورة التي تغيبوا عنها، وتكوين فكرة عن كيفية الأسئلة التي يطرحها الأستاذ للفرار من فخاخ يحتمل أن ينصبها لهم. فالمسابقة الأولى قد تكون مفاجأة غير سارّة أحيانا لأن الطالب لا يكون على علم بالاستراتيجية التي يعتمدها الأستاذ في وضع الأسئلة، وعليه فان التوقعات قد تصاب بخيبة أمل، وهم حذرون، وأملهم حسّاس! لا يريدون له ان يصاب بخيبة من أول مسابقة.
اخذوا أسئلة المسابقة الأولى من زملائهم.عرفوا استراتيجية الأستاذ جيدا، تجهزوا لشتى الاحتمالات، وانتظروا يوم الامتحان الذي حدده الأستاذ لهم. وصلوا هذه المرة على الوقت، وهم على أتمّ استعداد. أعلن الأستاذ بأنّ كلّ واحد سيكون في غرفة منفصلة حتى لا يكون هناك أي مجال لتمرير كلمات فيما بينهم تقضي على مفعول الامتحان.
بهت الطلاب الأربعة، لجوء الأستاذ إلى تفكيك مجموعتهم فاق توقعاتهم. أعطى لكل طالب ورقة الأسئلة مطويّة في مغلّف مختوم. استغرب الطلاب سلوك الأستاذ متسائلين: ما له يتعامل مع الأسئلة وكأنها سرّ من الأسرار ؟
ورقة الأسئلة كانت تضمّ سؤالَيْن بسيطَيْن وهيّنَيْن. علامة السؤال الأوّل خمسٌ وعشرون من مائة، وعلامة الثاني خمس وسبعون من مائة. لم يكن سبب الفارق في العلامة أنّ السؤال الثاني أصعب من الأوّل، إذ كان يمكن للثاني ان يكون أسهل من الأوّل بآلاف المرات، وكان يمكن له أن يؤمّن نجاحاً سهلاً وبعلامة جيدة للطلاب الأربعة لو كانت قصة دولاب السيارة حقيقية، لأن السؤال الثاني كان طلبا بتحديد محور أي دولاب انكسر من الدواليب الأربعة وأدّى إلى تأخرهم عن موعد الامتحان الأوّل.
ارتبك الطلاب، لم يخطر ببالهم ان يتحوّل الدولاب إلى سؤال في المسابقة، وعدم صحة قصة الدولاب يجعل من كل إجابة نواة فضيحة، فهم لم ينسقوا مع بعضهم، فقد يحدد الطالب الأوّل الدولاب الأمامي الأيمن والثاني دولابا آخر. احتمال تضارب الإجابات كبير جدا، وأغلب الظن أن التضارب حاصل وهو لن يكون في صالحهم على الإطلاق، كما أنّ عدم الإجابة ليس بمقدوره محو آثار الكذبة.
كان دولاب الامتحان كدولاب الدنيا طاحناً لعلاماتهم. والأستاذ قام بما قام به لأنّه لا يحبّ الظلم والافتراء، وأراد أن يظهر للملأ براءة "دولاب السيارة" من عرقلة وصولهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق