الاثنين، 23 أكتوبر 2017

تاريخ الفتن العربية

ليس هناك - حسب علمي - موسوعة موضوعية عن تاريخ الفتن العربية.
نتعايش مع الفتنة، ونخاف منها، نطعمها من لحم اكتافنا ونلعنها، نهزّ من تحتها السرير بعنف ونلعن من يوقظها.
نقدّس تاريخنا ونضحك عليه ومنه.
الكلّ يريد ان تنام الفتنة نومة اهل الكهف، ولكن لا احد يسمح لها بالنوم، لا كتبنا ولا مناهجنا التعليمية ( في الدول العربيّة)، ولا اعلامنا.
نمجّد تاريخنا وتاريخنا لقيط لا يتبنّاه أحد، ولا يعرفه أحد.
تاريخنا كالموناليزا ممنوع لمسه او مسّه.
اذا فكّر الواحد ان يدرسه دراسة موضوعية اتهم بالعمالة والخيانة للتراث.
امدح قد ما بدّك، ولكن اياك ان تنتقد فتُنتقد ويقام عليك الحدّ.
حتّى عصرنا الذهبيّ لم يكن ذهبا خالصا ولا ابريزا.
كلّ الشعوب مستقبلها قدّامها الا نحن مستقبلنا خلف ظهرنا.
لمن يريد ان يعرف كيف ضاعت الاندلس ما عليه الا ان يتأمّل واقعنا الراهن.
ولمن يريد ان يعرف كيف ضاعت فلسطين ما عليه الا ان يرى حالتنا اليوم.
الغبي يلدغ من الجحر الواحد الف مرّة وفي كلّ مرّة يظنّ ان الجحر الذي امامه هو غير الجحر الذي منه لدغ في مرّات سابقة.
لا يحكمنا التاريخ بل رفات التاريخ وهياكله العظميّة.
ماذا ترجو من حيّ يحكمه ميّت؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق