كتبهابلال عبد الهادي ، في 19 نيسان 2011 الساعة: 19:10 م
مارسيل بروست كاتب
فرنسي، صاحب إحدى اشهر روايات القرن العشرين " البحث عن الزمن الضائعa la recherche
du temps perdu".. رواية طويلة من مئات الصفحات.
لكل نصّ ادبي رحم حاضنة له. بعض الكتب نعرف
اسباب ولاداتها ، ونعرف الاحداث التي عملت على اختمارها في ذهن كاتب ما.وبعضها نفقد اسباب ولاداتها كما نفقد اسرار تلقيحها وانتقالها من النفس الى الطرس.
كتاب مارسيل بروست نعرف انه ابن حاستين: حاسة الذوق وحاسة الشمّ.
انه ابن لحظة احتكاك قطعة المادلين بالشاي الساخن السيّال.
ابن لحظة تفاعل حاسة المذاق بحاسة الشمّ.
كانت هاتان الحاستان اشبه بفتح بوابة الذاكرة على طفولة الكاتب، ويناعة أيامه الاولى فراحت تتدفق الكلمات من بين اصابعه وهو يتذّوق ويشم قطعة المادلين، كانت وهي تذوب في فمه تمحو الغبار عن ايامه فتبدو متألقة وتوهجة الطعم والمذاق.
هل يتعامل القلم مع حاسة اللمس فقط؟
وهل يتعامل الحبر مع حاسة النظر فقط؟
أليس لـ"لعوكة" لقمة المادلين صوت هفهاف في الفم؟ مضغ مضمّخ بطيب الذكريات العطرات.
بين الفم والأنف علاقات متبادلة تظهرها كلمة الطيْب وكلمة الطيّب.
هل غابت حاسة عن كتاب الزمن الضائع؟
أبغير الحواسّ نستعيد زمنا مضى؟
كل الحواس تشارك في صياغة نصّ على غرار ما يروى عن بيت شعري لابي نواس وهو:
ألا فاسقني
خمراً وقل: هي الخمر
ولا تسقني
سرّاً اذا امكن الجهر.
هل غابت
حاسة؟
اليست الحاسة التي
لا تتعامل مع الخمر هنا هي الاكثر حضورا؟
واقصد حاسة السمع
حيث نراها حاضرة عبر مفردتين: القول والجهر. والقول سماعيّ والجهر
رنّان؟
كتبت هذا النص من
وحي نصين: نص عن عطر الكتب، ونص عن رائحة الكتاب.
والعطر
يعدي!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق