الثلاثاء، 28 أبريل 2015

التشاغف

هناك كلمات لا حظّ لها. أو قل بشكل منطقي أكثر، وموضوعي أكثر، ان هناك كلمات لم يقم الحظّ بزيارتها.
ولعل كلمة تشاغف من هذه الكلمات.
قد تبدو الكلمة غريبة!
ولكنها ليست غريبة الا من حيث الظاهر، والظاهر محتال، مراوغ، يريك  "السراب"على هيئة الشراب!
الاستعانة بأصول العربية وصرفها، وصرفها هنا تحديدا يكشط الغرابة عن سطح الكلمة.
فالكلمة من وزن تفاعل، والتفاعل تبادل اي انه ليس من طرف واحد.
والغرابة يكشفها جذر الكلمة، وحين اعرف ان الكلمة من الشغف، ألمس طرف خيط المعنى.
وما أدراك ما الشغف!
وفعلا كثيرون يستعملون كلمة شغف ولكن لا يعرفون اصل دلالتها، وليس من الضرورة ان يعرف الانسان معنى الكلمة الاوّل ليحسن التعامل معها،  معنى الكلمة مثل الحية يتغيّر باستمرار، او قل ان لون معنى الكلمة مثل لون جلد الحرباء دائم التغير تغيره السياقات والاوقات والاستخدمات والذكريات!
يطيب لي بين وقت وآخر ان اتسكع في المعاجم، او اتنزّه، فأنا اعتبر المعجم مثل " مول كبير" أذهب اليه للشوبينغ.
إنّ النفس لأمّارة بالشوبينغ!
وهناك اعثر على ما لا يخطر لي ببال ! او ما لا يخطر على بال المعجم الذي اتصفحه.
ولكن نعرف ان المعجم لا يحوي كل الكلمات!
لا يمكن لمعجم عربي ان يدّعي انه احصى كل الكلمات!
فالخليل احصى الجذور لا الكلمات
والجذور ارحام الكلمات.
هل تملك امرأة في العالم ان تعرف عدد من سيخرج من رحمها؟
خطرت ببالي كلمة تشاغف ولم اكن قد قرأتها من قبل، وفتحت على غوغل فلم اجد لها الا 4 احالات عدا ونقدا بينما صفحات يحيل عليها الى كلمة شغف كانت 688 الف احالة.
فارق شاسع!
ولكن من يقول ان مصير " التشاغف " مغلق؟
وهو بكل بساطة دلالة على الشغف المتبادل، فبدلا من تعبير يحتاج الى كلمتين يمكن اختزاله بكلمة واحدة، وهي " التشاغف". ولن تجد لهذا الفعل مكانا في المعجم الوسيط مثلا او المنجد.
اما معنى الشغف المعجمي قبل اي يكتسب دلالات جديدة فهو من شَغاف القلب اي غلافه.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق