الجمعة، 3 أبريل 2015

Détouristifier

مرّ اليوم تحت ناظري هذا الفعل الفرنسيّ، في كتاب فرنسي، وهو ضرورة سياحية لكلّ سائح يذهب مع شركات السياحة المعلّبة. ويقصد بالفعل ان تتحرّر من كونك سائحا منظّما، خاضعا لشروط شركة السفر. وتمارس الفضول والتسكع لاكتشاف ما ليس مبرمجا في الرحلة التي تقوم بها. وليس هناك اجمل من حياة المتسكع في لحظات كثيرة، وهو تسكّع يعرضك لماجآت سعيدة واحيانا غير سعيدة. عادة ما ادخل ، شخصيّاً، إلى معارض الكتب والمكتبات بذهنية المتسكع. وحين يسألني أحيانا البائع، ما هو طلبك؟ هل يمكنني مساعدتك؟ اعرف مسبقا انه لا يمكن له الا نادرا ان يساعدني لأنّي ادخل الى المكتبة وليس في ذهني عنوان معيّن، او غرض معيّن، اترك نفسي كريشة يلعب بها الهواء، والريشة لخفّتها لا تعصف بها الريح كما تعصف بالاشجار، وتهبط على مهلها دون ان تشعر بالضرر ، وأغلب الاحيان اخرج بصيد وافر ، وهي على قولة بائعي السمك، شروة اي انها كوكتيل سمك، كنت اقول انّي اعفّر الكتب كما يعفّر الزيتون. ولكن معفر الزيتون لا يخرج من تعفيره الا بالزيتون بخلاف الصياد الذي يبيعك شروة منوعة من اطايب البحر. اذكر اني دخلت ذات يوم من ايام عام ٢٠٠٧ الى ككتبة في بيروت، وسألتني الموظّفة، ما هو طلبك؟ قلت لها : كتاب عن تعليم اللغة الصينية. فزاغت وعيناها واستغربت طلبي. قلت لها: او كتاب عن الفكر الصينيّ او الحضارة الصينيّة ، فازداد استغرابها، اذ من يهتمّ بالفكر الصينيّ في زمن العمّ سام؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق