الأحد، 19 أبريل 2015

樂 / 乐



بعض الرموز الصينيّة لا تخلو من دلالات طريفة. تدفع المرء إلى التفكير بأمور لا تسمح له بها لغته.
ومن هذه الرموز رمز / ( الأول رمز مبسّط والثاني الرمز القديم)
لهذا الرمز لفظان، اللفظ الأوّل " ليه" ويعني الفرح، ولفظ آخر " يويه" ويعني الموسيقى.
بعض اللغات يكثر فيها الجناس الصوتي لا المكتوب.
ففي الفرنسية مثلا تجد كلمتين وكل كلمة تكتب بطريقة مختلفة ولكنهما في التلفظ يتجانسان ككلمة " sot" مثلا التي تعني الغبيّ وكلمة sceau التي تعني الختم، أو saut التي تعني القفزة.وكلها لها لفظ واحد بغض النظر عن طريقة كتابتها بسبب ان الحرف الفرنسي مراوغ كبير، فالسين تاء كما في nation مثلاً، والسين زيناً كما في raison ، ولكن ان تجد كلمة واحدة تكتب بشكل واحد ولها لفظان فهذا ما تتميّز به اللغة الصينيّة.
إن الربط الطريف بين الموسيقى وبين الفرح يعلى من شأن الموسيقى. ومن يعرف التراث الصينيّ يعرف ان احد اهم كتب التراث الصيني كتاب يحمل عنواناً شديد الوقع والإيقاع وهو كتاب الأغاني诗经 shi jing.
والأغنية لا تكتسب حضورها الفاتن الاّ بعد سريان النغم في عروق الكلمات سريان الدم في الشريان.
والطريف أيضاً ان كلمة الموسيقى اذا وضعت فوقها مفتاحا دلاليا وهو مفتاح العشب
يصير معك رمز الدواء، والمعروف ان الطبّ الصينيّ يقوم في جوهره على الأعشاب بخلاف الطب الغربي.

وهكذا ترى عينك ذلك الرابط البيّن بين الموسيقى والفرح والعافية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق