السبت، 11 أبريل 2015

ملعقة الحكمة


ملعقة الحكمة

يحكى أنّ أحد التجار الصينين أرسل ابنه لكي يتعلم لدى أحكم رجل في العالم.وكان هذا الحكيم يسكن في قصر في قمة جبل .وعندما وصل الشاب وجد في قصر الحكيم جمعاً كبيرا من الناس .انتظر الشاب ساعتين حتىى حان لقاء الحكيم. أنصت الحكيم بانتباه إلى الشاب ثم قال له:الوقت لا يتسع الآن للكلام. وطلب منه أن يتجوّل في انحاء القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين .ثمّ قدّم الحكيم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتان من الزيت  :امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك، وحاذر أن ينسكب منها الزيت. أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتاً عينيه على الملعقة، وهو لا يستوعب سرّ قطرتي الزيت. ثمّ رجع لمقابلة الحكيم الذي بدأ بطرح مجموعة من الأسئلة: هل رأيت السجاد الفارسيّ في غرفة الطعام؟ وما رأيك بالحديقة؟ وما تعليقك على المجلدات الجميلة في مكتبتي؟ ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئاً، فقد كان همّه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة. فقال الحكيم: ارجع وتعرف على معالم القصر، فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه. عاد الفتى الى التجوال في القصر منتبها إلى الروائع الفنية المعلقة على الجدران، شاهد الحديقة والزهور الجميلة، وعندما رجع الى الحكيم قصّ عليه بالتفصيل ما رأى، فسأله الحكيم: ولكن أين قطرتا الزيت؟  نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا، فقال له الحكيم :تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك يا صغيري. سرّ السعادة هو أن ترى روائع الدنيا، وتستمتع بها دون أن تسكب أبداً قطرتي الزيت. سرّ السعادة عبارة عن توليفة بسيطة ولكن طريفة بين ما في يدك وما تراه عيناك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق