الجمعة، 27 أكتوبر 2017

تجليات الصين في كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر" للمسعوديّ// 翻译与中阿人文交流”国际研讨会 来源:


-         الصين في مروج الذهب
المقدّمة التي وضعها المسعوديّ لكتابه " مروج الذهب ومعادن الجوهر" لا تخلو من بوح جميل عن المشقّة التي رافقته على امتداد حياته، فهو رجل جوّال، تستهويه الأسفار والأخبار. كان يسري في الآفاق، كما قال، " سُرى الشمس في الإشراق"، ووجد في بيتين من الشعر ما يمكن أن يصف بهما حاله في عالم الترحال ([1]) ، وفي البيت الأوّل منهما حضور للشرق الأقصى.
تيمّم أقطار البلاد فتارة
لدى شرقها الأقصى، وطوراً الى الغرب
سُرى الشمس لا ينفكّ تقذِفه النوى
إلى أفق ناء يقصّر بالركب[2]

وكان المسعوديّ على ولعه بالأسفار غزير الأنتاج الفكريّ، وقد عدّد في مقدمة "مروج الذهب" ما كان قد صنّفه من كتب، ولكن لم يبق لنا منها إلاّ" مروج الذهب"، وكتاب "التنبيه والإشراف"، ومجلّد واحد من كتابه  المطوّل" أخبار الزمان" الذي يكثر من الإحالة إليه في كتاب "المروج"، ولكن من عناوين كتبه نلحظ أنه شغوف بالمعرفة، وذو نفس موسوعيّ بكلّ ما للكلمة من معنى. فتصانيفه متنوّعة المواضيع، تناولت أغلب النشاطات الفكريّة والدينيّة التي كانت سائدة في عهده. ومروجه الذهبية كنز جغرافيّ، وتاريخيّ، وإتنوغرافيّ، وأدبيّ. فهو " اكثر الكتاب أصالة في القرن العاشر"([3]). وقال عنه المستشرق استرافزوغ ماركورت انه " انموذج المراسلين الصحافيين المعاصرين الذين يذرعون الأرض"([4]).
عرض في الباب الأوّل من كتابه وهو بعنوان:" في ذكر جوامع أغراض هذا الكتاب" السبب الذي دعاه الى اختيار هذا العنوان الذهبيّ والمعدنيّ: فيقول إنّ السبب يعود ( [5]) : لنفاسة ما حواه، وعظم خطر ما استولى عليه،  من طوالع بوارع ما ضمّنته كتبنا السالفة في معناه، وغُررَ مؤلفاتنا في مغزاه  ، وجعلته تحفة للأشراف من الملوك وأهل الدرايات، لما ضمنته من جمل ما تدفع الحاجة، وتنازع النفوس إلى علمه من دراية ما سلف وغبر في الزمان، < ... >، ومشتملاً على جوامع يَحسن بالأديب العاقل معرفتها، ولا يُعذر في التغافل عنها، ولم نترك نوعاً من العلوم، ولا فنّاً من الأخبار، ولا طريقة من الآثار، إلاّ أوردناه في هذا الكتاب مفصّلاً، أو ذكرناه مجمَلاً، أو أشرنا إليه بضرب من الإشارات، أو لوّحنا إليه بفحوى من العبارات"([6]).
 قارىء مروج الذهب يتهيّب الكتابة عنه أو الاستشهاد ببعض ما ورد فيه، وهو تهيّب مبعثه فقرة وردت في ختام مقدمته للكتاب، ثمّ أعادها بحذافيرها تقريباً في الجزء الأخير من الكتاب. خاف  المسعوديّ أن يسطو أحدٌ على مجهوده العلميّ، فقام بأخذ احتياط دفاعيّ يشبه اللعنة المحكمة، وهذا نادر في مقدّمات كتب المؤلّفين القدامى والمحدثين على السواء، ضدّ كلّ من تسوّل له نفسه اللعب بمضامين كتابه أو قرصنة عرق جبين كلماته. ولعلّ كلمته هذه هي بسبب اطّلاعه على الكتب، ورؤيته لما يمكن أن يلحق بها من تشويهات عبر اقتباسات مشوّهة، أو مجتزأة تخرب سلاّف المعنى وتفسده.  وفعلاً من يقرأ هذه الفقرة التخويفيّة ينتابه الحذر في التعامل مع موادّ مروجه الذهبيّة خشية أنْ تصيبه اللعنة المسعوديّة. فيقول:
" فمن حرّف شيئاً من معناه، أو أزال ركناً من مبناه، أو طمس واضحة من معالمه، أو لبّس شاهدة من تراجمه، أو غيّره، أو بدّله، أو انتخبه، أو اختصره، أو نسبه إلى غيرنا، أو أضافه إلى سوانا، فوافاه من غضب الله وسرعة نقمه وفوادح بلاياه ما يعجز عنه صبره، ويحار له فكره، وجعله الله مُثلة للعالمين، وعبرة للمعتبرين، وآية للمتوسّمين، وسلبه الله ما أعطاه، وحال بينه وبين ما أنعم به عليه من قوّة ونعمة مبدع السماوات والأرض، من أيّ الملل كان والآراء، إنه على كلّ شيء قدير. وقد جعلت هذا التخويف في أوّل كتابي هذا وآخره، ليكون رادعاً لمن ميّله هوى، أو غلبه شقاء، فليراقب أمر ربه، وليحاذر منقلبه، فالمدّة يسيرة، والمسافة قصيرة، وإلى الله المصير"([7]).
والعبارة التحذيريّة اللاذعة تشير إلى خوف يعتري المسعوديّ من أن يسطو أحد على ثمرات مروجه، ولكنّها، في الوقت نفسه، تشير إلى صرامة الكاتب العلميّة مع نفسه، ومع غيره، وإلى التزامه الصدق وعدم التلبيس أو التدليس. ومن يتصفّح مروج الذهب يعرف أنّه يحافظ على مصداقيته من خلال عزو ما يأتي على ذكره إلى أصحابه. فهو، بدوره، ينأى بنفسه عن السطو على مجهود غيره مخافة أن تنقلب عليه اللعنة الماحقة.
يخصّص المسعوديّ للصين الباب الخامس عشر من الجزء الأوّل، تحت العنوان التالي: " في ذكر ملوك الصين والترك وتفرّق وُلْد عامور وأخبار الصين وغير ذلك ممّا لحق بهذا الباب". ولكنّ الصين والكلام عليها متناثر في أبواب شتّى من " المروج"، ولم يحصره فقط في هذا الباب.
ربْط الصين بالأتراك كما نرى في العنوان يشير إلى شيوع فكرة القرابة بين الطرفين. وهذا ما يقوله المسعوديّ في فقرة لاحقة، فالترك هم أبناء عمّ الصينيين ([8]). ولكنه، في الوقت نفسه، يعترف بعدم سهولة معرفة أنساب أهل الصين، إذ المعرفة هنا ليست يقينية، وهذا ما تشير إليه العبارة التي يفتتح بها كلامه على الصين، حيث يقول : " تنازع الناس في أنساب أهل الصين وبدئهم"([9]) . كلمة "تنازع" تشير إلى اختلاف الآراء حول هذه النقطة. والاختلاف، في أيّ حال، طبيعيّ. كلّ بدء غارق في القدم تحيط به الأضداد والملابسات والظّنون والمنازعات، كما لا يسلم كلّ بدء من تدخّل الأساطير في صياغته وحياكة بعض تفاصيله.  كانت نظرة المسعوديّ إلى أصل الصينيين من منظور توراتيّ أو من منطلقات وتصوّرات إسْلاميّة.  الملح والبهار من لوازم الأخبار! وهذا ما نراه في أغلب كتب التراث التاريخية، فالمجلّد الأوّل من تاريخ الطبريّ ينحو هذا النحو على سبيل المثال ([10]). تبدأ الصين -  في نظر المسعودي -  من عهد نوح بعد الطوفان ([11]) وتفرّق أبنائه في المعمورة وتقاسمهم للأرض. والصينيّون، من منظور المسعوديّ، ينتسبون إلى أحد أحفاد نوح من ابنه يافث (yǎ fèi sī   )، وهو "عامور à mù ěr    " بن توبيل بن يافث بن نوح  (  nǔ hè ). ليست الغرابة في اسم عامور بقدر الغرابة في اسم " توبيل"، أمّا يافث ونوح فهما من الأسماء المتداولة وغير المستغربة في الثقافة العربية والإسلاميّة. استوقفني اسم "عامور" من ناحية دلالته العربية على الإعمار. وهو اسم، في تلك اللحظة التأسيسيّة للصين، يشي بالدور الذي لعبه هذا المؤسّس لعالم الصين، والمسعوديّ يأتي على دور "عامور" في العمران.
من يقرأ تاريخ المسعوديّ وتاريخ الصين بحسب ما ورد في الحوليّات الصينيّة القديمة يجد بعض الشبه بينهما. ففي الصين القديمة ارتقى بعض الأشخاص الصينيين إلى مرتبة الآلهة أو القديسين ، وطبعاً مفهوم القداسة في الشرق الأقصى ليس هو نفسه الذي يكتسيه في الأديان الخارجة من العباءة التوراتيّة أو عباءة ما عرف بـ "الديانات السماويّة". فالأباطرة القدامى المؤسّسون للصين قدّموا خدمات عمليّةً جلّى لتسهيل العيش في الصين القديمة. المسعوديّ يتكلّم عن " البدء"، والبدايات السحيقة لا يمكن للمرء إلاّ ان يعترف بأن الأسطورة كانت جزءاً مكوّناً من عناصرها. فكان أوّل ملك تملّك على الصينيين في مدينة يسمّيها المسعوديّ " ينصو" ([12]) هو الملك نَسْطَرْطاس([13]) من سلالة عامور بن يافث بن نوح ([14]). أسماء الأعلام مأزق إذ تتغيّر ملامها الصوتية بين الأصل والترجمة، فمدينة " ينصو" هي، بحسب الترجمة الصينية لكتاب المسعوديّ، مدينة ( يانغ تشو 扬州yáng zhōu ) ، وهي من المدن التي كانت مزدهرة في عهد المسعوديّ. حكم الملك نَسْطَرْطاس ثلاثمائة سنة، وكثيراً ما نرى في كتاب المسعوديّ وغير المسعوديّ شخصيّات بلغت من العمر ثلاثمائة سنة وأكثر. المعمّرون ليسوا حكراً على الثقافة العربية أو التصوّر العربيّ لأعمار شخصيّات لا يسهل فيها ترسيم الحدود بين العنصر الأسطوريّ والعنصر التاريخيّ. فمن يقرأ أيضاً في الثقافة الصينية يعرف أنّ هناك شخصيات فاقت أعمارها عمر الملك نسطرطاس بعدّة قرون. وقد قام هذا الملك خلال تلك السنوات بأعمال جليلة منها: شقّ الأنهار، وهذه نقطة مهمة جدّا في العالم الصيني حيث يعتبر الصينيون أنفسهم أبناء نهر اليانغ تزه بمقدار ما يعتبرون أنفسهم أبناء التنين. وهنا أحبّ الإشارة إلى غياب ذكر التنين من كتاب المسعوديّ في الفقرات التي خصّصها للصين. وكان من أعمال هذا الملك، أيضاً، قتل السباع، وغرس الأشجار، وتطعيم الثمار([15])، فهو ملك كما يرى المسعوديّ قام بإنجازات زراعيّة كبيرة من خلال ترويضه للأنهار، وتدجينه أو تطعيمه للأشجار.
وبعد أن قضى نحْبه قام ولده عوون بوضع جثمانه في "تمثال من الذهب الأحمر جزعاً عليه وتعظيماً له، وأجلسه على سرير من الذهب الأحمر مرصّع بالجواهر وجعل مجلسه دونه ([16])، وأقبل يسجد لأبيه وهو في جوف ذلك التمثال"([17]) وهنا يشير المسعودي إلى الثقافة الصينية في ما يخصّ البرّ بالوالدين، وهو برّ لا أظنّ أن شعباً فاق الصينيين في هذا المضمار بحيث أنّ عبارة " عبادة الأجداد أو عبادة الأسلاف" من العبارات التي درجت في العربية للكلام على هذه العلاقة والتي يعتبر كتاب كونفوشيوس ( xiào jīng 孝经البر بالوالدين) مفصّلاً لها ([18]) . وحين توفي ولده قام خليفته أيضاً بوضع جسده في تمثال من الذهب الأحمر ووضعه دون مقام جده، وكانت فترة حكمه 200 سنة. ومن الطريف أن نربط بين عمر الشخص وقيمته المعنوية،  المسعودي يلخص حكم هذا الملك بالعبارة التالية: " أحسن السياسة للرعايا، وساواهم في جميع أمورهم وشملهم بالعدل، وكثر النسل وأخصبت الأرض" ([19] ) ثم ولي ابنه عيثنان وأحدث في أيّامه كثيراً من المهن مما لطُف في الرقّة من الصنائع" ([20])
هناك نقطتان توقفا عندهما كاتب مروج الذهب، وسيكونان محور ما تبقّى من كلام عن الصين المسعوديّة. النقطة الأولى هي العدل، وانبهار المسعودي بأبعاد هذا العدل الذي تناوله من أكثر من جانب، وفي أكثر من حقبة، حقبات قديمة وحقبات معاصرة له. عدل يشمل الصينيين والأغراب على السواء. 320والنقطة الثانية هي الصنائع، والناحية الفنية من هذه الصنائع، ولقد فتن العرب حقيقة بالفنّ الصينيّ، وهذا ما نراه لدى كثيرين من الكتاب العرب القدامى كالجاحظ وابن المقفع والتوحيديّ والثعالبيّ وابن بطوطة والقزوينيّ على سبيل المثال، حيث قارن البعض بين فصاحة العرب وفصاحة أهل الصين، فقالوا بيان العرب في اللسان، وبيان أهل الصين في البنان وفي البنيان، أي في اليد الحرفية والمحترفة. ويمكن القول إنّ نظرة العرب القدامى إلى الصناعة الصينية في ئلك الوقت هي نظرة العربيّ اليوم إلى الصناعة اليابانيّة أو الصناعة الألمانيّة.
-         عدل الملوك الصينيين
وردت هذه الفقرة في ختام سرد المسعوديّ لسير مختصرة لمجموعة من الملوك الصينيين  الأوائل، قال: "  لم تزل الملوك ممّن طرأ بعد هذا الملك أمورهم منتظمة، وأحوالهم مستقيمة، والخصب والعدل لهم شامل، والجور في بلادهم معدوم"([21])، كما ينقل لنا قول أحد الملوك الصينيين: " الملك لا يثبت إلاّ بالعدل لأنّ العدل ميزان الباري، وأنّ من العدل الزيادة في الإحسان مع الزيادة في العمل" ([22]ولم ينفرد المسعوديّ وحده، في أيّ حال، في لفت النظر إلى عدل الحاكم الصينيّ.
ويروي المسعوديّ حكاية تاجر سمرقندي تظهر عدل الملك الصينيّ.  فلقد خرج هذا السمرقنديّ من بلاده، ومعه متاع كثير،  ويعدّد المسعوديّ المناطق التي اجتازها هذا التاجر قبل أن يحطّ الرحال في مدينة خانفو، وهي مرسى المراكب.  وبلغ ملك الصين خبر المراكب وما فيها من الجهاز والأمتعة فسرح خصيّا من خواصّ خدمه ممن يثق به في أسبابه، - وذلك أنّ أهل الصين يستعملون الخصيان من الخدم في الخراج وغيره، ومنهم من يخصي ولده طلباً للرئاسة - حتى أتى الخادم مدينة خانفو، فأحضر التجّار ومعهم التاجر السمرقنديّ، فعرضوا عليه ما احتاج إليه من المتاع، وعزل عنه ما يصلح للملك، وسام السمرقنديّ بمتاعه ما لم يرض به وجرت بينهم مجاذبة وسار الامر فيها بينهما إلى أن امر الخادم بسحبه وإكراهه،  زاد التاجر ثقة منه بعدل الملك، فمضى السمرقنديّ من فوره إلى مدينة خمدان، وهي دار الملك، فوقف موقف المتظلّم، وذلك أنّ المتظلم إذا أتى من البلد الشاسع أو غيره تقمّص نوعاً من الحرير الأحمر، ووقف موضعاً قد رسم للظلامة، وقد رتب بعض ملوك النواحي للقبض على من يرد من المتظلمين، ويقف ذلك الموقف، فيحمل الى نحو شهر من أرضهم على البريد.
 ففعل ذلك بالتاجر، ووقف بين يدي صاحب تلك الناحية المرتب لما ذكرناه، فأقبل عليه، وقال: أيها الرجل لقد تعرضت لأمر عظيم، وخاطرت بنفسك، أنظر إن كنت صادقا فيما تخبر به، وإلا فإنا نقيلك ونردك من حيث جئت، وكان هذا خطابه لمن يتظلّم، فإن كعّ في القول أو رآه قد جزع ضرب مائة خشبة وحمل من حيث جاء، وإن هو صبرعلى ما هو عليه حمل إلى حضرة الملك، وأوقف بين يديه، وسمع كلامه، فلما صمّم السمرقندي في المطالبة والظلامة ورآوه محققا غير جزع ولا متلجلج، حمل إلى الملك، فوقف بين يديه فقصّ عليه خبره، فلما دنا إليه الترجمان وفهم ظلامته أمر به إلى بعض المواضع، فأنزل وأحسن إليه، وأحضر الوزير وصاحب الميمنة وصاحب الميسرة، < ... > وأمرهم الملك أن يكتب كلّ واحد منهم إلى صاحبه بخانفو، ولكلّ واحد منهم خليفة في كلّ ناحية، فكتبوا إلى أصحابهم بخانفو أن يكتبوا إليهم بما كان من خبر التاجر والخادم، وكتب الملك الى خليفته بالناحية بمثل ذلك.
وكان خبر الخادم والتاجر قد شاع بالناحية واشتهر ، فوردت الكتب على بغال البريد بتصحيح ما قاله التاجر، ولملوك الصين في سائر الطرق من أعمالها بغال مشرفة الأذناب  للبريد والخرائط،  فبعث الملك في إشخاص الخادم، فلما وقف بين يديه سلبه ما كان أنعم به عليه، ثم قال له: عمدت إلى رجل تاجر قد خرج من بلد شاسع، وقد قطع ممالك، واجتاز بملوك في برّ وبحر، فلم يعرض له يؤمل الوصول إلى مملكتي ثقة منه بعدلي، ففعلت به ما فعلت، فكان ينصرف عن مملكتي، يبثّ في سائر الممالك ذمّي، ويقبح الأحدوثة على سيرتي، أما لولا قديم خدمتك لقتلتك، لكنني أعاقبك بعقوبة إنْ عقلتها فهي أكبر من القتل، وهو أن أولّيك مقابر الموتى من الملوك السالفة، إذ عجزت عن تدبير الأحياء والقيام بما إليه ندبت.
 وأحسن الملك إلى التاجر، وحمله إلى خانفو، وقال له: إن سمحت نفسك ببيع ما اختير لنا من متاعك بالثمن الجزيل، وإلا فأنت المحكّم في مالك، أقم إذا شئت، وبع كيف شئت، وانصرف راشداً حيث شئت. وصرف الخادم إلى مقابر الملوك.
-         صور الأنبياء في قصر الملك الصينيّ
من الشائع في العالم الاسلامي، والقسم العربيّ منه تحديداً، تحريم التصوير، ولكن الواقع يخالف الشائع. فالإسلام دين متعدّد الأعراق والعادات والتقاليد، وهو كأيّ دين خرج من إطاره المحلّي تلوّن بعادات معتنقيه والبنى التحتيّة لثقافاتهم ولغاتهم. ومن يتصفّح التراث الإسلاميّ الممتدّ على أكثر من رقعة جغرافية، يجد أن هناك شعوباً إسلامية قد مارست فنّ الرسم والتصوير. وكان الدكتور ثروت عكاشة([23]) قد قام بجمع ونشر صور الرسول الكريم عليه السلام في المنمنمات الاسلامية، وقد رسمها مسلمون ورعون. وكانت ردود الفعل الإسلاميّة مختلفة إزاء هذه الصور. فالشعور الدينيّ لدى المسلم ليس واحداً أمام المسائل التي يتعرّض لها، إذ تتحكّم بها مجموعة من العوامل: ثقافية ولغوية ودينية. والمسعوديّ يتناول نقطة تتعلّق بتصوير الأنبياء بما فيهم الرسول محمّد عليه السلام، ولا توحي طريقته في عرض الخبر اعتراضه على فكرة التصوير، أو استهجانه  لفكرة تصوير الرسول. فيتكلّم المسعودي على شخص من قريش ويدرج الخبر في باب " طرائف أخبار ملوك الصين"  . وهذا القرشيّ من سلالة الصحابيّ هبّار بن الأسود، عاش في الفترة التي حدثت فيها الفتن والاضطرابات بالبصرة في زمن " صاحب الزنج" ([24] ) لأنّ غالبية أنصاره كانوا من العَبيد ذوي البشرة السوداء، وكان قد قاد ثورةً عارمة ضد الحكم العبّاسي بين عامي (255-270هـ/ 869 - 883م) . خرج هذا الرجل من مدينة سيراف ([25])، وكان من أرباب البصيرة وأرباب النعم بها، وفي الأحوال الحسنة، ثم ركب منها في بعض مراكب بلاد الهند، ولم يزلْ يتحوّل من مركب إلى مركب، ومن بلد إلى بلد، يخترق ممالك الهند، إلى أنْ انتهى إلى بلاد الصين فصار إلى مدينة خانفو، ثم دعته همته إلى أن صار إلى دار ملك الصين، وكان الملك يومئذ بمدينة خمدان، وهي من كبار مدنهم، ومن عظيم أمصارهم، فأقام بباب الملك مدّة طويلة يرفع الرقاع ويذكر أنه من أهل بيت نبوّة العرب، فأمر الملك بعد هذه المدّة بإنزاله في بعض المساكن وإزاحة علته فيما يحتاج اليه من جميع اموره ، وكتب الملك الى الوالي المستخلف بخانفو، يأمره بالبحث ، ومسألة التجار عن الذي يدعيه الرجل من قرابة نبي العرب ، فكتب اليه صاحب خانفو بصحة نسبه، فأذن له  ووصله بمال واسع عاد به الى العراق.
جرت بين هذا القرشيّ والملك الصينيّ  محاورات حول ملوك ذلك الزمان، وكان القرشيّ على قولة المسعوديّ : " شيخاً فهما"([26]) ثم وصل الى تناول مسألة تتعلّق بصور الأنبياء، قال الملك للترجمان: قل له: أتعرف صاحبك إن رأيته. يعني رسول الله ، فقال القرشي: وكيف لي برؤيته وهو عند الله عزّ وجلّ؟ فقال: لم أرد هذا، وإنما أردت صورته، فقلت: أجل، فأمر بسَفَط فأخرج فوضع بين يديه، فتناول منه دَرْجا، وقال للترجمان: أره صاحبه، فرأيت في الدرج صور الأنبياء، فحركت شفتيّ بالصلاة عليهم، ولم يكن عنده أنّي أعرفهم، فقال للترجمان: سله عن تحريكه لشفتيه، فسألني، فقلت: أصلّي على الأنبياء: ومن أين عرفتهم؟ فقلت: عرفتهم بما صوّر من أمرهم، هذا نوح في السفينة ينجو بمن معه لما أمر الله عزوجلّ الماء فغمر الأرض كلّها بمن فيها وسلّمه الله ومن معه، فضحك الملك وقال: أمّا نوح فصدقت في تسميته. وهنا يعلّق الملك على مسألة الطوفان وينكر كونه عمّ الأرض، فيقول: وأمّا غرق الأرض كلّها فلا نعرفه، وإنّما أخذ الطوفان قطعة من الأرض ولم يصل إلى أرضنا، وإن كان خبركم صحيحاً عن هذه القطعة، فنحن معاشر أهل الصين والهند والسند وغيرنا من الطوائف والأمم لا نعرف ما ذكرتم، ولا نقل إلينا أسلافنا ما وصفتم، وما ذكرت من ركوب الماء الأرض كلّها فمن الكوائن العظام التي تفزع النفوس إلى حفظه وتتداوله الأمم ناقلة لخبره، قال القرشي: فتهيبت للرد عليه وإقامة الحجّة لعلمي بدفعه لذلك، ثم قلت: هذا موسى وعصاه وبنو إسرائيل، فقال: نعم على قلّة البلد الذي كان فيه وفساد قومه عليه، فقلت: هذا عيسى على حماره والحواريّون معه، فقال: لقد كان قصير المدّة، إنّما كان أمره يزيد على ثلاثين شهراً شيئاً يسيراً، وعدّد من أمر سائر الأنبياء وأخبارهم ما اقتصرنا على ذكر بعضه. وزعم هذا القرشيّ المعروف بابن هبّار أنّه رأى فوق كلّ صورة كتابة طويلة قدّر ان فيها ذكر أسمائهم، ومواضع بلدانهم، ومقادير اعمارهم، وأسباب نبواتهم وسيرهم، وقال: ثم رأيت صورة نبينا محمد على جمل، وأصحابه محدقون به، في أرجلهم نعال عربية من جلود الإبل، وفي أوساطهم حبال الليف، قد علقوا فيها المساويك، فبكيت، فقال للترجمان: سله عن بكائه، فقلت: هذا نبينا وسيدنا وابن عمنا محمد بن عبد الله، قال: صدقت، لقد ملك هو وقومه أجلّ الممالك، إلا أنه لم يعاين ما الملك ، إنما عاينه من بعده ممّن تولّى الأمر على أمته من خلفائه. ورأيت صور أنبياء كثيرة منهم. وكان الدكتور ثروت عكاشة الذي اشتغل على التصوير في الإسلام قد ذهب الى بكين بعد أن اطلّع على نصّ المسعوديّ، وبحث في الأرشيف الصيني وبذل جهداً كبيراً لاقتفاء أثر هذه الصورة، ولكن دون جدوى.
ولقد سأل الملك ابن هبّار عن سبب مجيئه إلى الصين فقال:  إنّ السبب هو ما حدث في البصرة أيّام ثورة الزنج، والسبب الثاني يقول القرشيّ لما بلغني من استقامة ملكك، وحسن سيرتك، وكثرة عدلك وشمول سياستك لسائر رعيتك، فأحببت الوقوع إلى هذه المملكة ومشاهدتها، وأنا راجع عنها إلى بلادي، وملك ابن عمي، ومخبر بما شاهدت من جلالة هذا الملك، وسعة هذه البلاد وعموم هذا العدل، وحسن شيمك - أيها الملك – المحمودة خلائقه، وسأقول بكلّ قول حسن وأثني بكلّ جميل".
 فسرّه ذلك، وأمر لي، يقول القرشيّ، بجائزة سنية، وخلع شريفة، وأمر بحملي على بغال البريد إلى مدينة خانفو، وكتب إلى ملكها بإكرامي وتقديمي على جميع من في ناحيته من سائر خواصّ الناس، وإقامة النزل لي الى وقت خروجي، فكنت عنده في أخصب عيش وأنعمه، إلى أن خرجت من بلاد الصين. ويعطي المسعوديّ بعد هذا الخبر عن صور الأنبياء رأيه بالتصوير الصينيّ.
-         مهارة أهل الصين في النقش والتصوير
وأمّا أهل الصين فمن أحذق خلق الله كفّا بنقش وصنعة . وكلّ عمل لا يتقدّمهم فيه أحد من سائر الأمم، والرجل منهم يصنع بيده ما يقدر أن غيره يعجز عنه، فيقصد به باب الملك يلتمس الجزاء على لطيف ما ابتدع، فيأمر الملك بنصبه على بابه من وقته ذلك إلى سنة، فإن لم يخرج أحد فيه عيباً أجاز صانعه، وأدخله في جملة صنّاعه، وإن أخرج أحد فيه عيباً طرحه ولم يجزه. وأنّ رجلاً منهم صورسنبلة سقط عليها عصفورفي ثوب حرير، لا يشكّ الناظر إليها أنّها سنبلة سقط عليها عصفور، فبقي الثوب مدّة، وأنّه اجتاز به رجل أحدب، فعاب العمل، فأدخل إلى الملك وأحضر صاحب العمل، فسأل الأحدب عن العيب، فقال: المتعارف عند الناس جميعا أنّه لا يقع عصفور على سنبلة إلاّ أمالها، وصوّر هذا المصوّرالسنبلة فنصبها قائمة لا ميل فيها، وأثبت العصفور فوقها منتصباً، فأخطأ، فصدق الأحدب، ولم يثب صاحبها بشيء. وقصدهم بهذا وشبهه الرياضة لمن يعمل هذه الأشياء ليضطرّهم ذلك إلى شدّة الاحتراز والحذر وإعمال الفكر فيما يصنعه كلّ واحد منهم بيده.
ولأهل الصين أخبار عظيمة عجيبة، ولبلادهم أخبار ظريفة ([27]).
ثمّة أشياء كثيرة  أخرى قالها، فيما يبدو، المسعوديّ عن الصين، إذ في أماكن متعدّدة من كتابه يحيل إلى مسائل وقضايا تناولها في كتابيه :  "أخبار الزمان" و "الكتاب الأوسط"  إلاّ أنّهما من جملة الكتب التي ضاعت، وقد تكشف الأيّام عن مخطوطاتهما المتوارية، وقد لا تكشف.
أنهي، هذه المداخلة، بعبارة وردت على لسان أحد شعراء الفرس متغزّلاً في حبيبته، يقول:  إنّ شفتها الجميلة تبدو كأنّها رسمت بريشة مصوّر صينيّ"([28])  .




[1] - مروج الذهب، جـ 1،  ص 11.
[2]  - يستشهد في مكان آخر باربعة ابيات لأبي تمام من قصيدتين مختلفتين، يعبران عن غربته وسفره.البيتان الأولان:

خليفة الخضر من يربع على وطن
في بلدة، فظهور العيس اوطاني
بالشأم قومي، وبغداد الهوى، وأنا
بالرقتين وبالفسطاط اخواني

والبيتان الثانيان:

فغربت حتى لم اجد ذكر مشرق
وشرقت حتى قد نسيت المغاربا
خطوب اذ لاقيتهن ردنني
جريحا كأني قد لقيت الكتائبا

[3]  -  تاريخ الادب الجغرافي العربي، كراتشكوفسكي، ص 190
[4] - ن.م. ص 190
[5] - مروج الذهب، جـ 1، ص 18.
[6]  - مروج الذهب، جـ 1، ص 19.
[7] - مروج الذهب، جـ 1 ، ص- ص 18-19.
[8]  - مروج الذهب، جـ 1، ص 157.
[9]  - مروج الذهب، جـ 1، ص 154.
[10] - ينظر الكتاب القيم الذي وضعه الدكتور طريف الخالدي، فكرة التاريخ عند العرب من الكتاب إلى المقدمة، ترجمة حسني زينة، منشورات الجمل، بيروت - بغداد، 2015.
[11] - سوف نرى في تضاعيف نصّ المسعوديّ إشارة إلى عدم إيمان الملوك الصينيين بطوفان نوح.
[12] - لا ريب في أنّ التسميات تتبدّل عبر الأزمان للمكان الواحد، وتتبدّل أيضاً بانتقالها من لغة إلى أخرى، ولعلّ مهمّة إيجاد أسماء الأمكنة يعود في الشأن الصينيّ إلى عاتق الصينيين المستعربين وإلى العرب المتخصصين في الأدب الصينيّ واللغة الصينية.
[13] - في الترجمة الصينية لكتاب المسعودي نقرأ هذا التعليق على الاسم  (  此名当然无考cǐ míng dāngrán wú kǎo) ص 145. ووردت كلمة نسطرطاس بالرمز الصيني هكذا (nài sī ěr tǎ sī  ).
[14] - يشير محقّق الكتاب شارل بلاّ الى انه لم يهتدِ الى تحقيق هذا الاسم، ينظر مروج الذهب، ص 156، هامش رقم 11.
[15]  - مروج الذهب،  جـ 1،  ص 156 .
[16] - تجدر الإشارة هنا الى ان الوضية التي وصفها المسعودي تشبه إلى حدّ بعيد شكل الرمز الذي يحيل الى البرّ بالوالدين  وهذا الرمز عبارة عن شيخ طاعن في السنّ  دونه في الموضع طفل.
[17]  - مروج الذهب ، جـ 1ط ، ص 156.
[18] - كنت قد قرأت حديثا ان ثمة قانونا يمكن أن يوضع في الصين عن قبول التوظيف، ولا يمكن لشخص أنْ يوظّف الا بالحصول على شهادة حسن سلوك من والده وأشقائه.
[19]  - مروج الذهب ، ج1، ص 157.
[20]  - مروج الذهب ، جـ 1، ص 157.
12- مروج الذهب ج 1، ص
[22] - مروج الذهب، جـ 1 ، ص 158
[23] - المعراج
[24]  - علي بن محمد بن عبد الرحيم الورزنيني العلويّ والمعروف بصاحب الزنج لأنّ غالبية أنصاره كانوا من العَبيد ذوي البشرة السوداء. قاد ثورةً عارمة ضد الحكم العباسي بين عامي (255-270هـ).

[26] - مروج الذهب ، جـ 1، ص 169.
[27] - مروج الذهب،  جـ 1، ص 173.
[28]  - الأدب الفارسي القديم، باول هورن ، صفحة 78.


  



مسرد المصادر والمراجع:

-  ابن الأثير، المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، د.ت.
 - أ حمد أمين، ظهر الإسلام، دار الكتاب العربي، بيروت،1969.
 - أندريه ليفي، معجم الأدب الصينيّ، تر: محمّد حمود، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، 2008.
-  ابن بطوطة، تحفة النظّار في غرائب الامصار وعجائب الأسفار،شرحه وكتب هوامشه طلال حرب، دار الكتب العلمية، الطبعة الثانية، بيروت، 1992.
-  ب در الدين و. ل. حيّ، تاريخ المسلمين في الصين، في الماضي والحاضر، دار الإنشاء للطباعة والنشر، طرابلس- لبنان، 1394 هـ.
-  البيروني، في تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة، https://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/4/40 pdf
توني بارنستون وتشاو بينغ، فنّ الكتابة، تعاليم الشعراء الصينيين، تر: عابد إسماعيل، دار المدى، دمشق، 2004.
- التوحيديّ، المقابسات، تحـ: محمد توفيق حسين، دارر الآداب، بيروت، 1989.
- التوحيديّ، الإمتاع والمؤانسة، توزيع المكتبة العصرية، بيروت،1953.
- الجاحظ، البيان والتبيين، تح. عبد السلام هارون، دار الفكر، بيروت، د.ت.
- الجاحظ، الرسائل، تحقيق عبد السلام هارون، دار الجيل، بيروت، 1991.
- جفري بارندر، المعتقدات الدينية لدى الشعوب، تر: إمام عبد الفتاح إمام، عالم المعرفة، الكويت، العدد 173، 1993.
- جوزيف نيدهام، موجز تاريخ العلم والحضارة في الصين، تر. محمد غريب جودة، الهيئة المصرية العامة للكتاب،1995
-  خه جاو وو (وآخرون) ، تاريخ تطوّر الفكر الصينيّ، تر: عبد العزيز حمدي عبد العزيز، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2004.
-  أبو إسحاق إبراهيم بن علي الحصريّ القيروان، زهر الآداب وثمر الألباب، دار الجيل، بيروت، 1972.
 - شمس الدين الكيلاني، صورة شعوب الشرق الأقصى في الثقافة العربيّة الوسيطة (الصين والهند وجيرانهما)، منشورات الهيئة العامّة السوريّة للكتاب وزارة الثقافة ، دمشق 2008
 - السيرافيّ، اخبار الصين والهند، تحقيق وترجمة جان سوفاجيه، باريس، نشرة les belles letters, 1948.
-  صاعد الأندلسيّ، طبقات الأمم، تح: حياة العيد بوعلوان، دار الطليعة، بيروت، 1985 .
-  صديق بن حسن القنّوجي، أبجد العلوم، ، دار ابن حزم، بيروت، لبنان.
-  فهمي هويدي، الاسلام في الصين، عالم المعرفة، العدد 43، الكويت، 1981.
-  فؤاد محمّد شبل، حكمة الصين، دراسة تحليلية لمعالم الفكر الصيني منذ أقدم العصور، دار المعارف بمصر، القاهرة، 1968.
-  قوه ينغ ده، تاريخ العلاقات العربيّة الصينيّة، تر: تشانغ جيا مين
- كراتشكوفسكي ( اغناطيوس )، تاريخ الأدب الجغرافي العربي، نقله عن الروسية صلاح الدين عثمان هاشم، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الثانية، بيروت لبنان،1987.
-  كونفوشيوس، محاورات، تر: محسن سيد فرجاني، ضمن الكتب المقدّسة الأربعة، المركز القومي للترجمة، القاهرة، 2009.
-  المسعوديّ، مروج الذهب ومعادن الجوهر، الجزء الأول، تح: شارل بلاّ، منشورات الجامعة اللبنانية، بيروت، 1966.
-  المطهّر بن طاهر المقدسي، البدء والتاريخ، دار صادر، بيروت، د.ت.
-  ناصر بن فلاح الشهراني، الكونفوشيوسيّة ماضيها، حاضرها، موقف الإسلام منها، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الرياض،2011.
-  ابن النديم، الفهرست، تحـ: ابراهيم رمضان، دار المعرفة، بيروت، 1997.
-  هادي العلوي، كتاب التاو، دار المدى، دمشق، 2002.
 - هادي العلوي، المستطرف الصينيّ، دار المدى، دمشق، 2000.
- هورن (باول)، الأدب الفارسي القديم، تر. حسين مجيب المصري، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2005.
-  وو قن يو، جذور الثقافة والقيم الصينية، تر: حسين اسماعيل، مراجعة: دو تشونغ، مؤسّسة الفكر العربيّ، بيروت، 2012.
-  وانغ كه بينغ، جواهر التقاليد الصينيّة، تر: عبّاس جواد عليّ ولي وانغ يا، مؤسّسة الفكر العربيّ، بيروت، 2012.

- José Frèches , Dictionnaire amoureux de la chine, Plon, Paris, 2013
- Masʿūdī , Les prairies d'or , traduction française de Barbier de Meynard et Pavet de Courteille ; revue et corrigée par Charles Pellat ,Paris , Société asiatique , 1962-1997






















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق