الجمعة، 6 أكتوبر 2017

الحرف اللاتيني المظفّر


لا يمكن لأحد ان يستغني عن الحرف اللاتيني الا اذااراد ان يعيش أعزل، يكفي ان تنظر الى عنوان بريدك الالكتروني لتعرف ان الحرف اللاتيني هو وسيلتك للتواصل عبر البريد. هذه واقعة لا يمكن دحضها، الحرف اللاتيني والتقويم الميلادي شيئان لا يمكن الاستغناء عنهما حتى في اكثر الدول انغلاقا او عنصرية. نعيش اليوم في زمن الحرف اللاتيني، انظر الى اي مجلة عربية او جريدة عربية او كتاب عربي تجد في مكان ما يقبع الحرف اللاتيني حتى ولو صدر الكتاب في الرياض او مكة او المدينة المنورة. الاعتراف بالواقع لا يعني ان الواقع راسخ رسوخ الجبال. ولن يتغيّر.

ولكن هناك كتابة غير لاتينية سوف تطل برأسها قريبا الى جانب الكتابة اللاتينية وهي الكتابة الصينية، اليوم وسائل الطباعة العربية غير مهيأة لاستقبال الرمز الصيني الا بشقّ النفس، وأصابع الطابع ترتبك وهي تطبع الرمز الصيني. كتبت ذات يوم مقالا عن اللغة الصينية ووجدت صعوبة كبيرة في اقناع الناشر  ادراج الرموز الصينية العدد لانّ المقال يفقد بنيانه دون كتابة الرموز، وبألف حيلة وحيلة توصلت الى اقناعه بادراج الرموز كصور وليس كرموز، وباس بعدها التوبة!

دولاب اللغات كدولاب الحياة دوّار. ومن يتابع الاصدارات باللغات الفرنسية او الانكليزية او غيرها من اللغات يجد ان الرمز الصيني بدأ يتسرب الى سطور المكتوب اللاتيني، ونحن حين ترسخ عادة المجلات الفرنسية والانكليزية وغيرهما في احتضان اارمز  الصيني سوف نقوم  كالعادة بتقليد الغرب.

وهكذا سيدخل الينا الرمز الصيني عن طريق الغرب لا عن طريق الشرق الاقصى.

سنّة الضعفاء تقليد الاقوياء.

وسنة الاسوياء الاستيحاء من الاقوياء.

بين أخذ وأخذ فرق، كما بين عطاء وعطاء فرق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق