عاش الجاحظ حوالي مائة عام، واصيب بداء النقرس، ونال منه الضعف مبلغا كبيراً ولكنّه ظلّ رفيقا مخلصا للكتاب، ويقال ان الكتب انقلبت عليه فقضى نحبه تحت الكتب. نظرتي هي التالية: نعم، لنفترض ان مكتبته انقلبت عليه فقتلته. هل ارتكبت الكتب جريمة نكراء بحقّ من احبّها؟ لا اظنّ! لا اعتقد ان من طبع الكتب الخيانة. تفسيري هو التالي: حانت منيته، وكانت امنيته ان تحتضنه الكتب ويحضنها في لحظاته الأخيره، فقامت الكتب كما تمنّى باحتضان انفاسه الأخيرة، وامتصتّ حروف مكتبته التي أحبّ وأحبّته انفاس عاشقها نفسا نفَسا. فمات مغمورا بعطف الحبر وعواطف الورق!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق