السبت، 18 أبريل 2015

تعريف الفلسفة : الفلسفة فلّ السفه

الفلسفة فلّ السفه.
قرأت هذه العبارة في عدة اماكن، ولكن كانت قراءتي الأولى لها في احد كتب ابي حيّان التوحيدي.
اما القراءة الثانية لها فهي في كتاب الثعالبيّ : سحر البلاغة وسرّ البراعة.
والقراءة الثالثة في كتاب " تتمة صوان الحكمة" للبيهقي وهي وردت في بيت شعر لأبي الفتح البستيّ:
تق الله والزم عرى دينه
وبعدهما فاعرف الفلسفه
ودع عنك قوما يعيبونها
ففلسفة المرء  " فلّ السفه"
أحببت في هذا التعبير بساطته، سلاسته، لعبته اللغوية، فهو لم يبحث عن تعريف للفلسفة من خارج الفلسفة. أعرف أن كثيرين من أساتذة الفلسفة لم يعبر خاطرهم أو ناظرهم هذا التعريف اللطيف. ويظنّ البعض ان هذا التعريف من باب "التفلسف".
واكتشفت وأنا استشهد بهذا البيت في بعض المواقف ان عددا لا بأس به ممن سمعه قد  غاب عنه فهم معنى " فلّ".
بعض الكلمات ملتبسة ، لا أنكر ذلك، وفلّ من هذه الكلمات. ولا يخطر ببالهم معناها،  رغم ان لا احد يخلو ذهنه منها.
ثمة مثل عربيّ قديم ومستعمل يدخل فيه هذا الفعل ، وهو:
لا يفلّ الحديد الا الحديد، أي لا يشلّ او ينتصر او يفتت الحديد الا الحديد، فالمبرد وهو حديد يأكل الحديد، اي ان وظيفة الفلسفة هي فلّ السفاهة، ازالتها، تفتيتها، قلت كلامي في معرض مدح الفلسفة ولكن هناك من ظنّ اني اتهجم على الفلسفة لأنّه ربط فلّ بالمعنى ىالعامي المستعمل لكلمة فلّ. فأقول أنا "فالل" اي ذاهب،  او " فلّْ من وجهي" بمعنى اغرب من وجهي!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق