السبت، 11 أبريل 2015

الجمال فخّ ماكر


الجمال مسألة نسبيّة، وكذلك القبح. قد ينبت القبح كالبثور في من يرى نفسه جميلاً، فيضمحلّ مفعول جماله الفتّان. هذا ما تقوله حكاية صينية موجودة في كتاب الحكيم الصينيّ ليه تزه. تقول الحكاية انّ أحد الأشخاص كان مسافراً، فنزل في فندق للاستراحة. وكان لصاحب الفندق زوجتان: واحدة جميلة وواحدة قبيحة، لكنّ صاحب الفندق كان يفضل الزوجة القبيحة. استغرب الرجل سلوك صاحب الفندق، ولم يستطع أن يبلع استغرابه، فسأله عن سبب ذلك فأجاب: الزوجة الجميلة تعرف أنها جميلة، لكنّني لا أعتقد ذلك .الزوجة القبيحة تعرف أنها قبيحة، لكنّني لا أعتقد ذلك. الزوجة الجميلة- لأنّها تعرف انّها جميلة- لم تحسن التصرّف مع الجمال، والجمال فخّ ماكر، أساءت إليه باعتقادها انّه كفيل بفتح الأبواب الموصدة، اتكّلت عليه، والجمال لا يحبّ أن يتّكل عليه أحد. والزوجة القبيحة كانت تعرف انّها قبيحة، تنطلق من الصفر في حياتها، رصيدها الوحيد سلوكها. القبح لا يكذب عليك، ولا يضحك منك أو عليك.

  في العربية كثيراً ما أسمع قولاً مأثوراً مرتبطاً بالقبح والجمال، وغالباً ما أسمع هذا المثل من أفواه النساء: "حظّ البشعة بجمال الحلوة"،  والحظّ كما نلحظ في المثل لا يستعين بصفة تحدّد معالمه، وغالباً ما يكون ذلك لأسباب واضحة، الحظّ الحلو لا يحتاج إلى توصيف. ولكن هل حظّ البشعة حظّ أم جهد شخصيّ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق