الأربعاء، 22 أبريل 2015

النضر بن شميل

وقعت له قصة مع الخليفة المأمون في إصلاح لحن يقعُ فيه كثير من الناس ذكرها أبو هلال العسكري في ديوان المعاني وابو القاسم الحريري في درة الغواص، وكانت سببًا في حظوته، وزوال ضيق معيشته ونحن نوردها هنا في مستهل هذا الكتاب ليستفاد الصواب، وينتفي الارتياب وبالله التوفيق .

قال النضر بن شميل: كنت أدخل على المأمون في سمره، فدخلت عليه ذات ليلة، وعلي قميص مرقوع فقال: يانضر ما هذا القشف؟! -القشَف رثاثة الهيئة- فقلت: يا أمير المؤمنين أنا شيخ ضعيف وحرَّ (مرو) شديد فأتبرد بهذه الخلقان - قلت: مرو أشهر مدن خراسان، يقال لها : مرو الشاهجان ، والخلقان جمع الخلق وهو الثوب البالي، قال: ولكنك قشِف- . فأجرينا الحديث إلى أن أخذ المأمون في ذكر النساء فقال حدثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس قال قال رسول الله صصص إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيها سَداد من عوز -بفتح السين- فقلت صدق يا أمير المؤمنين هشيم . حدثنا عوف بن أبي جميلة عن الحسن عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيها سِداد من عوز - بكسر السين- قلت العَوَز الحاجة- قال: وكان المأمون متكئًا فاستوى جالسًا فقال: يا نضر كيف قلت سداد؟ قلت: يا أمير المؤمنين السَداد هنا لحن. قال: ويحك أتلحنني؟. قلت: إنما لحن هشيم - راوي الخبر- وكان لحانة وتبع أمير المؤنين لفظه. قال: فما الفرق بينهما؟ قلت: السَّداد القصد في الدين والسبيل، والسداد البلغة، وكلما سددت به شيئًا فهو سِداد. قال: وتعرف العرب هذا؟ قلت: نعم، العرجى تقول:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا .....ليوم كريهة وسِداد ثغر

قال: قبح الله من لا أدب له.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق