الأربعاء، 1 أبريل 2015

الإسلام والجمود

 الإسلام ضدّ الجمود. الجمود ليس من طبيعة الاسلام. الإسلام ، نظريا، دين متحرّك. وعبارة ان الاسلام صالح لكلّ زمان ومكان تنفي عنه الجمود. فالزمان عير جامد، والمكان غير جامد. فكرتي هي بنت نظر في مجموعة من الأمور، فالإسلام ابن الصحراء العربية. والصحراء كالبحر! هل من المعقول ان تكون الصحراء كالبحر؟ الصحراء العربية اسمها جزيرة، الجزيرة العربية، طبعا التسمية مجازية فهي شبه جزيرة، ولكن الشائع هو الجزيرة، والا لكان يفترض ان يكون اسم القناة القطرية " شبه الجزيرة" لا " الجزيرة"! الجزيرة مجاز، واغلب اللغة مجاز. ولكن المجاز ليس مجازا. ومن يقرّر ان يعيش بلا مجاز لغويّ أبشّره بخرس وشيك. والمجاز البحريّ في الصحراء العربية مستمر، أليست الناقة " سفينة الصحراء"؟ والسفينة لا تمشي على اليبس كما يقول الشاعر. انتقل الى نظرة اسمية، فأهمّ قبيلة عربية هي قبيلة " قريش"، والكتب التي تتحدث عن اسماء القبائل، وكدت اكتب " أسماك"! بدلا من " أسماء"! تقول ان اسم قريش جاء من القرش، والقرش حيوان بحريّ! اترك المجاز البحريّ لأتّأمل الصحراء التي تقول ان الاسلام لا يحبّ الجمود لأنّه ضدّ طبعه. فالجبال راسيات ، راسخات ولكن الكثبان ليست رمالا متحركة ولكنها جبال متحركة . فالكثبان جبال جوالة، متحركة، وهي مشهد عربي مألوف، يدرّب العين على استيعاب الحركة لا الجمود. وبيوت العرب لا تحب الجمود، فهي خيمة تتنقل، وتتجوّل في الصحراء. البيت العربي لا يحبّ الثبات يحبّ الحركة. والعرب يعرفون ان الحركة بركة! وأركان الدين السلوكية اركان قمرية لا شمسية وهذا ما منحها حركة عابرة للفصول، فرمضان لا يقيم في فصل واحد. رمضان حِرِك، لا يحبّ الروتين، فهو يقيم في الصيف والشتاء والربيع والخريف. شهرٌ مبارك رضيّ يرضي كل الفصول. وعلاقته طيبة مع كل الشهور الشمسية. والصلاة أيضا حركة دائما. صلاة الظهر اليوم يختلف توقيتها عن صلاة الغد والأمس. ومن هنا اهميّة " الميقاتيّ" . والصلاة كتاب " موقوت" اي كتاب متحرك لأنّ الوقت المتحرّك. ان الصلاة ثابت متحرّك. أصل الى خلاصة كلامي: من أين نزل علينا " الجمود" كالوباء وكلّ ما يحيل الى معتقداتنا " متحرّك". ومن العجب ان البيت في العربية" دار"، والدار دوّار أي متحرّك، ولكننا لا نتحرّك، ورضينا بالجمود الروحي والفكري بخلاف لغتنا وعقيدتنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق