الأحد، 8 أكتوبر 2017

الكلام والهندام وخواطر أخرى



1.  الفكرة تشبه خزانة الملابس.
لن تجد خزانة فيها ( غيار واحد). 
تجد في الخزانة البسة متعددة، صيفية ، شتوية، ربيعية، وقد تلبس الصيفي في يوم شتوي، او تلبس شتويّ في يوم صيفيّ( فالصيف في ليل الجبل ليس كالصيف في الساحل) وفيها ثياب رسمية، ثياب شغل، شورت، ثياب للرياضة ، قمصان بأكمام طويلة وقمصان بأكمام قصيرة وقد تجد قمصان بلا أكمام!
وتجد ربطات عنق، فراشات عنق، ازرار قمصان!
المناسبة تفرض عليك اختيار نوع معيّن، احيانا تتمرّد على ما تختاره لك المناسبة.
طريقتنا في الحكي لا تختلف عن طريقة اختيارنا للملابس.
الكلام هندام من نوع آخر!
الأ نقول : يتأنّق في كلامه 
وهل يختلف التأنق في الكلام عن أناقة الهندام؟

2.  ليس مستحيلا تحويل الحيطان الى افكار تثير الفضول المعرفي !

3.  ليس هناك انسان لا تجول في رأسه، يوميا، اسئلة كثيرة.
ليقل انه سيختار سؤالا واحدا من هذه الأسئلة وليبحث له عن اجابة بمساعدة غوغل.
سيجد ان سؤاله الواحد يحمل آلاف الأجوبة يعرضها عليه غوغل برحابة صدر.
وقد يخطر بباله وهو يتجوّل في الأجوبة جواب لم يخطر ببال غوغل على غنى احتمالاته.
الإبحار في غوغل تجعلك تشعر احيانا انك ككريستوف كولومبوس تجوس ديارا وجزرا ما كان يخطر لك انها موجودة على خارطة الافكار.
تتراكم مع الوقت في ذاكرتك أجوبة جديدة، غير مستعملة، أجوبة تحمل بصمتك، وتحمل رائحتك أنت.
جواب غير مستورد.
كان الخليل بن أحمد الفراهيدي رضوان الله عليه يعطي تعريفا جميلا وعميقا للإنسان، كان يقول: الإنسان سؤول عقول.

4.  كثيرون ممّن يقفون الى جانب الثورة السوريّة لا يحبّون الشعب السوري.
يقفون مع الثورة السورية لا لأنّهم مع الشعب السوري ولكن لأنّهم ضدّ بشّار.
كثيرا ما أسمع كلاما عنصريا بغيضا يخرج من أفواه لبنانييّن "يتعاطفون" مع الثورة السورية.
وهذا من طبيعة التركيبة العجيبة ليس للذهنية اللبنانية فقط وانما للذهنية العربية تقريبا.
وما أقوله عن الثورة السورية، ينطبق على القضية الفلسطينية، كثيرون مع القضية الفلسطينية ولكنهم ضدّ الفلسطينيين، وينظرون اليهم نظرة دونية.
علينا قبل اعلان الربيع العربي على الحكام ان نعلن الربيع العربي على أذهاننا وافكارنا ونظراتنا الى الاشياء.
حتى لا يتحوّل الربيع العربي الى ضحك على الذقون! كما هو الآن.

5.  في الحياة معايير كثيرة لتمييز الأمور.
و " الجنسية" من الأمور التي تميّز دولة محترمة من دولة غير محترمة.
الدولة المحترمة هي التي تمنح من يولد على أراضيها حقّ الأرض، كأميركا مثلا التي تمنح من يولد على اراضيها الجنسية .
أليس من الظلم أن تحرم الانسان من " جنسية" مسقط رأسه؟
أي دولة عربية لا تمنح المولود على اراضيها " الجنسية" هي دولة غير محترمة.
وعليه، لا اعرف عدد الدول العربية التي تستحق الاحترام؟
أبدأ من بلدي، فالأقربون أولى بالمعروف.
ولبنان للأسف لا يمنح من يولد على أراضيه الجنسية اللبنانية، والسبب " طائفيّ" بغيض.
أتمنى ان يأتي يوم أحترم فيه بلدي.

6.  كلّ معتقد ، أيّاً كان هذا المعتقد، يعلّمك إقصاء الآخر، أياً كان هذا الآخر، هو معتقد أخطر من أسلحة الدمار الشامل.

7.  ليس هناك لغة حضارية لا تتفرّع الى لهجات.
والأديان لا تختلف، من هذا المنظور، عن اللغات.
كل دين يتفرع الى مذاهب هي بمثابة لهجات.
ومن الممتع دراسة التعدد المذهبي من منظور علم اللغة.
اللغات الميتة هي الوحيدة التى لا تستمرّ في انجاب اللهجات

8.  من الأشياء الممتعة في الحياة:
وجود آلاف الأديان وآلاف اللغات.

9.  باخوسBACCHUS اله الخمر في المعتقد الروماني القديم
BACCHUS
ومن الطريف ان لا يكون هذا التركيب للحروف في اللغة الانكليزية يعتي الخمر وانما مكافحة الادمان على شرب الخمر
نظر طالب الى هذه المفردة فرأى فيها شيئا آخر.
رآها sigle / acronymeلمجموعة من الكلمات الانكليزية فأس جمعية تحمل الاسم نفسه ولكن تنطوي على دلالة مختلفة.
قرأ فيها :
Boosting Alcohol Consciousness Concerning The Health of University Students.
ليس سهلا ان تستخرج من كلمات سلبية افكارا ايجابية!
جيرالدو كونزاليس فعلها، وعالج عن طريق هذه الجمعية طلاب الجامعات الذين يعانون من ادمان الخمر.

10.            تعرف أناسا يموتون، تمرّ أمام نعواتهم، لا يعنيك أمر النعوة. الاسم وحده لا يكفي. من يعرف اسماء كلّ من يعرف؟
لا اعرف لما لا يضعون صورة للميت في النعوة، فيسعف الرسم في أن تعرف ما تعرف؟
الصورة ليست حرفا ساقطا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق