السبت، 21 أكتوبر 2017

عن #وهم الاسم

اسمك ليس ملكا حصريا لك. ضع اسمك في عهدة غوغل تجد ان لاسمك وجها آخر، وسيرة ذاتية أخرى، وجنسية أخرى.
حتى ألصق الأشياء بك ، الصق الأشياء التي تلتصق بك أحيانا حتى قبل أن تتخلّق في رحم أمك ليست لك، وليست أنت !
أدرجت اسمي ، ذات يوم، في خانة البحث في غوغل فبدأت تكرج أسمائي!، ولكن ما استوقفني في ذلك اليوم اسم " الشهيد بلال عبد الهادي"، توقفت لبرهة مبتسما من استشهادي الافتراضي، وشكلي الذي لا علاقة له بشكلي، وموتي الذي لا علاقة له بموتي.
تخيلت اسمي يعيش سيرته الشخصية التي لا تعنيني، اسمي الذي واراه الثرى !
ولكن الأسماء تنتج صلة رحم افتراضية على غرار العالم الافتراضي الذي نهبه يوميا بعض أوقاتنا، وبعض أرواحنا. وتفرض في الوقت نفسه صلة هزيلة تربط ذواتنا بأسمائا!
ما قيمة اسمي حين لا يكون اسمي؟
بل أحيانا يطيب لي أن أزور الأضرحة لا للصلاة على الموتى وإنما بهدف قراءة المكتوب على شواهد القبور من اسم واحد مكرر لبقايا أجساد كثيرة!
وفي قعر الضريح تختلط رفات الكثرة كما تختلط في شواهد القبور كثرة #الاسم الواحد.
حتى حفرتك الأخيرة ليست لك وحدك ، تماما كاسمك الذي ليس لك وحدك الا اذا كان جثمانك محظوظا لفترة زمنية محدودة في الأخير مهما طالت!
لا انسى ما قرأته، ذات يوم ، عن #سلفادور_دالي فيما اظن حين وقف امام ضريح مكتوب على شاهده: " هنا يرقد سلفادور دالي" . بينما كان سلفادور دالي يقرأ رقاده وهو منتصب القامة!
هل كان موت قرينه الاسمي شعلة #السوريالية في ألوان لوحاته؟
ربّما!
فلا أحد ينكر أن #الموت هو السورياليّ الأكبر في هذه الحياة!
#بلال_عبد_الهادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق