الأربعاء، 22 أبريل 2015

بين العين والهمزة وأبي نواس


قيل أنه كان لدى هارون الرشيد جاريه تسمى خالصة، و كان يحبها كثيرا و من فرط حبه لها اهداها عقدا من الجواهر يساوي الكثير و الشيء العظيم من المال ، فعلم أبو النواس بتلك الحادثة، و كان يبغضها و يكرهها (اي لخالصه) كرها شديدا لما كانت تفعل به أمام الخليفه من ذمّ و شتم ، فكان له يوما أن تحايل و وصل الى مقصورة خالصة و كتب بكلام واضح فاضح على باب مقصورتها هذا البيت :
لقد ضاع شعري على بابكم    كما ضاع عقد على خالصه.
و بعد ان كان له ما فعل عمد الى الاختباء بمكان قريب من المقصورة . فجاءت خالصه لتدخل المقصورة فرأت بيت الشعر ذاك ، و علمت أن هذا من عمل أبي النواس. و كان لها أن ذهبت الى الخليفة تشكو له ما فعل و قالت له أن يأمر بقتل أبي النواس ، غضب الرشيد من ذلك و قال لها هيا بنا ننظر ما فعل أبو النواس . فاذا كان ما قلته لي صحيحا و كان المكتوب ذلك أمرت بضرب عنق ابو النواس ... و لكن كان لأبي النواس أن نهض من مخبئه حين ذهبت خالصة تشكو للخليفه ، و عمد على حك ذنب العين في كلا الشطرين حتى باتت كأنها همزة و ذهب الى بيته . و عندما وصل الخليفة الى باب ا...لمقصورة و جد مكتوبا عليه:

لقد ضاء شعري على بابكم     كما ضاء عقد على خالصه .

و لما رأى الخليفة المكتوب قال : ان ابا النواس يمدحك و لا يسبك . فكان لخالصة أن تقدمت الى الباب و قرأت الشعر مره ثانية فعلمت حيلة ابي النواس و قالت: يا مولاي ، هذا البيت قلعت عيناه فأبصر . فنظر الخليفة الى بيت الشعر متأكدا و أخذ يضحك و علم أن أبا النواس حكّ ذنب العين حتى أصبحت همزة . فأمر بجائزة لأبي النواس و عقد آخر لخالصة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق